6 - لاَ الْقَلبُ قَالَ لهَا وَ لاَ
لِرَسُولهِـَا
الكامل
لا
َ الْقَلبُ قَـالَ لَهَا وَ لاَ لِرَسُولـِهَا
لَولاَ
بُكُورُ وَدَاعِهَا وَرَحِيلِهَا
*
فيِ
لَيْلَةٍ لَيْـلاءَ يأْفَلُ نجَمُهَا
عَجَبُ الْلَيَالِي أَنْ
تَطُولَ بِطُولهِاَ (1)
*
هَامَ
الْفُؤَادُ فَهَلْ لَهُ فِي حُبِّهَـا
غَيْرَ الدَّوَاةِ وَ رَقِّهَا و
نَحِيلِهَا؟ (2)
*
وَلَقَدْ
بَلَغْتُ إِلَى حُشَاشَةِ قَلْبِها
فَإِذَا طَلَبْتُ أَخَذْتُ خَيْرَ جَزِ يلِهَا (3)
*
كُــنَّا تَعَاقَدْنَا وِصَالَ
قُلـُوبنَا
صَارَ الْوِصَالُ قَصَائِداً
بِسُدُولِهَا (4)
*
وَلَقَدْ
سَئِمْتُ الهَجْرَ بَعْدَ دِرَايَةٍ
وَ رَ أَيْتُ عَيْنيِ قَدْ قَذَتْ
بِـنُصُولِهَا (5)
*
مَنْ ذَا الّذِي
رَكِبَ السَّمَآء وَدوُنَهَا
قَرْعَ الخُطُوبِ عَوَابِساً وَقُبُولِهَا؟ (6)
*
وَأَنــَا الْذِي
اتَّخّذَ الْمَنِيَةَ حَظَّـهُ
وَقَفَ
الْفَضَاءُ بِنَا عَلَى مَجْهُولِهَا (7)
*
يَا صَاحِبِي
أَحْـسَنـْـتَ إِذْ حَيَّيْتَنَا
لَوْلاَك قَدْ فُقِدَ الرَّجَا بِخَلِيلِهـَا
*
أَمُسَافِرٌ تَطْوِي السَّمَاءَ عَشِيَة ً؟
تَرْجُو مِنَ الأَجْوَاءِ كُلَّ جَـمِيلِهـَا
*
وَنَشَرْتَ أَجْنِحَـةَ الـنَّـوَى وَطَوَيتْهَـاَ
وَالشَّمْسُ بَيْنَ غُرُوبِهَا وَأَصِيلِهَا
*
فَإِذَابلَغْتَ الشَّـطَّ
مِنْ أوْطَانِنَا
فَسَلِ الدَّيَارَ بِبَحْرِهَا وَ نَخِيلِهَا (8)
*
وَلَئِنْ أَتَتْكَـ
حَبِيبَتِي بِمَلاَمَةٍ
مَرْفُوعَةٍ لِوُقُوفِكُمْ بِسَبِيلِهَا
*
فَاهـْدِ السَّلاّمَ
إِلَى الْحبِيبَةِ بَاسِماً
وَاسْـرِعْ
إلَيَّ بِرَدِّهَا وَمَقُولِهَا
*
وَلَقَدْ عَرَفْتَ
مَحَبَّتيِ وَصَبَابَتيِ
كَانَ المُنَى وَ الصَّبْرُ فيِ تَأْوِيلِهَا
صَبْرٌ يَلِفُّ
قُلَوبَــنَا بِغَمَامَـةٍ
تَسْقِي
بَذُورَ الحُبِّ بَيْنَ سُهُولِهـَا
*
إِنـِّـي
لآمِـلُ مِنْكَ رَداً عَاجِلاً
فَلَقَدْ
تَعِبْتُ مِنْ كَثِير ِ هُمُولِهَا (9)
*
قَالَ الرَّسُولُ :َفَرِحْتُ
حِينَ لَقِيـتـُهَا
وَتَـنَـبَّـهَتْ فَأَتَيْتـُـهَا بِدَلِيلِهَا
*
فَتَبَسَّمَتْ مِنْ قَلْبِهَا وَكأَنـَّهَا
حَنـَّـتْ إِليَّ. وَأَقْبَلَتْ بِفُضُولِهَا (10)
*
وَدُمُوعُ مُقْلَتِهَا أَطَاعَتْ
قَلْبَهَا
وَالشَّوْقُ مِثْلُ هَوَاكَ فِي تَفْضِيلِهَا
*
تَأْبَى الْقُلُوبُ
العَاشِقَاتُ أَذِيةً
وَلَمَسْتُ نَبْضَكـَ
فِي جَمِيلِ قُبُولِهَا
*
وَمَحَاسِنُ
الذِّكْرَى لَطَائِفُ قَوْلِهاَ
يَتَحَيَّرُ الشُّـعَرَاءُ فِي تَاْوِيلِهَا
*
بِالأَمْسِ
ضَمَّتْكُمْ وَإِيـَّاهَا الْمُنَى
وَالْيَوْمَ
بَيْنَ دُمُوعِهَا وَغَلِيلِهَا(11)
****
طرابلس
الغرب 25.11.2005
ــــــــــــــــ
1-
ليلاء: شديدة السواد
، يأفل : يغيب ،النجم : إذاذكرت بهذه الصيغة
فيقصد بها غالبا مجموعة الثريا وهي
6 كواكب متقاربة جدا ومعها سابع خافت ،2- الرَّق
: الورق والنحيل : يقصد به القلم ،3- الحشاشة
: بقية الروح ، الجزيل : الكثير . 4-
السدول : الستار. 5- القذى : مايسقط في
العين من غبار وخلافه ، نصولها : خروجها ، 6 - الخطوب : الأخطار ، العوابس :
الكوالح من الجهد . 7- المنية : الأجل ونهاية العمر . 8- الشط : اسم مكان
وهو شط الحميدية بتاجوراء ، من
اعمال طرابلس الغرب ، 9- الهمول : السقوط
وهي كناية عن غزارة الدموع ، 10- الفضول :
كالتطفل وحب الاستطلاع . 11-الغليل : الحقد والمقصود مخالف للمعنى أو هي شدة العطش
يقول المتنبي : حَدَقُ الحسانِ الغواني هِجنَ لي * يوم الفِراقِ صبابةً وغليلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق