الاثنين، 5 مايو 2014

أخر قصيدة في ديوان ( يا صباح الحب )


 36- هَمْسُ  الْقَوَارِيرِ

البسيط

لِي فِي (طَرَابُلْسَ) غَصْنٌ غَيْرُ مُهْتَصَرٍ 
 تُلْفِيهِ أخْضَرَ بِالْأَزْهَارِ مَسْبُوتَا(1)



إِذَا دَعَاهُ فُؤَادِي كَانَ وَصْلُهُـمَا
 سِحْرُ الْهَوَى بَدَلاً مِنْ سِحْرِ هَارُوتَا(2)
*
سَعَادَةُ النَّفْسِ أَنْ تَسْمُو بِمَنْ وَجَدَتْ 
 تِلْكَ الصَّبّابَةُ لا أَنْ تَسْأَلَ القُوتَا
*
جُرْحُ الْهَوَى بِرِدَاءِ الْوَصْلِ مُلْتَحِفٌ 
  مُعَلَّقٌ بِدَوَاعِي الْهَجْرِ مَسْؤُوتَا(3)
*
إِذْ يِسْمَعُ الْمَرْءُ مِنْهَا مَا يُؤنِّسَهُ 
 رِسْلاً مِنَ الْقَوْلِ أَوْ دُرّاً وَ يَاقُوتَا
*
قَالَتْ وَقَدْ تَرَكَتْ فِي الْعَيْنِ حَاجَتَهَا 
 لِلْقَلْبِ سُلِّمْتَ مِنْ حُبٍّ وَ نُجِّيتَا
*
وَاهاً لِقُرْبِكَ لاَ تُخْفَى نَوَافِحَهُ 
 شَوْقاً إِلَى مَا انْقَضَى إِنْ كُنْتَ أُنْسِيتَا(4)
*
قَلْبِي وَ رُوحِي هُمَا سَمْعِي إِذَا هَمَسَتْ 
 نَجْوىً يَظَلُّ بِهَا الْوَلْهَانُ مَبْهُوتَا(5)
*
تِلْكَ الَّتِي نَسِيَتْ شِعْرِي فَوَاعَجَبًا 
 بَاتَتْ تَشِفُّ فُؤَاداً حَارَ مَبْغُوتَا(6)
*
هَمُّ الْغَوَانِي إِلَى قَلْبٍ لَهُ أَدَبٌ 
 يَفُوحُ مِنْهُ ذَكِيُّ العِشْقِ مَفْتُوتَا(7)
*
أَوْ شَاعِرٍ رَتِلٍ ، عَذْبٍ مَقَالَتُهُ 
  فَضْلاً عَلَى النَّاسِ بِلْإِتْقَانِ مَنْعُوتَا(8)
*
وَقَدْ ذَكَرْتُكِ فيِ شِعْرِي عَلَانِيَةً  
 ثـُمَّ انْثَنَيْتِ فَأَغْفَلْتِ الْمَوَاقِيتَا
*
أَمَا تَرَيْنَ ؟ حَنَانِي الْحُبُّ عَنْ كِبَرٍ
  وَمَكَّنَتْهُ بَنَاتُ الْوَصْل تَثْبِيتَا
*
لَمْ أَطْوِ بُرْدَ شَبَابِي فيِ هَوَى أَحَدٍ 
 مُقَيَّداً بِجِوَارِ الْبَحْرِ مَنْكُوتَا(9)
*
أُوسِّعُ النَّفْسَ بِالْأَهْوِالِ فيِ ثِقَةٍ 
 لَمْ أُبْقِ إِلاَّ نَدِيمَ الْلَّهْوِ مَلْفُوتَا
*
يَا (أُمَّ أَحْمَدَ) لَا أَخْشَى تَفَرُّقَنَا
 لَوْلَا الْمَنَايَا ، مَذَاقٌ كَانَ مَمْقُوتَا(10)

***

طرابلس الغرب 2008.02.08

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- مهتصر : الهصر : الكسر ،هصر الشي يهصره هصراً : جَبَذَه وأَماله واهْتَصَرَه والهصر : عطف الشيء الرَّطْبِ كالغصن ونحوه وكَسْرُه من غير بَيْنُونَةٍ، وقيل: هو عَطْفُك أَيَّ شيء كان؛، مسبوتا : نعسان  .2- هاروت وماروت : الملكان في بابل .3- مسؤوتا : مخنوقا .4-  نوافحه :عطره الطيب . 5- الوله : العشق الشديد ، مبهوت : تغير لونه . 6- مبغوت : أخذ على حين غرة . 7-  الغانية : المرأة المستغنية بجمالها عن كل زينة ، ذكي العشق : رائحته . 8- رتل : عذب الصوت جيد الإلقاء . 9- منكوت : مقلوب رأسا على عقب . 10-  أم أحمد : حبيبة الشاعر وزوجته ، ممقوت : مكروه .









35-  رِثَاءُ شَاعِرُ ليبيا الكبيرحسن السُّوسِي *

الطويل
 

 
أَلَا هَلْ دَرَى النَّاعِي بِحُزْنِي إِذَا دَعَـا ؟ 
  رِسَائِلُ تَنْعَى بِالوَدَاعِ فَأَفْجَعَا !
فَأَقْبَلْتُ أَرْثِي وَ الْيَرَاعُ مُشَيِّعاً 
 وأَنـْدُبُ رُوحاً لِلْفَقِيدِ وَمَرْبِعًا
وَمَا زِلْتُ أَسْتَسْقِي الْقَرِيضَ بِحَسْرَةٍ  
 صَبُوراً عَلَى الرُّزْءِ الْعَظِيمِ مُفَجَّعَا
تَضُجُّ ضُلُوعِي بِالشُّجُونِ تَتَابُعاً
 نَوَائِحُ تَنْعَى كُلَّ حَالٍ تَشَنَّعا
أَلَا إِنَّ ( بِنْغَازِي ) تَضَوَّعَ حُزْنُهَا  
 وَ أَبْعَدَ فِي أَرْضِ الْعُرُوبَةِ  مَوْقِعَا
وَيَحْزُنُ قَلْبِي مِنْ عَزَاءٍ وَعِبْرَةٍ  
 فَلاَ الْعُمْرُ مَوْصُولاً ، وَ لاَ الْمَوْتُ مُجْزِعَا
تَغَارُ عَلَيْهِ الْأَرْضُ مِنْ كُلِّ زَائِرٍ
  وَتَغْدُو رَفِيقاً فِي الدُّرُوبِ مُشَيِّعـَا
وَكَانَ أَعَزَّ النَّاسِ فَضْلاً ، وَ رِفْعَةً 
 وَأَقْرَبَ فِي قَلْبِ الْمَكَارِمِ مَوْقِعَا
أَدِيبُ بِلَادِي كُلِّهَا وَلِسَانُهَا 
 هُوَ الشِّعْرُ أَحْيَا نَبْضَهُ ثُمَّ أَقْشَعَا
وَزَادَتْ قَوَافِيهِ عَلَى الْحُسْنِ رَوْعَةً  
  تَأَلَّقَ حَتَّى جَالَ فيهَا وَأَبْدَعَا
وَيَا(حَسَنٌ) إِنِّي رَأَيْتُكَ بِدْعَةً 
 وَحَسْبُ الْمَنَايَا لاَ تُرِيدُ لِتَجْمَعَا
وَيَالَكَ مِنْ رُزْءٍ عَظِيمٍ رَثَيْـتَـهُ 
  كَتَمْتُ حَنِينَ الْقَلْبِ حَتَّى تَصَدَّعَا
دُفِنْتَ وَلَمْ يَسْمَحْ لَنَا الدَّهْرُ بَيْعَةً 
  هُوَ الْكَأْسُ إِذْ  لَمْ يَسْأَلُوكَ تَجَرُّعَا
إِذَا ذَكَرَتْ نَفْسِي قَرِيضاً تَذَكَّرَتْ 
 أَباً كَانَ أَبْنَى لِلْقَوَافِي وَأَرْوَعَا
أَضَرَّتْ بِهَا الْأَوْجَاعُ  حَتَّى تَفَجَّرَتْ 
 وَ مِثْلِي إِذَا وَارَى الْعَزِيزُ تَرَجَّعَا(1)
فَيَا أَيُّهَا الْقَلْبُ الْحَزِينُ لِفُرْقَةٍ 
 رُزِئْتَ فَلاَ تَجْزَعْ إِذَا الرَّوْعُ أَفْزَعَا
***

