الأحد، 11 نوفمبر 2012

لاَ الْقَلبُ قَالَ لهَا وَ لاَ لِرَسُولهِـَا


6 - لاَ الْقَلبُ قَالَ لهَا  وَ لاَ لِرَسُولهِـَا

 









 

 الكامل

لا َ  الْقَلبُ قَـالَ لَهَا وَ لاَ لِرَسُولـِهَا
 لَولاَ بُكُورُ وَدَاعِهَا وَرَحِيلِهَا
*
فيِ لَيْلَةٍ لَيْـلاءَ يأْفَلُ نجَمُهَا
 عَجَبُ الْلَيَالِي أَنْ تَطُولَ بِطُولهِاَ (1)
*
 هَامَ الْفُؤَادُ فَهَلْ لَهُ فِي حُبِّهَـا 
  غَيْرَ الدَّوَاةِ  وَ رَقِّهَا و نَحِيلِهَا؟ (2)
*
وَلَقَدْ بَلَغْتُ إِلَى حُشَاشَةِ قَلْبِها
 فَإِذَا طَلَبْتُ أَخَذْتُ خَيْرَ جَزِ يلِهَا (3)
*
كُــنَّا تَعَاقَدْنَا وِصَالَ قُلـُوبنَا 
 صَارَ الْوِصَالُ قَصَائِداً بِسُدُولِهَا (4)
*
وَلَقَدْ سَئِمْتُ الهَجْرَ بَعْدَ دِرَايَةٍ 
 وَ رَ أَيْتُ عَيْنيِ قَدْ قَذَتْ بِـنُصُولِهَا (5)
*
مَنْ ذَا الّذِي رَكِبَ السَّمَآء وَدوُنَهَا
 قَرْعَ الخُطُوبِ عَوَابِساً وَقُبُولِهَا؟ (6)
*
وَأَنــَا الْذِي اتَّخّذَ الْمَنِيَةَ حَظَّـهُ 
 وَقَفَ الْفَضَاءُ بِنَا عَلَى مَجْهُولِهَا (7)
*
يَا صَاحِبِي أَحْـسَنـْـتَ إِذْ حَيَّيْتَنَا
 لَوْلاَك قَدْ فُقِدَ الرَّجَا بِخَلِيلِهـَا
*
أَمُسَافِرٌ  تَطْوِي السَّمَاءَ عَشِيَة ً؟
  تَرْجُو مِنَ الأَجْوَاءِ كُلَّ جَـمِيلِهـَا
*
وَنَشَرْتَ أَجْنِحَـةَ الـنَّـوَى وَطَوَيتْهَـاَ 
  وَالشَّمْسُ بَيْنَ غُرُوبِهَا وَأَصِيلِهَا
*
فَإِذَابلَغْتَ الشَّـطَّ مِنْ أوْطَانِنَا
   فَسَلِ الدَّيَارَ بِبَحْرِهَا وَ نَخِيلِهَا (8)
*
وَلَئِنْ أَتَتْكَـ حَبِيبَتِي بِمَلاَمَةٍ  
   مَرْفُوعَةٍ لِوُقُوفِكُمْ بِسَبِيلِهَا
*
فَاهـْدِ السَّلاّمَ إِلَى الْحبِيبَةِ بَاسِماً
  وَاسْـرِعْ إلَيَّ بِرَدِّهَا وَمَقُولِهَا
*
وَلَقَدْ عَرَفْتَ مَحَبَّتيِ وَصَبَابَتيِ
 كَانَ المُنَى وَ الصَّبْرُ فيِ تَأْوِيلِهَا
*
صَبْرٌ يَلِفُّ قُلَوبَــنَا بِغَمَامَـةٍ  
 تَسْقِي بَذُورَ الحُبِّ بَيْنَ سُهُولِهـَا
*
إِنـِّـي لآمِـلُ مِنْكَ رَداً عَاجِلاً
  فَلَقَدْ تَعِبْتُ مِنْ كَثِير ِ هُمُولِهَا (9)
*
قَالَ الرَّسُولُ :َفَرِحْتُ حِينَ لَقِيـتـُهَا
 وَتَـنَـبَّـهَتْ فَأَتَيْتـُـهَا بِدَلِيلِهَا
*
فَتَبَسَّمَتْ مِنْ قَلْبِهَا وَكأَنـَّهَا 
  حَنـَّـتْ إِليَّ. وَأَقْبَلَتْ بِفُضُولِهَا (10)
*
وَدُمُوعُ مُقْلَتِهَا أَطَاعَتْ قَلْبَهَا
 وَالشَّوْقُ مِثْلُ هَوَاكَ فِي تَفْضِيلِهَا
*
تَأْبَى الْقُلُوبُ العَاشِقَاتُ أَذِيةً 
 وَلَمَسْتُ  نَبْضَكـَ  فِي جَمِيلِ قُبُولِهَا
*
وَمَحَاسِنُ الذِّكْرَى لَطَائِفُ قَوْلِهاَ
 يَتَحَيَّرُ الشُّـعَرَاءُ فِي تَاْوِيلِهَا
 
*
بِالأَمْسِ ضَمَّتْكُمْ وَإِيـَّاهَا الْمُنَى
  وَالْيَوْمَ بَيْنَ دُمُوعِهَا وَغَلِيلِهَا(11)
****

طرابلس الغرب  25.11.2005  

 

ــــــــــــــــ

1-   ليلاء: شديدة السواد ، يأفل : يغيب ،النجم : إذاذكرت بهذه الصيغة  فيقصد بها غالبا  مجموعة الثريا وهي 6 كواكب متقاربة جدا ومعها سابع خافت ،2-  الرَّق : الورق والنحيل : يقصد به القلم ،3- الحشاشة  : بقية الروح  ، الجزيل : الكثير . 4- السدول : الستار. 5-  القذى : مايسقط في العين من غبار وخلافه ، نصولها : خروجها ، 6 - الخطوب : الأخطار ، العوابس : الكوالح من الجهد . 7- المنية : الأجل ونهاية العمر . 8- الشط : اسم  مكان  وهو شط الحميدية  بتاجوراء ، من اعمال طرابلس الغرب ،  9- الهمول : السقوط وهي كناية عن غزارة  الدموع ، 10- الفضول : كالتطفل وحب الاستطلاع . 11-الغليل : الحقد والمقصود مخالف للمعنى أو هي شدة العطش يقول المتنبي : حَدَقُ الحسانِ الغواني هِجنَ لي * يوم الفِراقِ صبابةً وغليلا .

 

ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....