الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

53 - الْعِيدُ الْخاَمِسُ عَشرٍ

  
البسيط


هَلْ أَظْهَرَ الْعِيدُ شَيْئاً غَيْرَ مَوْجُودِ ؟ 
أَمْ هَلْ سَئِمْتِ سَمَاعَ النَّايِ وَ الْعُودِ ؟
*
مَا بَالُ عِيدُكِ مَعْقُوداً يُعَذِّبُنِي ؟ 
وَقَدْ دَنَا نَزْعُهُ ، كَالْعُمْرِ مَنْكُودِ
*
فَيْضٌ مِنَ الْيَأْسِ ظَلَّ الشَّوْقُ يَعْطِفُهُ 
جَاءَتْ بَوَادِرَهُ قَبْلَ الْمَوَاعِيدِ
*
كَاَنَّهُ حُلُمٌ ، أَخْشَى الْمَطَالَ بِهِ 
أَرَى تَلَوُّنَهُ هَـمٌّ بِتَنْضِيدِ(1)
*
فَمَا تَرَكْتِ لَنَا حَلاً نُدَاوِلـُهُ 
وَقْتَ الْحِوَارِ وَ لاَ دَفْعاً بِتَأْيِيدِ
*
وَ لاَ حَيَاةً  عَلَى مِحْرَابِهَا كَفَنِي 
وَلاَ دُعاءً لَنَا فِي كُثْرِ تَرْدِيدِ
*
تَجَفَّلَ الْعِيدُ عَنْ رَوِضَاتِ فَرْحَتِنَا 
فَاَيْقَظَ الرُّوحَ فِي شِعْرِي وَ مَقْصُودِي
*
حَتَّى أَقَامَ عَلَى أَطْلاَلِ قَافِيَتِي 
وَ جَاوَزَ الْقَلْبَ مِنْ حَافَاتِ جُلْمُودِ(2)
*
فِي مَشْهَدٍ يَخْطِفُ الأَنْفَاسَ مُكْتَمِلاً 
وَحْيُ الْيَرَاعِ ، عَلَى أَوْهَامِ تَسْهِيدِي
*
أُنَاشِدُ النَّفْسَ أَنْ تَجْتَازَهُ أَمَلاً 
فِي حَيْرةٍ بَيْنَ مَخْدُولٍ وَ مَوْعُودِ
*
لاَ غَرْوَ ، إِذْ مُسِحَتْ عَنْهُ مَفَاتِنُهُ 
حَرُّ الْمَشَاعِرِ شَيْىءٌ غَيْرُ مَجْحُودِ(3)
*
فَإِنَّ سِحْرَ الْهَوَى لَفْظاً نُشَعْشِعُهُ 
حَتَّى يَخَادِعَنَا كالآلِ فِي الْبِيدِ  (4)
*
لَرُبَّ مُعْطَى فُؤَاداً غَيْرَ مَوْرُودٍ 
فَالْحُبُّ مَسْتَعْبَدٌ ، وَ اللهُ مَعْبُودِي
*
مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ عَنِ حُبّْي سَأُخْبِرُهُ 
مَتَى تَبَلَّجَ وَجْهُ الْحَقِ مَنْشُودِي (5)
*
إِنَّ النِّفَاقَ لِقَلْبِي لَمْ يَكُنْ وَطَناً 
قَلْبِي مُحِبٌّ ، وَ حَسْبِي بَذْلُ مَجْهُودِي
*
بِالْوَصْلِ لاَ يَنْتَشِي الْعُشَّاقُ كُلُّهُمُـو 
وَ أَصْدَقُ الْحُبِّ عِنْدِي غَيْرُ مَوجُودِ
*
جَاءَتْ ( جَلِيلَةُ ) مِنْ عُلْوٍ لِتُخْرِجَنِي 
بِمُبْرَمٍ مِنْ حِبَالِ الْعِشْقِ مَمْدُودِ  (6)
*
حُسَانَةُ الْقَدِّ ، لَمْ تَتْرُكْ لَنَا أَثَراً 
مِنْ أَجْلِ غِيبَتِهَا ، كَالْغُصْنِ أُمْلُودِ (7)
*
خَودٌ مُنَعَّمَةٌ ، حَرّىً مُعَطَّشَةٌ 
أَحْيَتْ فُؤَادِي بِأَنْصَافِ الْمَوَاعِيدِ (8)
*
تَمِيلُ مِنْ سَكَرَاتِ الْحُبِّ مُهْجَتُهَا 
وَ لاَ تَلِينُ لِشَيْءٍ غَيْرَ تَفْنِيدِي (9)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-  تنضيد : نَضدْتُ المتاعَ ، أَنْضِدٌهُ بالكسر ، نضـْداً و نَضـَّدْتُهُ : جَعَلْتُ بعضَه على بعض؛ وفي التهذيب: ضَمَمْتُ بَعْضَه إِلى بعض.والتَّنْضِيدُ: مثله شُدِّد للمبالغة في وضعه مُتراصِفاً. 2- الجلمود : الصخر، وفي المحكم: الصخرة: وقيل: الجَلْمَد والجلمود أَصغر من الجَنْدل قدر ما يرمى بالقَذَّاف؛ قال الشاعر:وَسْط رِجامِ الجَنْدَلِ الجلمودِ . أبن شاميل : الجلمود مثل رأْس الجدي ودون ذلك شيء تحمله بيدك قابضاً على عرضه ولا يلتقي عليه كفاك جميعاً، يدق به النوى وغيره؛ وقال الفرزدق: فجاءَ بجلمودٍ له مِثل رأْسِهِ، لِيَسْقِي عليه الماءَ بين الصَّرائِم . 3- لا غَرْوَ : الغين والراء والحرف المعتل أصلٌ صحيح، وهو يدلُّ على الإعجاب والعَجَبِ لحُسْن الشَّيء. من ذلك الغَرِيُّ، وهو الحَسَن. يقال منه رجلٌ غَرٍ. ثمَّ سمِّي العَجَبُ غَرْواً . ومنه أغريتُه بالشَّيء الذي تُلصَق به الأشياء.ويقال: غَارَت العينُ بالدَّمع غِراءً، إذا لجَّت في البكاء.وغَرِيَت بالدَّمع. وقال الشَّاعر :إذا قلتُ أسلُو غارَتِ العينُ بالبُكا    غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ . 4- ألآل : والهمزة واللام في المضاعف ثلاثة أصول: اللّمعان في اهتزاز، والصّوت، والسّبَب يحافَظ عليه. قال الخليل وابن دريد: ألّ* الشيءُ، إذا لمع. قال ابن دريد: وسمِّيت الحربة ألّة للمعانها. وألَّ الفرسُ يئل ألاّ، إذا اضطرب في مشيه.وألّت فرائصُه إذَا لمَعتْ في عَدْوه. قال:حتّى رَمَيتُ بها يئِلُّ فريصُها    وكأنَّ صَهْوَتَهَا مَدَاكُ رُخامِ ، وقصد الشاعر هنا بالآل : السراب  ، البيد : جمع بيداء و  بادَ يبيدُ بواداً وبَيْداً وبياداً وبُيوداً وبَيْدُودَةً: ذَهَبَ، وانْقَطَعَ،وبادتِ الشمسُ بُيوداً: غَرَبَتْ. والبيداءُ الفلاةُ وهي الصحراء لا ماء فيها ولا
عشب ،ج: بِيْدٌ، والقِياسُ: بَيْدَاواتٌ، وأرضٌ مَلْساءُ بين الحَرَمَيْنِ. 5-  تبلّج : بَلَجَ الصُّبْحُ: أضاءَ وأشْرَقَ، و الباء واللام والجيم أصلٌ واحدٌ منقاس، وهو وضوحُ الشّيء وإشراقُه. ومنه انبلاج الصُّبح.:وتقول العرب: "الحقُّ أبلجُ والباطلُ لَجْلَجٌ". 6- العُلوَةُ : مكان سكن حبيبة الشاعربالحميدية / تاجوراء ، مبرم : وأَبْرَمَ الأَمرَ وبَرَمَه: أَحْكَمه، والأصل فيه إبْرامُ الفَتْل إذا كان ذا طاقيْن.وأَبْرَمَ الحَبْلَ: أَجادَ فتله.وقال أَبو حنيفة: أَبْرَمَ الحَبْلَ جعله طاقَيْن ثم فَتَله. والمبرمُ والبَريمُ: الحَبْل الذي جمع بين مَفْتُولَيْن فَفُتِلا حَبْلاً واحداً مثل ماء مُسْخَنٌ وسَخِينٌ، وعَسَلٌ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ، ومِيزانٌ مُتْرَصٌ وتَريصٌ. 7-  حُسانةٌ : الحاء والسين والنون أصلٌ واحد. فالحُسن ضِدُّ القبح. يقال رجلٌ حسن وامرَأة حسناءُ وحُسانةٌ  ، قال الشماخ: دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقول لها: يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسّانةُ الجيدِ ، والجمعُ حُسَّاناتٌ . القد : القامةُ، والتقطيعُ. يقال: قدَّ فلانٌ قَدَّ السيف، أي جُعِلَ حَسَنَ التقطيعِ. أملودٌ : المَلَدُ: الشَّبابُ ونَعْمَتُه. والأُملُودُ من النساءِ : الناعمة المستويةُ القامةِ؛ وقال شَبانةُ الأَعرابي: غلام أملود وأُفْلُودٌ إِذا كان تَماماً مُحْتلِماً شَطْباً؛ وقول أَبي زبيد: فإِذا ما اللَّبُونُ شَقَّتْ رَمادَ النَّــارِ، قَفْراً، بالسَّمْلَقِ الإِمْلِيدِ قال أَبو الهيثم: الإِمْلِيدُ من الصَّحارى الإِمْلِيسُ، واحد، وهو الذي لا شيء فيه.وشابٌّ أَمْلَدُ وجارية مَلْداءُ بَيِّنا المَلَد. 8- الخود : الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً؛ وقيل: الجارية الناعمة، منعمة : الناعمة المُناعمة والمنعمة : الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ المُتْرَفةُ؛ ومنه الحديث: إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قال وقوله: ما أَنْعَمَ العَيْشَ، لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ، تنْبُو الحوادِثُ عنه، وهو مَلْمومُ إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم العيشُ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل منه فعل التعجب، وإن لم يك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ. حرى : امرأةٌ حرَّى : من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى: عَطْشى. من الحَرِّ وهي تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ من العَطَشِ، ثم يقول الشاعر أحيت فؤادي بأنصاف المواعيد ، فكيف إن كانت المواعيد كاملة ومظبوطة ؟. 9- التفنيد : الفند : الخَرَفُ وإِنكار العقل من الهَرَم أَو المَرضِ، وقد يستعمل في غير الكِبَر وأَصله في الكبر، والفند : الخطأُ في الرأْي والقول. والتَفْنيدُ: اللومُ وتضعيف الرأي.

