الأحد، 8 سبتمبر 2013

28 - عَلَى ضِفَافِ النِّيلِ


28 - عَلَى ضِفَافِ  النِّيلِ

البسيط

قـَدْ هَوّنَ الحُبُّ جَرْيَ الدَّمـْع ِ بـِالْوَسَن

 لـمَّـا  بَدَى الهَجـْرُ بـِالأعْمَال ِ وَ المِهَـن  (1)

*

كـُلـَّمَا فـَارق َ الوَلْهَانُ خـُلَّتـَهُ

 رَقّ الحَنِـينُ إلَى الخِلاّن ِ فِي وَهَـن (2)

*

تـَنـَفـَّسَ الصُّـبْحُ وَسْطَ الرَّوْض ِ مُبْتـَسِماً

  لـَمَّـا اكْتـَسَتْ شـَمْسُهُ غـَيْماً مِنَ الجـُـنـَنِ (3)

*

مَنْ أبْصَرَ النـِّيلَ لَمْ يُنْكِرْ مَحَبـَّتَهُ

 تَبَاركَ اللهُ مُجْري الـنَّيلَ فِي وَطـَنِي

 
 
لَقَدْ شـُغِلْتُ عَنِ الدُّنـْيَا بـِرَوْعَتِهِ
 فَضْوءُ فِتـنَتِهِ بَاقٍ عَلَى الزَّمَنِ
*
تَمْضِي الدَّقـَائِقُ وَ الأَشـْجَانُ قَدْ أَنِسَتْ
 دَاءَ الْفِرَاقِ وَمَا أَلْقَى مِنَ الْحَزَنِ (4)
*
مَهْـلاً فَإِنَّ نِدَاءَ القَلْبِ يَذْكُرُهَـا
 كَأَنـَّهَا فِي جـِوَارِي حِينَ لَمْ تـَكُنِ
*
عَادَ الْهَوَى بَهْجَةَ الأرْوَاحِ مُنـْفَرِداً
 مِلْءَ الْمَكَانِ ، وَمِـلْءَ القلْبِ وَ الْبَدَن(5)
*
فـَاَوْسَعَ الْقَلْبَ نـُوراً بَعْدَ مَوْجـِدَةٍ
  وَ اعْتَادَنِي الشـَّوْقُ إذْ أصْبُو إلَى سَكَنِي (6)
*
لِلْحُبِّ سِرُ مَذَاقٍ وَهْيَ تَمْلِكُهُ 
  سَأُظـْهِرُ السِّرَّ لِلْوَاشِي عَلَى الْعَلَن (7)
*
يَلُومُنِي صَاحِبـِي وَ الْبَوْحُ أجْذّرُ بـِي
 فَلَسْتُ أكْتُمُهُ خَوْفاً مِنَ الْفِتَنِ
*
قـُلْ لِلِّـتِي رُوحُهَا عِنْدِي وَمَا شـَعَرَتْ 
 قّدْ كَانَ بُعْدُكِ عَنـِّي بَاهِظ َ الـثـَّمَنِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الوسن : أول النوم .2-  الوله : شدة الحب والصبابة ، الوهن : أخر الليل .3- الجُنن : جمع جُنة وهي كل ما استترت به من سلاحٍ ونحوه .4- الحَزن : البؤس والشقاء وكل شيء صعب .5- المهجة : هي الروح أو بقيتها . 6- موجدة: محبة ، وفي البيت تورية : ليس السكن هو البيت والمعنى البعيد هو المقصود .7- الوشي : الذي لايحفظ سراً .
 
 
فِي كُلِّ يَوْمٍ لَنَا آهٍ سَأَدْفَعُهَا
  هّذَا عَزَائِي ، فَلاَ شـَجْوٌ بِلاِ هَتَنِ(1)
*
يَا أُمَّ أَحْمَدَ لاَ تُخـْفِي عَلَى أحَدٍ
 فَهَلْ مِنَ الْحُبِّ غـَيْرُ الْبَوْحِ وَ الشـَّجَنِ ؟
*
تَـعَلـَّقَتْ  مُهْجَتِي بـِالنـِّيلِ قَائِلةً
 لاَ خـَيْرَ فِي الْعَيْشِ مَجْبُوراً عَلَى الظـَّعّنِ(2)
 *
أُهْدِي الْـقَرِيضَ إِلَى مِصْرَ الَّتِي شَرُفَتْ
 بـِالْمَكْرُمَاتِ وَبـِالأَعْلاَمِ وَ السِّـنَنِ(3)
***
القاهرة 2007.05.28
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الهتن : الدموع الغزيرة . 2- الظعن : الرحيل . 3- الأعلام : العلم : الجبل ، تقول الخنساء في وصف أخيها صخرا : وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار .أي كأنه جبلُ في قمته نار يهتدي به الناس ليلاً، وهي هنا كناية عن الرجال العظام الذين أنجبتهم مصر .السُّنة الطريقة والسَّنن أيضا ، وفي الحديث : ألا رجلٌ يردُ علينا سَنَنِ هؤلاء والسُنة الطريقة المحمودة المستقيمة وهي مأخودة من السنن وهو الطريق والسنة الطبيعية وبه فسر بعضهم قول الأعشى : كريمٌ شمائله من بني * معاوية الأكرمَينَ السُّننْ . وامضي على سننك أي على وجهك وقصدك .(أ.هـ ) اللسان الالكتروني ص 524 .

ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....