من البسيط
قِفْ حَيْثُ يُثْنِي عَلَى ذِكْرَايَ وَلْهَانُ
وَاقْطَعْ رَجَائِي فَإنَّ الْحُبَّ سِلْوَانُ
*
وَالْقَلْبُ لَيْسَ بِمَأْمُونٍ عَلَى أَحَدٍ
وَقَدْ رَمَتْهُ مِنَ الأَيَّامِ أَحْزَانُ
*
الْحُبُّ لَمْ يَأْتِ عَفْواً فِي بَسَاطَتِهِ
فَالْقَلْبُ وَاعٍ وَلَمْ يُدْرِكْهُ نُقْصَانُ
*
يَا أُمَّ أَحْمَدَ مَازَالَتْ تُؤَنِسُنِي
وَرْقَاءُ تَطْرُقُ طَرْفـِي وَهْوَ يَقْضَانُ
*
مَابَالُ أَطْيَافُكِ الْحَرَّى تُلاحِقُنِي
أَمَا عَلِمْتِ بِأَنَّ النَّوْمَ سُلْطَانُ
*
قَبَّلْتُ يُمْنَاكِ أَمْ عَيْنَيْكِ مَنْ سَبَقَتْ
كَفَّ الْهَوَى فَطَوَى التَّقْبِيلَ نِسْيَانُ
*
يَا شِاهِرَ اللَحْظِ تَرْجُو أَنْ تَتُوبَ إِذَنْ
هَيْهَاتَ أَنْ يَخْلُفَ الأَبْصَارَ نُكْرَانُ
*
لاَ رَأْيَ لِي إِنَّ أَمْرُ الْحُبِّ مَوْرِدُنَا
وَإِنَّ مَنْبَتَهَا رَوْحٌ وَرَيْحَانُ
*
أَشْكُو النَّوَى وَيَرَاعِي يَسْتَلِذُّ بِهِ
وَالشَّوْقُ ظِلٌّ وَأَيْدِي الْمَوْتِ أَفْنَانُ
*
يَاسَائِلِينَ عَنِ الْأَحْزَانِ لاَ تَفِدُوا !
*
يَا لَلْمَدِينَةِ أَعْلاَهَا وَاَسْفَلَهَا
قَصْفٌ وَمَوْتٌ وَآهَاتٍ وَنِيرَانُ
*
أَرْضُ الأَحِبَّةِ إِنْ شَطَّتْ أَوِ اقْتَرَبَتْ
فَإِنَّهَا فـِي شِغَافِ الْقَلْبِ أَوْطَانُ
*
لَئِنْ تَبَاهَتْ بَكِ الْعَيْنُ الْهَتُونُ لَكَمْ
شِجَتْكِ "سُوسَةَ" واسْتَهْوَتْكِ "غِرْيَانُ"
*
وسَائِلٍ قُلْتُ "بَاكِسْتَانَ" لـِي وَطَنٌ
حَيْثُ الْتَفَتُّ فَإِنَّ الْخُلْقُ بُرْهَانُ
*
تَعْلَمْ بِأَنَّ ثِمَارَ الْعِلْمِ فُرْسَانُ
*
كَذَا انْتِفَاعِي بِنُورِ الْعِلْمِ بِيْنَهُمُو
وَلِلصَّبَابَةِ وَالأَدَابِ مَيْدَانُ
*
مَا الْفَرْقَدَانِ رَعَاكِ اللهُ مِنْ بَلَدٍ
مَعَ الْعُلُوِّ عَلَى الأَوْطَانِ إِيمَانُ
*
يَا صَاحِبِي ذَالِكُمْ حُبِّي أُكَابِدُهُ
عَسَى وُقُوفُكَ أَنْ يَعْدُوهُ إِحْسَانُ
*
مِنْهَا الْكُؤُوسُ وَمِنْ نُدْمَايَ أَلْحَانُ
*
وَحُسْنُ وَصْلُكِ رَوْضٌ لِلْهَوَى نَضِرٌ
رَوَّتْهُ مَا رَوَّضَتْ لِلْقَلْبِ أَشْجَانُ
*
تَمْضِي السُّنُونُ وَحَالِي قَدْ غَدَا عَجَباً
حَتَّى كَأنِّي لِعَيْنِ الدَّهْرِ أَجْفَانُ
***
إسلام آباد 2018.09.14
سوسة و غريان : مدينتان ليبيتان