الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

وَلَهَا رُسُومٌ فِي الْفُـؤَادِ


14  _  وَلَهَا رُسُومٌ فِي الْفُـؤَادِ

 
الكامل
 
أَرِقــَتْ عُيُونِي مِنْ بِعَادِ المْنَزِلِ
 
 هَاجَ الهَوَى بخِيَال ِ حُـبـِّي الأَوَّلِ (1)
*

مُقَلٌ تـُـعَانِقـُهَا الْقُلُوبُ ذَوَارِفـاً
 
 تُذْرِي دُمُوعـاً مِنْ قَلِيل ٍ مُخْضـِـلِ (2)
*

شَكَتِ الْعُيُونُ إِلىَ الْعُيُون ِ مَلاَمةً 
 
 أَمْـرَ الهَوَى ، وَنِدَاءَ قَلْبِ المُـصْطَـلِي(3)
*

فَإِذَا التَمَـسْتُ وِصَالهَاَ بخِلَتْ بِهِ 
 
 فيِ غِبْطَةٍ ، وَكَأَنـَّـهَا لَمْ تَبْخَلِ (4)
*

وَسَمِعْتُ مَنْطِقَهَا الجَمِيلَ وَشَدَّنِـي
 
  حُسْـنٌ لَطِيفٌ غَايـَة ُ المُـتَأَمـِّـلِ
*

فَكَأَنَّ مَنْطِـقـَـهَا إِذَا نَازَعْتُهَا
  
 شَهْـدٌ . أَوَخِرَهُ كَطــَـعْم ِ الأَوَّلِ (5)
*

وَلهَاَ رُسُومٌ فِي الْفُـؤَادِ كَأنـَّهَا
 
 أَثَرُ الْغَمَامِ عَلَى رِيَاضِ الْمَنْزِلِ (6)
*

دَعْ عَنْكَ وَصْفَكَ فِي الْحِسَان ِ وًمَا تَرَى  
 
  لِمُـحبَّـبٍ  فيِ الْعَاشِقِينَ مُـعَلـَّـلِ
*

قَدْ مَاتْ فيِ أَفْكَارِنَا مَا باَلـُناَ 
 
 حُـبُّ الْعِرَاقِ صَبَابَة ً  لاَ  تَـنـْجَلِي
*

وَلَقَدْ أَسِفْتُ عَلَى الْفُرَاتِ وَآلِهِ   
 
 وَالـشَّـعْبُ يَقْضِي بِالقَضَاءِ الْفَيْصَـلِ
*

حَسْبُ الْعِرَقَ بِأَنْ يَهُـبَّ  مُدَافِعاً
  
   أَهْلُ الـشـَّـجَاعَةِ مِنْ قُرُوم ٍ بُـزَّلِ (7)
*

وَيُقَاتِلُونَ الْكُفْرَ يَوْمَ كَرِيهَةٍ 
 بِكَتَائِبٍ تَفْرِي حَـدِيدَ الصَّـيْقَـلِ (8)
*

فَعُرُوبَتيِ مجَدٌ عَظِـيـمٌ نـَعْيـُـهُ  
  فَقْدُ الرِّجـَال ِ عَلَى الطــِّـرَاز ِ الأَوَّلِ
*

وَلَقَدْ نَسِيتُ فَمَا ذَكَرْتُ وُجُودَكُمْ 
  أَبَـداً . وَصَارَتْ أ ُمَّــة ً مِنْ جُـهـَّـلِ
*

وَ مُفَكِّرٍ بِالعَقْلِ يَنْظُرُ دُونَهُ 
 مَجْداً تَهَدَّمَ  فِي الْحَضِيضِ الأَسْفَلِ(9)
*

وَلَئِـنْ فـَـخَرْتَ بِأ ُمَّة ٍ قَدْ أَقْصَرَتْ 
 فَـتَـقَـصَّ عَـنْ نَكَدِ الْفُؤَادِ بِمَـعْزَلِ (10)
*

قَدْ كُنْتُ أَنــْتَظِرُ الخَرَائِدَ دُونَكُمْ 
  وَتَرَكْتُ فيِ أَيـْدِي الهَوَى مُسْتَقْبَـلِي
*

وَلَقَدْ لَهَوْتُ عَلَى الشـَّـوَاطِي حَيْثـُـمَا 
 زَهْرَ الخُدُودِ وَخِـلَّـة ً لَمْ تـُـمْلَلِ (11)
*

إِنـِّـي إِلَى الْبَحْرِ الْكبَير ِ مَنَازِليِ 


 
 فَإِذَا قَصَدْتُ تَنَدُّمـاً لَمْ أَحْــفَـلِ (12)
*

إِنَّ الْقَصِيدَ تَنَوَّعَتْ أَغْرَاضُهُ
  فَهْوَ الْكَلاَ مُ الْعَذْبُ مِثْلَ السَّـلْـسَلِ
*

يَا حَبـَّذَا ذَاكَ الْقَصِيدُ وَنَظْمُهُ  
 يَا صَاح ِ ، حِينَ قَرَأْتَ شِعْرَ الأَخْطَـلِ (13)
*

قَـلــَمٌ عَصَانِي لَيـْلَـة ً فَـكَأنـَّـنِي
  مِنْ دُونِهِ الـنـَّـارُ الْتيِ لَمْ تـُشْعَلِ
*

إِنـِّـي امْرُؤٌ أَجِــدُ الْكِتَابَة َ مَرْتَعَاً 
  وَمحَـَلَّـة ً لِـيَرَاع ِ ذَاكَ المْنَـْهَلِ (14)
 
***

طرابلس الغرب  27. 03. 2006

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- أرق : الأرق : ذهاب النوم بالليل، وفي المحكم: ذهاب النوم لعلة. ، 2- خضِلٌ : كل شيء مبتل يترشش الندى منه ، 3- المصطلي : المحترق . 4-  الغبطة : حسن الحال أو هي التمني مثل نعمة المغبوط وعدم نية زوالها . 5- نازعتُها الحديثَ : مُحادَثُتها إيَّاهُ ،قال الحَادِرةُ :  وإذأ تُنازِعُكَ الحديثَ رأيتَها * حَسناً تبسُّمُها لذيذَ المكْرَعِ ، وكان سيدنا حسانا رضي الله عنه إذا قيل له أنشدنا شعرا يقول : هل أُنشدتُم كلِمةَ الحُويدرةِ؟ يعني هذه القصيدة التي مطلعها :بكرتْ سُميةُ بُكرةً فتمتعِ * وغدتْ غُدُوَّ مُفارق لم يربعِ . الشهد : العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ؛ قال أُمية: إِلى رُدُحٍ، من الشِّيزى، مِلاءٍ لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ (* قوله «ملاء» ككتاب، وروي بدله عليها.) أَي من لباب البر يعني الفالوذَق وقيل العسلُ ما كان ، ويقصد شاعرنا حلاوة الكلام ونعومة الصوت ،6- الرسوم : مفردها الرسم وهوما تبقى من الأثر ، الروضة : الأَرض ذات الخُضْرةِ. والبُسْتانُ الحَسَنُ؛ ولا تكونُ روضةً إِلا بماء معها أَو إِلى جنبها.. 7- القروم : السادة على التشبيه بالقروم من الابل لعظم شأنها وكرمها ، البزل : مفردها البازل وهو البعير الذي هرم وظهر نابه وقد استعار صفة البازل وأعطاها للمسنين من الناس . 8- الصيقل : شَحَّاذُ السُّيوف وجَلاَّؤها، والجمع صَيَاقِل وصياقِلةٌ، دخلت فيه الهاء لغير علة من العلل الأَربع التي توجب دخول الهاء في هذا الضَّرْب من الجمع، ولكن على حَدِّ دخولها في المَلائِكة والقَشَاعِمة ، والصَّقِيلُ: السَّيْف. 9- الحضيض : القرار في الأرض عند أسفل الجبل، 10-  تقصى : ابتعدَ وجأت هنا فعل أمر فحذف حرف العلة ، النكد : كل شيء جرّ على صاحبه شراً ، وتنكد عيشه تكدّر . 11- الخُلة : الرفقة . 12 - ونادَمَ الرجل مُنادَمةً ونِداماً: جالَسه على

الشراب.والنَّدِيمُ: المُنادِمُ، والجمع نُدَماءُ، وكذلك النَّدْمانُ، والجمع نَدامى ونِدامٌ، ولا يجمع بالواو والنون، وإِن أَدخلت الهاء في مؤنثه؛ لم يحفل : لم يهتم . 13- الأخطل : شاعر أموي مشهور . 14- المرتع :
الرَّتْعُ: الأَكل والشرب رَغَداً في الرِّيف، رَتَعَ يَرْتَعُ رَتْعاً ورُتوعاً ورِتاعاً، والاسم الرَّتْعةُ والرَّتَعةُ. يقال: خرجنا نَرْتَعُ ونَلْعب أَي نَنْعَم ونَلْهُو
، وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُرْبِعاً مُرْتِعاً أَي يُنْبِت من الكَلإِ ما تَرْتع فيه المَواشِي وتَرعاه، وقد أَرْتَعَ المالَ وأَرْتَعَتِ الأَرضُ. والمَحَلة : منزل القوم. ورَوْضة مِحْلال إِذا أَكثر الناسُ الحُلول بها .


 

 

 

ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....