طرابلس الغرب  2007.12.10

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* حسن أحمد السوسي : شاعر ليبي معاصر له صدىً كبيرا في الحياة الثقافية الليبية لم يلتق به شاعرنا فقال : ولم يسمح لنا الدهر بيعةً ،الخجول . مولده ونشأته : ولد عام 1924 بالكفرة - جنوب ليبيا تلقى تعليمه بمصر وكان ضمن الأسر المهاجرة إلى هناك في زمن مبكر. هاجر صغيراً قبل احتلال الكفرة من قبل الطليان و أقام مع أسرته بمرسى مطروح و قرأ القرآن على يدي و الده دخل المدرسة الأولية بمطروح، ثم التحق بالأزهر ونال الشهادة الأهلية 1944، وحضر بعدها دورات تربوية في كل من بيروت و تونس.
عاد إلى ليبيا أواخر عام 1944 وعمل في حقل التدريس في مناطق مختلفة . معلماً بمدرسة الأبيار القريبة من بنغازي ، ثم تنقل في وظائف التعليم فعمل مديراً لمدرسة وموجهاً .. إلى ان أحيل للتقاعد عام 1988.أقام بمدينة بنغازي وتحصل على جائزة الفاتح التقديرية. وهو من تلاميذ الشاعر أحمد رفيق المهدوي إلا أنه أكثر التزاماً بالرصانة اللغوية. رقيقاً دمث الخلق. وكان عفيفَ اليد صادقَ الكلمة عزيزَ النفس، مثالَ الإخلاص لمهنته ووطنه. لم ينظِم الشعرَ تملّقاً لأحد أو من أجل منفعةٍ لشخصه. حياته كانت (حياةَ عِزّ) وفاته : توفي الأربعاء 21 نوفمبر 2007 في إحدى مستشفيات العاصمة التونسية و دفن في بنغازي عصر يوم الخميس 22 نوفمبر 2007 عن عمر 83 عاما .شعره : كتب شعر التفعيلة بالإضافة إلى الشعر العمودي. له شعر عاطفي كثير وأشعار أخرى تتراوح بين الاجتماعيات والوطنيات.شارك في مهرجانات الأدباء المغاربة والأدباء العرب في كل من طرابلس و تونس و الجزائر و القاهرة و بغداد .من أبرز رواد القصيدة الكلاسيكية في الأدب الليبي الحديث فهو يكتب القصيدة الكلاسيكية بكل مقوماتها ويخوض في نفس الوقت موجة الحداثة ليكتب نصاً شعرياً تكاد أن تجزم بأن كاتبها ليس هو نفسه حسن ألسوسي لولا أن ضمنها مجموعة من مجاميعه الشعري.نشر قصائده في عديد المطبوعات : برقة الجديدة ، الحقيقة، الأسبوع الثقافي ، الثقافة العربية ، العرب اللندنية ، المناهل ، الفصول الأربعة . دواوينه : الركب التائه 1963، ليالي الصيف 1970 ، نماذج 1981 ،المواسم 1986 ،نوافذ 1987 الفراشة مركز دراسات الثقافة العربية، الطبعة الأولى، عام 1988. الزهرة والعصفور ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى, عام 1992.الجسور ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998. الحان ليبية ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998.
تقاسيم على أوتار مغاربية، الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998. المخطوطات : كما أنا – شعر.
.1- ترجعا : قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .

 

 

 

 

 

 

 

 

الأحد، 4 مايو 2014


34- عَلَى ضـِفَافِ السِّـينِ

الوافر
 
وَقَفْتُ عَلَى ضِفَافِ السِّين ِصَادِ 
 تُنَازِعُنِي الشُّجُونُ إِلَـى مُرَادِي (1)
 
وَإنِّي قَدْ رَأَيْتُ الْهَجْرَ قَـسْراً
 وَقَدْ كَانَ ارْتِحَالِي فِي الْمَعَادِ (2)
*
وَهَمَّتْ (أُمُّ أَحْمَدَ) بِـالتَّوَانِي 
  وَحُسْنُ الظَّـنِّ مِنْ حُسْنِ التِّلَادِ(3)
*
تَنَاسَتْ مَا الْهَوَى عَمْداً وَبُخْلاً 
  وَشَطـَّتْ غُرْبَةً دُونَ افْتِقَادِي (4)
*
تَرُوغُ عَنِ السُّؤَالِ وَأَبْتَغِيهَا 
 وَقَدْ يَعْفُو عَنِ الزَّلَـلِ اعْتِقَادِي
*
سَتَبْكِي هَجْرَهَا عَيْنِي وَ رُوحِي 
 وَكَمْ حَرَقَتْ مَشِيئَتُهـَا فُؤَادِي
*
وَاَكْرَهُ مِنْ مَذَاق ِالْهَجْرِ طَعـْماً
 وَأَمْضَى فِي الْفُؤَادِ مِنَ الزِّنَادِ
*
وَ إِنـِّي أَسْتَغِيثُ فَلَا تَلُمْنِي
 فَإِنَّ النَّارَ تَأْكُلُ كُلَّ زَادِي
*
وَصَارَ الْقَلْبُ قَبْراً مُسْتَزَاراً 
  إِذَا نَادَى الْهَوَى فِي كُلِّ نَادِ
*
أَظَلَّ الْحُبُّ فِيهِ فِي سَلَام ٍ ؟ 
  فَأَرْشِفُ عَطْفَهُ دُونَ اجْتِهَادِ !
*
وَكَانَ حَنَانُهَا طَـلاً بِقَلْبِـي 
 بِمَنْزِلَةِ الْفَلاَةِ مِنَ الْغَوَادِي (5)
*
وَتُغْرِي الْقَلْبَ طَلْعَتُهَا فَيَهْفُو 
 إِلَيْهَا فيِ سُرُورٍ وَ انْقِيَـادِ (6)
*
وَقَدْ نَمَّ الرِّفَاقُ عَلَيَّ جَهْراً 
  فَقَالُوا : مَالَه ُحَرَّانَ صَــادِ ؟ (7)
*
فَقُلْتُ : لَهُمْ نَثَرْتُ الْحُبَّ جُوداً 
 أُسَرُّ بِهِ ، وَخَوفِي غَيْرُ بَادِ
*
وَأَتْبَعْتُ النَّوَى بِسَوَادِ عَيْنِي 
 وَنَاجَيْتُ السُّهَـادَ بِمُسْتَزَادِ (8)
*
وَلَسْتُ بِقَائِل ٍ أَبَداً دَعِينِي 
 وَلَسْتُ بِتَارِكٍ سُبُلَ الْوِدَادِ
*
أَبَرُّ عَلَى الْحَبِيبِ فَلَيْسَ مِثْلِي 
 إِذَا انْصَرَفَ الْفُؤَادُ مَعَ الْفُؤَادِ
*
وَذَا شِعْرِي سَأَطْوِيهِ سُؤَالاً 
 فَرَشـْتُ لِرَدِّهَا رَقَّ ازْدِيَادِي  (9)
*
لِمَـا هَـذَا التَّعَفُّفُ عَنْ وِصَالِي 
  وَقَدْ هَتَفَ الْفُؤَادُ ومَا تَكَادِي ؟
***
باريس 2007.11.14
___________________________________