حَتَّى تَصَدَّتْ بَنَاتَ الْوَصْلِ عَنَ ضَجَرٍ 
 وَبَانَ لِلسَّائِلِ الْمُحْتَجِّ مَا عِيدِي (10)
*
تَجْلُو عَوَاطِفُهَا عَنْ صَادِقٍ ذَبُلَتْ 
مِنْهُ طَرَائِقُ لَمْ تُصْرَفْ عَنِ الْجُودِ
*
بَاتَتْ تَلُومُ عَلَى ذُعْرٍ تَغَلْغَلَهَا 
لَمْ آتِ ذَنْباً ، وَ لَمْ أَزْعُمْ بِمَحْمُودِ
*
وَتَسْتَجِيرُ بِعَيْنٍ كُحِّلَتْ أَلَماً 
تَسْتَنْطِقُ الرَّوْعَ مِنْ صُمِّ الْجَلاَمِيدِ (11)
*
إِنِّي رَأَيْتُ قِبَابَ الْحُبِّ قَدِ رُفِعَتْ 
مَحْضَ الْعَيَان ِ ، وَمَاءَ الْقَلْبِ مَطْرُودِي  (12)
*
وَ إِنَّهَا غُصَّةٌ فِي الصَّدْرِ بَاقِيَةٌ 
وَ دَائِمُ الْلَوْمِ ، مَذْمُومُ التَّقَالِيدِ
*
أَبْكِي وَفَاءً ، وَ هَذَا الشَّهْرُ مُحْتَسَبْي 
أَرَحْتُ نَفْسِي رَجَاءً غَيْرَ مَعْهُودِ (13)
*
ظَلَلْتُ أَخْفِقُ أَحْلاَمِي عَلَى وَرَقِي 
فَقْرُ الدَّوَاةِ إِلَى الأَقْلاَمِ مَرْدُودِي
*
فَلَنْ أُسَاوِمَ فِي أَحْلاَمِنَا أَبَداً 
إِنَّ الْوَفَاءَ بِجَوْفِ الْقَلْبِ مَعْمُودِي
*
لَكِنْ سَأَمْنَحُها حُبِّي ، وَاَحْفَظُهَا 
لاَ شَيْءَ يَشْغَلُنِي عَنْ غَادَةٍ رُودِ (14)
*
إِنِّي لآمُلُ مِنْ وَصْلٍ يُؤَرِّقُنِي 
رَاحاً مْنَ الْعَطْفِ فِي كَاسَاتِ تَجْدِيدِ
*
إِنِّي إِذاً لَصَبُورٌ أَقْتَفِي أَمَلاً 
وَمُنْيَتِي فِي أَنِيسِ الْقَلْبِ مَنْشُودِي
*
مَا حَلَّ بِالْعِيدِ ؟ إِنَّ الْعِيدَ مُنْصَرِفٌ 
كَأَنَّ رَيَّاهُ رِيحَ الْقَبْرِ وَ الدُّودِ
*
يَا (أُمَّ أَحْمَدَ) مَا أَبْقَى الْفِرَاقُ لَنَا ؟ 
حَتَّى نُجَدِّدَ وَصْلَ الْبِيضِ بِالسُّودِ ! (15)
*
بِمَ التَّعَلُّلُ وَ الأَسْفَارُ تَعْصِفُ بِي ؟ 
مَعْنىً تَرَدَّدَ بَيْنَ الْيَأْسِ  وَ الْعِيدِ
*
هِيَ الْلَيَالِي ، وَ شَمْلٌ غَيْرُ مُتَّفَقٍ 
وَ الْحُزْنُ قَدْ ضَمَّ فِي عَيْنَيْكِ مَلْحُودِي
*
إِنَّ الْحَيَاةَ لإِيمَاءٌ مُوَضِّحَةٌ 
إِذِ الْمَنِيَةُ إِيمَانٌ بِمَعْقُودِ

