الأربعاء، 9 يناير 2013


 

19_  مَازِلْتُ أهْــوَاكِ

البسيط

قَدْ كَانَ حُـبُّـكِ لِلأسْقـَام ِ  تِرْيَاقا
  فـَهَلْ رَضِيتِ صَنـِيعَ الحُـبِّ إِطـْلاَقا ؟(1)
*

أقـُولُ لَمَّـا رَأيْتُ الصّبحَ مُنْتَشِـراً 
 مُتيَّـمٌ فِي الْهَوَى نَادَاكِ مُشـْتَاقـا
*

وَبَسْمَة ٌفِي صَبَاح ِ الْحُبِّ يَرْسُمُهَا
 سِـرُّ الْلِـقـَاءِ ، وَكَانَتْ مِنـْكِ أخـْلاَقـا
*

أنـْزَلْـتِ بـِالْقَلْبِ حُبـّا ًكَيْفَ أُنـْصِفـُهُ ؟
  يُشـْفَي الْعَلِيلَ بـِهِ . لِلْوَصْل ِ سَـبـّاقا (3)
*

طـَوَّقـْتِ بـِالْحُبِّ رُوحِي وَهْيَ جَامِحَةٌ 
  تـَشـْكُو ، فـَأَعْطـَيْتـِهَا عَهْداً وَمِيثـَاقا (4)
*

أَرَى عَلَيْكِ سِمَاتِ الْحُبِّ فِي خـُـلُقٍ 
  مَجْدُولـَة ً ، وَأَرَى لِلْوَجْهِ إِشْرَاقا (5)
*

كَأَنَّكِ الْوَرْدُ إِذْ فَاحَتْ رَوَائِحُهُ  
  رَيـّاً مِنَ الطـِّيبِ لِلأَعْنَاقِ أَطْوَاقا (6)
*

وَشَاقَنِي مِنْ كَلاَمِ الْحُبِّ نَبْرَتُـهُ  
  بِحَيثُ تَسْتَعْذِبُ الأَسْمَاع َ إِطْرَاقا (7)
*

مَازِلْتُ أَهْوَاكِ قَولاً غَيْرَ  مُـسْتَـتَرٍ  
  وَلَوْ تَكَدَّرَ حِيناً ثُمَّ مَا رَاقا
*

لَقَدْ عَلِمْتِ غَدَاةَ الْبَيْن ِ مَوْقِفَنـَا  
 مَا كَانَ قَلْبِي لِغَيْرِ الْوَصْل ِ سَبـَّـاقا  (8)
*

وَلِي هَـوَىً لَيْسَ فِي نَجْدٍ مَوَارِدُهُ 
 (( أُويَا))  الْتِي قَدْ غَدَتْ حُـبـّـاً وَأَشْوَاقا (1)
*

وَأَجْمَـلُ الْقَوْل ِ فِي شِعْرِي أَبُوحُ بـِهِ 
  قَدْ كُنْتُ دَوْماً رَقِيـقَ الْقَلْبِ مِغـْـدَاقا (2)
***

طرابلس الغرب  26 . 8. 2006

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-     الأسقام : جمع سقم وهو المرض لا شفاء له ، الترياق الدواء الشافي ، 2- المتيم : الذي تعبده الحب 3- العليل : المريض ، 4- الجموح : جمحتْ السفينة تجمحُ جُمُوحاً :  تَرَكَتْ قَصْدَها فلم يَضْبِطْها الملاَّحون   ،5- مجدولة الخلق : يقصد تامة الخلق ، جميلة متناسقة ، 6- ريا : الرائحة الزكية ، 7- شاقني : اتعبني ،8-  البين : البعد والفراق . أويا : الأسم الفينيقي لمدينة طرابلس الغرب ،  المغداق :  الغَدَق: المطر الكثير العامّ، وقد غَيْدَقَ المطرُ: كثر؛ وأَغْدقَتْ: أَخصبت. والغَيْداقُ: الكريم الجواد الواسع الخلق الكثير العطية، وقيل: هو الكثير الواسع من كل شيء، وإِنه لغَيْداق الجري والعَدْوِ؛ قال تأَبَّط شرّاً: حتى نجَوْتُ، ولمّا يَنزِعُوا سَلَبي، بوالهٍ من قَنِيصِ الشَّدِّ غَيْداقِ وشدّ غَيْداق: وهو الحُضْر الشديد. ومغداق على وزن مفعال : الكثير العطاء بدون حدود ولا قيود .

