الاثنين، 5 مايو 2014


35-  رِثَاءُ شَاعِرُ ليبيا الكبيرحسن السُّوسِي *

الطويل
 

 
أَلَا هَلْ دَرَى النَّاعِي بِحُزْنِي إِذَا دَعَـا ؟ 
  رِسَائِلُ تَنْعَى بِالوَدَاعِ فَأَفْجَعَا !
فَأَقْبَلْتُ أَرْثِي وَ الْيَرَاعُ مُشَيِّعاً 
 وأَنـْدُبُ رُوحاً لِلْفَقِيدِ وَمَرْبِعًا
وَمَا زِلْتُ أَسْتَسْقِي الْقَرِيضَ بِحَسْرَةٍ  
 صَبُوراً عَلَى الرُّزْءِ الْعَظِيمِ مُفَجَّعَا
تَضُجُّ ضُلُوعِي بِالشُّجُونِ تَتَابُعاً
 نَوَائِحُ تَنْعَى كُلَّ حَالٍ تَشَنَّعا
أَلَا إِنَّ ( بِنْغَازِي ) تَضَوَّعَ حُزْنُهَا  
 وَ أَبْعَدَ فِي أَرْضِ الْعُرُوبَةِ  مَوْقِعَا
وَيَحْزُنُ قَلْبِي مِنْ عَزَاءٍ وَعِبْرَةٍ  
 فَلاَ الْعُمْرُ مَوْصُولاً ، وَ لاَ الْمَوْتُ مُجْزِعَا
تَغَارُ عَلَيْهِ الْأَرْضُ مِنْ كُلِّ زَائِرٍ
  وَتَغْدُو رَفِيقاً فِي الدُّرُوبِ مُشَيِّعـَا
وَكَانَ أَعَزَّ النَّاسِ فَضْلاً ، وَ رِفْعَةً 
 وَأَقْرَبَ فِي قَلْبِ الْمَكَارِمِ مَوْقِعَا
أَدِيبُ بِلَادِي كُلِّهَا وَلِسَانُهَا 
 هُوَ الشِّعْرُ أَحْيَا نَبْضَهُ ثُمَّ أَقْشَعَا
وَزَادَتْ قَوَافِيهِ عَلَى الْحُسْنِ رَوْعَةً  
  تَأَلَّقَ حَتَّى جَالَ فيهَا وَأَبْدَعَا
وَيَا(حَسَنٌ) إِنِّي رَأَيْتُكَ بِدْعَةً 
 وَحَسْبُ الْمَنَايَا لاَ تُرِيدُ لِتَجْمَعَا
وَيَالَكَ مِنْ رُزْءٍ عَظِيمٍ رَثَيْـتَـهُ 
  كَتَمْتُ حَنِينَ الْقَلْبِ حَتَّى تَصَدَّعَا
دُفِنْتَ وَلَمْ يَسْمَحْ لَنَا الدَّهْرُ بَيْعَةً 
  هُوَ الْكَأْسُ إِذْ  لَمْ يَسْأَلُوكَ تَجَرُّعَا
إِذَا ذَكَرَتْ نَفْسِي قَرِيضاً تَذَكَّرَتْ 
 أَباً كَانَ أَبْنَى لِلْقَوَافِي وَأَرْوَعَا
أَضَرَّتْ بِهَا الْأَوْجَاعُ  حَتَّى تَفَجَّرَتْ 
 وَ مِثْلِي إِذَا وَارَى الْعَزِيزُ تَرَجَّعَا(1)
فَيَا أَيُّهَا الْقَلْبُ الْحَزِينُ لِفُرْقَةٍ 
 رُزِئْتَ فَلاَ تَجْزَعْ إِذَا الرَّوْعُ أَفْزَعَا
***

طرابلس الغرب  2007.12.10

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* حسن أحمد السوسي : شاعر ليبي معاصر له صدىً كبيرا في الحياة الثقافية الليبية لم يلتق به شاعرنا فقال : ولم يسمح لنا الدهر بيعةً ،الخجول . مولده ونشأته : ولد عام 1924 بالكفرة - جنوب ليبيا تلقى تعليمه بمصر وكان ضمن الأسر المهاجرة إلى هناك في زمن مبكر. هاجر صغيراً قبل احتلال الكفرة من قبل الطليان و أقام مع أسرته بمرسى مطروح و قرأ القرآن على يدي و الده دخل المدرسة الأولية بمطروح، ثم التحق بالأزهر ونال الشهادة الأهلية 1944، وحضر بعدها دورات تربوية في كل من بيروت و تونس.
عاد إلى ليبيا أواخر عام 1944 وعمل في حقل التدريس في مناطق مختلفة . معلماً بمدرسة الأبيار القريبة من بنغازي ، ثم تنقل في وظائف التعليم فعمل مديراً لمدرسة وموجهاً .. إلى ان أحيل للتقاعد عام 1988.أقام بمدينة بنغازي وتحصل على جائزة الفاتح التقديرية. وهو من تلاميذ الشاعر أحمد رفيق المهدوي إلا أنه أكثر التزاماً بالرصانة اللغوية. رقيقاً دمث الخلق. وكان عفيفَ اليد صادقَ الكلمة عزيزَ النفس، مثالَ الإخلاص لمهنته ووطنه. لم ينظِم الشعرَ تملّقاً لأحد أو من أجل منفعةٍ لشخصه. حياته كانت (حياةَ عِزّ) وفاته : توفي الأربعاء 21 نوفمبر 2007 في إحدى مستشفيات العاصمة التونسية و دفن في بنغازي عصر يوم الخميس 22 نوفمبر 2007 عن عمر 83 عاما .شعره : كتب شعر التفعيلة بالإضافة إلى الشعر العمودي. له شعر عاطفي كثير وأشعار أخرى تتراوح بين الاجتماعيات والوطنيات.شارك في مهرجانات الأدباء المغاربة والأدباء العرب في كل من طرابلس و تونس و الجزائر و القاهرة و بغداد .من أبرز رواد القصيدة الكلاسيكية في الأدب الليبي الحديث فهو يكتب القصيدة الكلاسيكية بكل مقوماتها ويخوض في نفس الوقت موجة الحداثة ليكتب نصاً شعرياً تكاد أن تجزم بأن كاتبها ليس هو نفسه حسن ألسوسي لولا أن ضمنها مجموعة من مجاميعه الشعري.نشر قصائده في عديد المطبوعات : برقة الجديدة ، الحقيقة، الأسبوع الثقافي ، الثقافة العربية ، العرب اللندنية ، المناهل ، الفصول الأربعة . دواوينه : الركب التائه 1963، ليالي الصيف 1970 ، نماذج 1981 ،المواسم 1986 ،نوافذ 1987 الفراشة مركز دراسات الثقافة العربية، الطبعة الأولى، عام 1988. الزهرة والعصفور ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى, عام 1992.الجسور ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998. الحان ليبية ،الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998.
تقاسيم على أوتار مغاربية، الدار الجماهيرية، الطبعة الأولى، عام 1998. المخطوطات : كما أنا – شعر.
.1- ترجعا : قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....