1- نهر السين : باريس عاصمة فرنسا وكبرى مدنها وهي واحدة من أكثر مدن العالم جمالاً، إذ تتخللها الحدائق والمتنزهات والميادين التاريخية. ويتعرج نهر السِّين وهو يشق مجراه وسط المدينة، بينما تحدد أشجار الكستناء جوانب شوارعها المشهورة. أما في الليل فتضفي الأضواء بريقـًا على قصور باريس وآثارها المشهورة. وقد أدى جمال باريس وأهميتها بوصفها مركزًا للمعارف وإنجازات الفكر إلى تسميتها بمدينة النور، وهو الاسم الذي بدأ إطلاقه عليها خلال عصر التنوير منذ القرن السابع عشر إلى السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر الميلاديين في بلاد الغرب.     ، صاد : شديد العطش ، الشجون : الأحزان . 2- قسرا : بالقوة . 3- التواني : التكاسل والتراخي ، التلاد : الشيء الموروث ، ويعني أن حسن ظنه بمحبوبته من حسن أخلاقه . 4-  شطت: ابتعدت . 5-  الطل : المطر على هيئة الرذاذ أو هو الندى ، الفلاة : الصحراء لا ماء فيها ، الغوادي : السحب الممطرة في الصباح الباكر . 6- يهفو : يسقط . 7­- حران : شديد الحرارة ،صاد شديد العطش . 8- النوى : البعد ، السهاد : طول السهر . 9- الرَّق : ورق الكتابة .

 

 

 

 

 

 

 33-  مَسُّ الْغـَرَام ِ

 

الطويل

 

أَلَا أَيُّـهَا الْبَاكِي بـِـدَمْع ٍ مُسَدَّم ِ= غَدَوْتَ أَسِيرَ الشَّوْق فَرْداً بِمَوْسِمِ (1)ِ

أَتَى الْهَجْرُ بِالْآلَام ِ بَعْدَ خُمُولِهَا = وَأَشْجَى تَبَارِيحَ الْوِصَال ِ الْمُصَرَّمِ (2)

تَبَاعَدَتِ الْآمَالُ مِنْ حَيْثُ تَلْتَقِي= وَلَمْ أَرَ إلاَّ لَوْنَ لَوْح ِ الْمُعَلِّم ِ

تَرَاكَمَ حَتَّى قُلْتُ لَيْسَ بِمُنْتَهٍ = وَسُقْتُ إِلَيْهِ الْفِكْرَ رَغْمَ تَذَمُّمِي

سَلَامٌ عَلَى بَارِيسَ تَهْفُو جَنَوبُهَا= سَوَابِقَ طَلِّ الْبَاكِرِ الْمُتَغَيِّمِ  (3)
 
تَطِيبُ بِهَا الْأَرْوَاحُ رَوْضاً مُنَوَّراً = وَ تُظْـهِرُ أَوْجَاعَ الْحَبِيبِ الْمُتَيَّم ِ

وَمَا كُلُّ رَحْل ٍ قَدْ رَكِبْتُ بِآمِـن ٍ= وَمَا كُلُّ حِلٍّ قَدْ نَزَلْتُ بِمُظـْلِم ِ

لَعَمْرُكَ وَالْأَجْوَاءُ قَيْدٌ لِهِمَّتِي= وَمَا فَوْقَ طَيَّـاتِ  السَّحَابِ مِنَ الدَّمِ
ظَلِلْنَا نَعُوجُ الْخُرْدَ فِي طُرُقَاتِهَا= وَأَلْقَيْتُ لَوْحِي عَنْ يَدَيَّ وَمُعْجَمِي (4)