 

 

 

مَنْ يُصغِي إلينَـا ؟


 

 

18– مّنْ يُصْغِي إِلَيْنَا

 

 الطويل
 

أَمِنْ أُمِّ آمَالِي أُصَدُّ   وَ  أُهْجَرُ ؟ 
 مِرَاراً ، وَفِي قَرْنِ الضُّحَى أَتَزَفَّرُ(1)
*

وَيُوشِكُ قَلْبِي  لَوْ  دَعَتْ  لأَجَابَهَا
  وَمَا كَانَ قَلْبِي قَبْلَ ذَلِكَ يَعْذِرُ
*

تَوَلَّتْ وَقَدْ أَدْمَى فُؤَادِي قَرَارُهَا
  وَ مَانَالَ وَاشٍ  بِالفُؤَادِ ومُخْبِرُ
*

أُحِنُّ  إِلَى النَّجْوَى وَ أَعْلَمُ أَنَّنِـي
إِذَا غِبْتُ عَنْهَا عَائِدٌ لاَ أُقَصِّرُ
*

مُنَعَّمَةٌ تَعْيَا إِلَيْهَا صَبَابَـة   
 فَمَا زِلْتُ مِنْهَا فِي جَوىً أَتَحَسَّرُ
*

لَهَا مُقْلَةٌ حَوْرَاءُ خَامَرَهَا الْهَوَى 
  يَعِزُّ عَلَيْهَا بَوْحُهُ حِينَ تَنْظُرُ
*

وَيَا حَبَّذَا تِلْكَ الْجُفُونُ الَّتِي أَرَى
 وَ يَا حَبَّذَا خَدٌّ أَسِيلٌ وَ مَحْجَرُ (2)
*

وَكَانَتْ لَهَا رَياًّ تَفُوحُ عَرَفْتُهَا
 فَيَا تَعْسَ قَلْبِي حِينَمَا هَمٌ يَصْبِرُ (3)
*

لَقَدْ ذَرَفَتْ عَيْنِي عَلَيْهَـا بِلَوْعَةٍ 
 فَلاَ نَاشِرٌ حُبِّي ، وَلاَ مُتَغَيِّـرُ
*

وَكَيْفَ إِذَنْ تَرْضَى عَلَيَّ خَر ِيدَةٌ  
  إِذَا لَمْ أَكُنْ ذَا عَبْرَةٍ تَتَحَدَّرُ (4)
*

أَلاَ فَاسْقِنِي حُباً سَأَقْوَى بِبَعْضِهِ   
  عَلَى أُخْرَيَاتِ الْعُمْرِ لاَ أَتَكَدَّرُ
*

وَلاَ تَسْقِنِي هَجْراً إِذَا جِئْتُ زَائِراً 
  فَمَا كَانَ مِثْلِي مَنْ يُصَدُّ وَيُهْجَرُ
*

وَقَالُوا تَنَأَتْ فِي هَوَا ها وَدَارِهَا
ثَنَتْ هَاجِسَاتٍ مِنْ فُؤَادٍ مُؤَزَّرُ (5)
*

إِذَا هِيَ لاَ تُصْغِي بِمُهْجَةِ عَاشِقٍ 
  فَمَنْ ذَا الَّذِي يُصْغِي إِلَيْنَا وَ يَعْذِرُ ؟
***

 