***

طرابلس الغرب 2009.09.05
16 رمضان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 -  الضجرُ : القلق من الغم، ضَجِرَ منه وبه ضَجَراً. 11- الروع : والرُّواع والتَّرَوُّع: الفَزَعُ، راعَني الأَمرُ يَرُوعُني رَوْعاً ورُووعاً؛ صم : الصاد والميم أصلٌ يدلُّ على تَضَامِّ الشِّيءِ وزوالِ الخرْق والسَّمّ. من ذلك الصَّمَم في الأُذن. يقال صَمِمْت، وأنت تَصَمُّ صَمَما. الجلاميد : الجَلْمَدُ والجُلْمود: الصخر، والجمع جلاميد ، يقول ذو الرمة:    كما تَدَهْدى من العَرْضِ الجلاميدُ . 12 – محض : اللبنُ الخالِصُ بلا رَغْوة. والمحضُ من كل شيء: الخالِصُ. 13 – هذا الشهر : يقصد شهر رمضان وقت كتابة القصيدة . 14 – غادة : الغادة : الفتاة الناعمة اللينة؛ وكذلك الغَيْداءُ بَيِّنَةُ الغَيَدِ، الرّوْدُ : المُهْلَة في الشيء.وقالوا: رُؤَيْداً أَي مَهلاً؛ ويقال ريحٌ رودٌ لينة الهُبوب. قال الشاعر:  كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشي على رودِ ، أي على مهل . 15 – البيض والسود : يقصد الشاعر النهار والليل .






ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....