تَوَرَّثْنَ عَنْ بَارِيسَ كُلَّ جَمِيلَةٍ  = عِثَارَ الْمَذَاكِي فِي مَقَام ِ التَّنَعُّم (5)

وَمَا اسْتَعْذَبَتْ عَيْنِي جَمَالاً رَأَيْتُه =  لِأَنـِّي أَبَرُّ الْعَاشِقِينَ بِمَغْرَمِي
 

أَجُودُ عَلَيْهَا الْحُبَّ سَحاً وَوَابِلاً  = رَقِيقٌ فُؤَادِي كَالْإِهَابِ الْمُوَرَّمِ(6)

وَأَهْدَيْتُهَا كُلَّ الصَّبَابَةِ إِنـَّهَا = سَقَتْنِي هُيَاماً سَائِغاً لَذَّ فِي فَمِي

دَعَانِي الْهَوَى أَوْ لَاحَ مِنْهَا مُهَيِّجٌ  = مِنَ الْحُبِّ يُنْبِي عَنْ كَثِيرٍ مُكَتَّمِ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- مسدّم : المندفق ، فردا بموسم : وحيدا في موسم الدراسة . 2- اشجى : أحزن ، تباريح : آلام ، المصرم : المنقطع .3-  تهفو : تهب ، جنوبها : الرياح القادمة من الجنوب ، الطل : المطر على هيئة رذاذ . 4-  نعوج الخرد : عاج به : أي عطف عليه ومال وألم به ومرّ عليه والعوج الأنعطاف .يقول ذو الرمة : تسقي إذا عجن من أجيادهنّ لنا * عوجَ الأعنّة أعناقَ الأعاجيج . والعناجيج جمع عنجوج وهو الواحد من الخيل ، ويقول السّري الرّفاء : لما رأينا خُمار  الكأس يعلقنا * عُجنا إلى بيت عاجٍ أرضه سبَحُ . الخُمار : صداع الخمر ، يعقلنا : يقتلنا ، السبج : خرز أسود (فارسي معرب ) ،اللوح : يقصد الكتب . 5- عثار المذاكي : لهن روائج طيبة جدا حيث أن باريس مشهورة بصناعة الروائح . 6-  سحا : قطرة قطرة ، الإيهاب : جلد الإنسان .

 

أَخُو شُـقْةٍ وَالْلَيْلُ يَبْرُقُ غَيْمُهُ = كَشُؤْبُوبِ وَجْدٍ بـِالدِّثَارِ الْمُخَرَّمِ (1)

شَكَتْ نَارَ هِجْرَانِي وَمُنْيَةَ نَفْسِهَا = وَقَالَتْ دَلَالاً بَعْدَ طُولِ التَّلَوُّم ِ

وَنَازَعَنِي شَوْقٌ يَضُجُّ بِأَضْلُعِي= إِلَى وَطَن ٍبَيْنَ الرِّبَاطِ وَزَمْزَم ِ

وَلِي عَارِضٌ مِنْ صِبْيَتِي سَلَبَ الْكَرَى= قَرُوعٌ لِأَجْفَانِي ، قَلِيلُ التَّكَلُّمِ  (2)

لَهُ حِينَ يَنْأَى نَظْرَةٌ وَاسْتِكَانَةٌ = وَ إِنَّ يَقِينِي لَيْسَ مِثْلَ تَوَهُّمِي

وَقَدْ سَعَتِ الْأَطْيَافُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ = بِرِقَّةِ مَحْجُوبٍ ، وحُبٍّ مُقَسَّـمِ

آمُونٌ بِآفَاقِ السَّمَاءِ تَوَشَّحَتْ = بِأَوْجَاع ِ مَهْمُوم ٍ مُعَارَ التَّحَلُّمِ(3)