طرابلس الغرب  2006.6.19

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-      قرن الضحى : حاجبها وناحيتها .2 - الخد الأسيل : الخد الطويل الناعم وخدٌّ أَسِيل: وهو السهل الليِّن ، المحجر : قال عبويه :  بفتح الجيم، الحُرْمةُ؛ وأَنشد: وهَمَمْتُ أَن أَغشى إِليها مَحْجَراً ويقال: تَحَجَّرَ على ما وَسَّعه اللهُ أَي حرّمه وضَيَّقَهُ. وفي التنزيل: ويقولون حِجْراً مَحْجُوراً؛ أَي حراماً مُحَرَّماً. والمحجر : الحديقة، مثال المجلس ومَحْجِرُ العين: ما دار بها وبدا من البُرْقُعِ من جميع العين، وقيل: هو ما يظهر من نِقاب المرأَة وعمامة الرجل إِذا اعْتَمَّ، وقيل: هو ما دار بالعين من العظم الذي في أَسفل الجفن؛ كل ذلك بفتح الميم وكسرها وكسر الجيم وفتحها؛ وقول الأَخطل: ويُصبِحُ كالخُفَّاشِ يَدْلُكُ عَيْنَهُ، فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ لَئيمٍ ومِنْ

2-     3- حَجْرِ فسره ابن الأَعرابي فقال: أَراد محجر العين. ، 3- ريا : الرائحة الزكية ، 4- الخريدة : من النساء هي البكر التي لم تمس قط ، وقيل هي الحيية الطويلة السكوت الخافضة الصوت الخرة المستترة قد جاوزت الإعصار ولم تعنس ، 5-  نأت : ابتعدت  

 

 

 

         

 

أسيرُ الحُبِّ


17  _    أسيــرُ الحــبِّ

الخبب
 
 

 قَدْ كَانَ الْعَقْلُ يُعَاتِبُنِي
 وَنِدَاءُ الْقَلْبِ يُنَاشِدُنِي
*

لاَ  تَقْضِي الْحِكْمَــة َ بَيْنَهُمَا 
  غَيْرَ قَضَاءِ الْوَجْدِ يُقَرِّبـُنِي
*

وَرَأَيْتُ غَزَالاً ذِي هَيَفٍ  
  أَخَــذ َ الأَلْبَابَ وَقَيَّدَنِي  (1)
*

خُطـُـوَاتُ فُؤَادِي مِنْ نَغَـمٍ   
   فِي لَيْل ِ الْوَصْل ِ فَيَرْصُـدُنِي
*

كَتَبَ الأَشْعَارَ بـِأَدْمُــعِهِ 
  لِـلْحـُـبِّ دَعَانِي يُدَاعِبُـنِي
*

وَكَـلاَمُ الْعِـشْق ِ لَهُ وَقـْـعٌ
   لِجُمُــوح ِ الـنَّـفْس ِ يُرَاوِدُنِي  (2)
*

وَبَقِيتُ أَسِـيـرَ الْـحُــبِّ فَلاَ  
   نَـظْـمٌ يُرْضِيكِ يُـعَاوِدُنِي
***

2006.06.07طرابلس الغرب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- هيفاء : الضامرة البطن الرشييقة  ، الألباب : جمع لُب و لُبُّ كلِّ شيءٍ، ولُبابُه: خالِصُه وخِـيارُه، وقد غَلَبَ اللبُ على ما يؤكل داخلُه، ويُرْمى خارجُه من الثَّمر. واللبُ : العَقْلُ، والجمع أَلبابٌ وأَلْـبُبٌ؛ قال الكُمَيْتُ: إِليكُمْ، بني آلِ النبـيِّ، تَطَلَّعَتْ * نَوازِعُ من قَلْبي، ظِماءٌ، وأَلْـبُبُ وقد جُمعَ على أَلُبٍّ، كما جُمِعَ بُؤْسٌ على أَبْؤُس، ونُعْم على أَنْعُ  ، 2-  الجموح : جمحت السفينة تجمح جموحاً : تَرَكَتْ قَصْدَها فلم يَضْبِطْها الملاَّحون .

 

 

 

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....