11 – بَرْدُ المَشَاعِرِ وَ الوِسْوَاسُ وَ
الكُرَبُ
البسيط
بَرْدُ المَشَاعِرِ وَ الوِسْوَاسُ وَ الكُرَبُ
أَمْ بَرْدُ بَارِيسَ فِي الأَحْشَاءِ يَحْتَجِبُ ؟
*
صَمْتُ الأَحَاسِيسِ أَمْرٌ لَيْسَ يُعْجِبُنِي
فَلَسْتُ عَبْداً لَهَا لَمْ يَقْضِ مَا يَجِبُ
*
سَأَرْحَلُ اليَوْمَ لَنْ تُغْنِي مُعَاتَبَتِي
فَقَدْ أَحَاطَتْ بِيَ الأَوْهَامُ وَ الرَّيَبُ
*
لَنْ أَطْلُبَ الحُبَّ مَعْرُوفاً أَعِيشُ بِهِ
وَلَنْ أُصَاحِبَهَا فِي غَمْرَةٍ لَعِبُ
*
تَنَقَّبَتْ بِسُكُونِ اللَيْلِ رَافِلَةً
كَالسَّوْسَنِ الرَّطِبِ لاَ يُعْطِي وَلاَ يَهِبُ
*
إِذَا الهَوَى بَلَّ مِنْ أَشْوَاقِهَا سَحَراً
رَسُولُهَا النَّجْمَةُ البَيْضَاءُ وَ الشُّهُبُ
*
لاَ شَكَّ أَنَّ دَوَامَ الصَّمْتِ يَسْحِرُهَا
لَنْ يَسْقُطَ السِّحْرُ حَتَّى يُصْدَقَ الطَّلَبُ
*
لَنْ يَجْذِبَنَّ فُؤَادِي غَيْرَهَا أَحَدٌ
فَالقَلْبُ أَقْربُ مِنْهَا حِينَ يَضْطَرِبُ
*
فَكَيْفَ أَنْسَى هَوىً شَطَّ المَزَارُ بِهِ
فَلاَ يُقْسِمُ قَلْباً وَاحِداً شُعُبُ
*
وَ كَيْفَ أَنْسَى هَوىً أَمْسَى يُقَرِّبُنِي
مِنْ ظِلِّ أَحْلاَمِهَا مُسْتَبْشِرٌ طَرِبُ
*
وَ كَيْفَ أَنْسَى هَوىً نَجْوَاهُ تُؤْلِمُنِي
فَحَظُّ كُلُّ قَرِيبٍ مِنْكُمُو التَّعَبُ
*
حَتَّامَ قَلْبُكِ لاَ تَرْوَى حَدَائِقَهُ
بِالحُبِّ مَادَامَ يَجْرِي قُرْبَهُ الصَّبَبُ
*
مَا ذُقْتُ لَذَةَ أَحْلاَمِي وَ رَوْعَتَهَا
فَإِنْ مَضَتْ عِلَلٌ مِنْهَا بَدَا نَصَبُ
*
مَازِلْتُ أُحْفِظُهَا وَهْناً وَ أُمْزِجُهَا
كَأْساً مِنَ الصَّبْرِ مُصْفَراً لَهُ سَرِبُ
*
تَوَّجْتِ رُوحَكِ فِي عَلْيَاءَ مُقْفِرَةً
فِيهَا الصَّبَابَةُ وَهْمٌ وَ الهَوى كَذِبُ
*
أَوْ نَشْوَةٌ كَشِهَابِ الجَوِّ مُشْعِلَةً
حَتَّى إِذَا وَقَعَتْ تَخْبُو وَ تَخْتَلِبُ
*
لاَ تَكْتُمِي الحُبَّ دُونَ النَّاسِ كُلَّهِمُو
ذَاكَ الشِّفَاءُ وَ تُبْلَى هَذِهِ الحِقَبُ
*
لَوْ تَكْتُبِينِي حَبِيبِي فِي ذُرَى أَلَمِي
حُيِّيتِ أَيَّتُهَـا الأَقْلاَمُ وَ الْكُتُبُ
*
مَا يَنْتَهِي لَكِ فِي إِلْحَاحِهِ أَلَمٌ
إِنِ انْتَهَى لَكِ فِي إِصْرَارِهِ أَرَبُ
*
إِكْرَامُ كُلِّ هَوىً لاَ يُسْتَظَلُّ بِهِ
فِي دَفْنِهِ ، بِيَدٍ تُدْمِي وَ تُخْتَضَبُ
*
شَيْءٌ مِنَ الحُزْنِ أَجْلُوهُ عَلَى كَبِدِي
فَمَا عَلَيْكِ ، كِلاَنَا اليَوْمَ مُغْتَرِبُ
***
باريس 2012.01.24
توقيع فتحي امنيصير
كتابة الشعر مضيعة للوقت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق