السبت، 7 سبتمبر 2013

رِثَاءُ الأَ دِيبَةُ المغْرِبيَةُ مَلـِيـكَة مُسْتظـرَفْ



20 - رِثَاءُ الأَ دِيبَةُ المغْرِبيَةُ مَلـِيـكَة مُسْتظـرَفْ *
الكامل
رَحَلَتْ مَلِيكَةُ فِي ثِيَابِ حِدَادِ
 قـُـمْ يـَا قَصِيدِي فَالْتَحِـفْ بِسَوَادِ
*
وَهَـلـُمَّ ، فَاْكتُبْ فِي الْوَفَاءِ قَصِيدةً 
  وَاصْحَبْ يَرَاعَـكَ فَهْـوَ خَيْرُ عَتَادِ
*
يَا حَسْرَةً سَقَتِ الْيَرَاعَ لِذِكْرِهَا 
  شَهِـدَتْ بِهَا رُوحِي ، وَرَسْمُ مِدَادِي
*
أَدَبٌ خـَبـَا فِي لَحْدِهَا وَمَكَـانَةٌ   
  عُلْوِيـَة ٌ وَقَرِيحـَة ُ الْوَقـَّـادِ (3)
*
يَا غُرَةَ الأَدَبِ الجَمِيل ِ ، وَشمْسِهِ 
  قَلَمَ الْبَيَـان ِ ، وَنـُـجْعَة َالرُّوَادِ
*
وَاسْتـُـقْبِلَ الخَبَرُ الأَلِيمُ وَلَمْ تَزَلْ 
  تَجْرِي الـدُّمُوعُ بِأَعْيُن ِ التـُّـوبَادِ (4)
*
يَا شِعْرُ هَلْ لِي فِي الرِّثَاءِ سَبِيلُهُ 
  نَظْـمٌ يُحَـدِثُ عَنْ صُرُوفِ نـَفَادِ
*
إِنَّ المَرَاثِي هَيَّـجَتْ أَحْزَانـَنَا 
  فِيهَا النُّفُوسُ قَلِيلَة ُ الإِسْـعَـادِ
*
صَـدَعَ الْفُؤَادُ لِذِكرِهَا فَتَبَادَرَتْ 
  مِنـِّـي الدُّمُـوعُ غَزِيرَة ٌ بِـسُهَادِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مليكة مستظرف : قاصة وروائية شابة من المغرب غابت عنا في 9 سبتمبر 2006 بعد رحلة طويلة مع المرض  وحدها استطاعت ان تجسد بشكل واقعي و ملموس الواقع الرهيب و المؤلم للأديب و المثقف العربي في بلده، و في عالمه العربي.. لقد توفيت الأديبة مليكة مستظرف (28 سنة) و هي تعاني من القصور الكلوي، كانت بحاجة إلى الدعم المالي البسيط، لأجل دوائها. لم تجده في مكان.. فقد صحيفة الرياض السعودية منحتها دعما ماليا رمزيا لأجل مساندتها علاجيا، أي التكفل بعلاجها مؤقتا، بعد ان صارت معاناتها على صدر الصحف و على الأنترنت..
ولدت مليكة مستظرف في مدينة الدار البيضاء، في كنف أسرة محافظة و أصيلة، و فقيرة. كان الفقر هو القاسم المشترك في كتاباتها أيضا، و هي تتكلم عن الإنسان المقهور بكل المعاني.. لم تكن المأساة تكمن في المرض، فقد كانت انسانة مؤمنة، رمت حمولتها على الله سبحانه و تعالى.. لكن المؤلم كان في عدم اهتمام النخب المثقفة بحالتها.. كانت تعاني لوحدها.. و الجميع يعرف درجة ما تعانيه من دون أن يمد أحد يد المساعدة الفعلية لها.. لهذا، كانت مليكة مستظرف الصورة الواقعية للأديب البائس، لم تكن بائسة، بل كان البعض يحاول أن يبقيها في بؤس الحالة، لأنها كانت مبدعة، و لأنها كانت أديبة و متميزة.. فلم يحرك أحد ساكنا.. حتى و هي تستغيث على صدر الصحف طالبة مساعدة مالية لأجل أن تشتري الدواء فقط.. فقد توفيت والدتها بعد اصابتها بهبوط مفاجئ في القلب.. ثم توفي والدها بعد ذلك..
مليكة مستظرف لم تكن كاتبة عادية.. كانت حالة أيضا.. كانت صورة نشعر بالحزن حين نتذكرها، هي التي أبدعت قدر امكانها، دون أن يقول لها أحد: أحسنت..
لكن بمجرد أن تم الاعلان عن موتها، تهافت الجميع إلى البكاء عليها.. حتى المؤسسات الثقافية التي طنشت مرضها، سارعت إلى رثائها بكل القصائد.. و الأهم: تم إعلان عن قاعدة ثقافية تحمل اسم: مليكة مستظرف.. ثم الإعلان عن جائزة القصة النسائية تحمل اسم: جائزة مليكة مستظرف القصصية.. و جهات أخرى أطلقت على مراكزها اسم مليكة مستظرف التي في حياتها كانت بحاجة فقط إلى القليل من الحب و العناية و الدواء..
رحمها الله و جعل صبرها ثوابا عند الرحمن                                  
3- خبأت النار : بقيت تحت الرماد ، 4- التوباد : جبل مشهور في جزيرة العرب ذكر في قصائد العشاق به سُمى ملتقى التوباد الأدبي الذي كانت تكتب فيه الفقيدة http://www.tobad.net/vb/
 
رَحَلَتْ إِلَى رَبِّ المَعَـالِـي زَهْـرَةً 
  سُقِيَتْ مِنَ السَّـكَرَاتِ قَبْلَ مَعـَادِ (1)
*
فَـسَلاَمُ رَبـِّـي مِنْ وَجِيبِ ضُـلـُـوعـِـناَ 
   دُفِـعَ البـُـكَا ، وَالـنَّارُ تحَتَ رَمَادِ
*
يَا رَحمَةَ اللهِ الْتيِ حَفــَّـتْ بِهَا 
  مَشْمُولَة ً بِتَحِيـَّـةٍ ، وَ  و ِدَادِ
*
لـِـمَ تجَزَعُونَ مِنَ المْمَاتِ ، وَ إِنَّـهُ 
  أَمْرُ الإِلَهِ وَ صَحْـوَةُ الـرُّقــَّادِ (2)
طرابلس الغرب 7.10.2006
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول : أن الفقيدة سقيت من سكرات الموت وهي صغيرة في مقتبل العمر وليس كما يفهم من السياق انها ماتت قبل الأوان ، 2- يقول : يا أيها الأحياء لما تخافون من الموت وهو أمر من الله سبحانه وتعالى وكأن الناس الأحياء نائمون ، وحين يموتون يستيقضون على الحقيقة التي كانوا يبحثون عنها أو ينكرونها .
 


ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....