15 _ أنـينُ
حـُـزنــي
الوافر
تـُـعَاتِبُنِي وَقَدْ عَلِمَتْ بـِحَالِـي
وَتَـأْمُـلُ وَصْلَ قَلْبـِي أَوْ
سُـؤَالِي
*
كَـأَنَّ الْقَلْبَ لَمْ يَسْـمَعْ نِـدَاهَا
تـُـرَاجِعُنِي الْكَـلامَ
فَـلاَ أ ُبَـالِي
*
وَلَمْ تَبْرَحْ تـُـقَرِّبُنِي إِلَيْهـَا
تــُنَادِينِي
، فَأَبْـخَلُ بِالوِصَـالِ
*
فَـكَيْفَ أَكُونُ ذُو الْوَجْدِ المُـصَفـَّى
عَدِيـمَ
الصَّـبْر ِفِي وَقْتِ الـدَّلاَلِ
*
لَقَدْ خِفْتُ الْفِرَاقَ وَكَانْ عَمْداً
وَهَانَ عَلَيَّ مَفْقُودَ الْمِثـَالِ
*
فِرَاقٌ يَشْمَئِزُّ الْقَلْبُ مِنْهُ
أَيَقْنَعُ
كُلُّ طَرْفٍ بـِالمُـحَالِ؟
*
وَعِشْقِي لَوْ يُوَارِيهِ هَجِيرٌ
لَجَفـَّـتْ
تِحْتَهُ المُـهَجُ الغَوَالِـي (1)
*
أَنَا الصـَّـادِي الْمُجِدُّ لِكَي أَرَاهَا
تَعِـيسُ الْـحَـظ
ِّ، مَكْرُوهُ الـفِـعَالِ(2)
*
فَحِينَ طَلَبْتِ مِنْ قَلْبـِي التَّصَابـِي
مَـدَدْتُ إِلَيْكِ أَسْبَابَ اعْتِزَالِي
(3)
*
رَأَيْتـُـكِ تَنْظُرِينَ إِلَى وِصَـالِي
فَأَصْرِفُ
عَنْكِ أَنْدَاءَ الـطـِّـلاَلِ (4)
*
لَئِـنْ أَصْبَحْتِ عَنْ وَجْـدٍ عَـظِـيمٍ
فَقَدْ
أَصْبَحْتُ مِنْ صـُـمِّ الْجـِبَالِ
*
رَجَوْتـُـكِ فاصْفَحِي عَـنـِّـي فَإِنـِّـي
سَتَقْتـُـلـُـنِي الظــُّـنُونُ كَمَا بَدَا
لـِـي
*
فَـذَ اكَ الْـحُـبُّ إِنْ أَمْسَـى بـِقَلْبـِي
تَرَيْنَ
جَمَالَهُ فِي كُلِّ حَالِ
*
سَأَكْتُبُ فِيكِ شِعْراً حِينَ أَشْكُو
وِيُشْغِلُنِي الْيَرَاعُ عَنِ السُّؤَالِ
*
يُلاَئِمُنِي الكَلاَمُ إِذَا افْتَرَقْنَا
وَ
تَمْنَعُنِي مُلاَءَمَةُ الْوِصَالِ
*
أُسَائِلُ نُخْبَةَ الشُّعَرَاءِ عَنَّا
فـَمَا
عَهْدِي بِمَجْدٍ فِي الظـِّلاَالِ
*
فَأُقْسِمُ قَدْ طَلَبْتُ الصَّفْحَ
إِنـِّي
غَسَـلْتُ الْقَلْبَ بـِالْمَـاءِ الـزُّلاَلِ
*
فَقَالَتْ : قَدْ غَفَرْتُ وَذَا دُعَائِـي
وَقَاكَ اللهُ مِنْ شَـرِّ الضـَّلاَل
*
سَأَلْتُ : إِذَنْ سَمِعْـتِ أَنِينَ حُـزْنِي؟
أَجَابَتْ : مَا قَدِرْتُ عَلَى الْبـِـدَالِ
*
فَأَقْبـِلْ إِنْ أَرَدْتَ وِصَالَ رُوحِي
وَجَدِّدْ نَبْضَ قَلْبـِي فَهْوَ بَالِ
(5)
*
أَرَى قَسَمَاتِـهَا سِحْرٌ كَسَـاهَا
فَأَنْسَى مَا عَلاَنـِي فِي الْلَيَالِي
*
أُسِـرُّ
إِلَى الْعُيُون ِ سُـقَامَ حُـبـِّـي
فَتَأْسِرُنِي
الْعُيُونُ بـِلاَ سـِـجَالِ (6)
*
بـِنَظْرَتِـهَا لَعَـمْرُ أَبـِيكَ سَـهْـمٌ
يُـصِيبُـكَ فِي فُؤَادِكَ كَالنـِّـبَالِ
*
فَمِلْتُ إِلَى الْعِنَاق ِ وَلَسْتُ أ ُخْـفِي
تَحِـيَّة َ عـَاشِق ٍ عَذْبِ الْمَقَالِ
*
وَكُنْتُ إِذَا قَصَدْتُ هَوَى الْغَوَانِـي
أَفِـرُّ إِلَى الشـَّـوَاطِي لاَ أ ُبَالِي
(7)
*
وَكُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ لَهُ هَــدِيـراً
أَهُــمُّ بـِصُحْبـَـتِي قَبْلَ
الـزَّوَالِ (8)
*
وَقُلْـتُ : اسْتَعْجــِـلُوا فَالْـبَحْـرُ
فِيهِ
أ ُسَـلـِّــي النَّفْسَ مِنْ هـَـمِّ
الْمَـقـَالِ
***
طرابلس الغرب 13.05.2006
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- المهجة : الروح أو بقيتها ، 2- الصادي : الشديد العطش
، 3- التصابي : تصابى : تفتن ، 4- الطِلال : اليوم الكثيرالندى
5- البال : المهترء ويقال : فلانٌ
بِلْيُ أَسْفارٍ وبِلوُها، أي: بَلاَهُ الهَمُّ والسَّفَرُ والتَّجارِبُ ، وبِلْيُ شَرٍّ وبِلْوُهُ: قَوِيٌّ عليه مُبْتَلىً به. ، 6-
السقام : المرض ، السجال : السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة
المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وقيل: هو مِلْؤُها، وقيل: إِذا كان فيه ماء قَلَّ أَو
كَثُر، والجمع سِجالٌ وسُجُول، ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو؛ وفي حديث أَبي سفيان: أَن
هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال له: الحَرْب
بيننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ عليه مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى، قال: وأَصله
أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى
ماء. وفي حديث ابن مسعود: افتتح سورة النساء
فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة، من السَّجْل الصَّبِّ. يقال: سَجَلْت الماءَ
سَجْلاً إِذا صببته صَبًّا متَّصلاً. ، والمقصود هنا : بلا نزاع ولا خصومة
،7 – الغواني : جمع غانية وهي المرأة الغنية بحسنها عن الزينة ، 8- الزوال : الذَّهاب والاسْتِحالة والاضْمِحْلال، زالَ يَزُول زَوَالاً
وزَوِيلاً وزُؤُولاً؛ والزوال :زَوالُ الشمس وزَوالُ المُلْكِ ونحوِ ذلك مما
يَزُول عن حاله.وزَالَتِ الشمسُ زَوالاً وزُوُولاً، بغير همز، كذلك نَصَّ عليه
ثعلب، وزِيالاً وزَوَلاناً: زَلَّتْ عن كَبِد السماء.وزالَ النهارُ: ارتفع، من
ذلك. منتصف النهار .