أَمَا كُنْتَ تَدْرِي أَنَّ لِلشِّعْرِ سَطْوَةٌ = وَمَا كُنْتُ فِيهَا بِالْخَـبِـير ِ الْمُقَدَّمِ ؟

وَهَذَا صَدِيقِي غَـرَّهُ أَلَم ِ النَّوَى = طَوِيَ الْحَـشَـا مِنْ غَيْرِ لَحْم ٍ وَلَا دَمِ  (4)

فَيَكْتُبُ مِنْ مَسِّ الْغَرَام ِ قَصِيدَة ً= وَأَعْثُرُ فِي ذَيْل ِ الصّبَاح ِ الْمُسَلِّمِ

***

باريس  2007.10.08

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- الشُقة : السفر البعيد  . شؤبوب : دفعة من المطر ، الدثار : الغطاء ، المخرم : كثير الثقوب .2-  عارض : حلم أعترض نوم الشاعر ، الكرى : النوم . 3- آمون : آمن . 4- النوى : البعد ، طوي الحشا : نحيف ضامر البطن .

 

31 _ إلى الشاعر العراقي مكي النزال



 
 
إلى الشاعر مكي النزال *
 
مجزوء الرمل
يَأَخِي مَكِّي سَلَاماً= مِثْلَ تَغْرِيدِ الْكَنَارِي
قَارِءً بَعْدِي قَصِيدِي =  كُلَّ شُكْرِي  لاِخْتِيَارِي
كَانَتِ الْأَشْعَارُ مِنْكُمْ =  غُـصْنَ وَرْدٍ فِي انْتِضَارِي
 
يَا حَمَامَ الدَّوْحِ  غَـرِّدْ =  مُنْشِداً طُولَ النَّهَارِ (1)
أَخْبِرِ الْأَحْبَابَ عَنـِّي =   كَيْفَ زَادَ الْحُبُّ نَارِي
وَيْحَ نَفْسِي مِنْ خُدُودٍ = مِثْلَ زَهْرِ الْجُلَّـنَارِ (2)
أَوْ عُيُونٍ فَاتِنَاتٍ  = سَاقِيَاتِي مِنْ عُقَارِ (3)
يَا رَسُولَ الحُبِّ بَلِّـغْ = قُلْ لَهَا طَالَ انْتِظَارِي
قُلْ لَهَا كَمْ كُنْتُ أَرْجُو =  وَصْلَهَا دُونَ اخْتِبَار ِ
***
طرابلس الغرب  2007.07.19
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مكي النزال : شاعر عراقي  وصديق شاعرنا وزميله في المعهد العربي للبحوث والدرسات الإستراتيجيةهو شاعر وإعلامي ومنسق إغاثة دولي وناشط ضد الاحتلال الأميركي للعراق كتب مئات القصائد والمقالات وعدداً من الكتب نشر الكثير منها حول القضية العراقية ولم ينس قضية العرب الأولى فلسطين و له العديد من المقابلات التلفازية كشاعر وكمحلل سياسي باللغتين العربية والانجليزية ولد في الفلوجة - العراق - سنة 1957 ووالده الحاج نزال مؤسس حي نزال الشهير في مدينة الفلوجة. اشتغل بالتجارة والصناعة قبل احتلال العراق عام 2003 ثم وُظّف مديرًا لمخيم اللاجئين الإيرانيين في محافظة الأنبار. هو الآن يعيش في الأردن ويكتب لبعض الصحف المحلية هناك كما يظهر على بعض القنوات الفضائية كمحلل سياسي ومن هذه القنوات الجزيرة الدولية وقناة أي أن بي والرافدين.  . 1-  الدوحة : الشجرة العظيمة . 2- الجُلنار : فارسية معربة وتعني زهر الرمان ، 3- العُقار : الخمر .
 
 
 

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....