البسيط
هَلْ
أَظْهَرَ الْعِيدُ شَيْئاً غَيْرَ مَوْجُودِ ؟
أَمْ هَلْ سَئِمْتِ سَمَاعَ
النَّايِ وَ الْعُودِ ؟
*
مَا
بَالُ عِيدُكِ مَعْقُوداً يُعَذِّبُنِي ؟
وَقَدْ دَنَا نَزْعُهُ ، كَالْعُمْرِ
مَنْكُودِ
*
فَيْضٌ
مِنَ الْيَأْسِ ظَلَّ الشَّوْقُ يَعْطِفُهُ
جَاءَتْ بَوَادِرَهُ قَبْلَ الْمَوَاعِيدِ
*
كَاَنَّهُ
حُلُمٌ ، أَخْشَى الْمَطَالَ بِهِ
أَرَى تَلَوُّنَهُ هَـمٌّ بِتَنْضِيدِ(1)
*
فَمَا
تَرَكْتِ لَنَا حَلاً نُدَاوِلـُهُ
وَقْتَ الْحِوَارِ وَ لاَ دَفْعاً
بِتَأْيِيدِ
*
وَ
لاَ حَيَاةً عَلَى مِحْرَابِهَا كَفَنِي
وَلاَ دُعاءً لَنَا فِي كُثْرِ تَرْدِيدِ
*
تَجَفَّلَ
الْعِيدُ عَنْ رَوِضَاتِ فَرْحَتِنَا
فَاَيْقَظَ الرُّوحَ فِي شِعْرِي وَ
مَقْصُودِي
*
حَتَّى
أَقَامَ عَلَى أَطْلاَلِ قَافِيَتِي
وَ جَاوَزَ الْقَلْبَ مِنْ حَافَاتِ جُلْمُودِ(2)
*
فِي
مَشْهَدٍ يَخْطِفُ الأَنْفَاسَ مُكْتَمِلاً
وَحْيُ الْيَرَاعِ ، عَلَى أَوْهَامِ
تَسْهِيدِي
*
أُنَاشِدُ
النَّفْسَ أَنْ تَجْتَازَهُ أَمَلاً
فِي
حَيْرةٍ بَيْنَ مَخْدُولٍ وَ مَوْعُودِ
*
لاَ
غَرْوَ ، إِذْ مُسِحَتْ عَنْهُ مَفَاتِنُهُ
حَرُّ الْمَشَاعِرِ شَيْىءٌ غَيْرُ
مَجْحُودِ(3)
*
فَإِنَّ
سِحْرَ الْهَوَى لَفْظاً نُشَعْشِعُهُ
حَتَّى يَخَادِعَنَا كالآلِ فِي
الْبِيدِ (4)
*
لَرُبَّ
مُعْطَى فُؤَاداً غَيْرَ مَوْرُودٍ
فَالْحُبُّ مَسْتَعْبَدٌ ، وَ اللهُ
مَعْبُودِي
*
مَنْ
يَسْأَلِ النَّاسَ عَنِ حُبّْي سَأُخْبِرُهُ
مَتَى تَبَلَّجَ وَجْهُ الْحَقِ
مَنْشُودِي (5)
*
إِنَّ
النِّفَاقَ لِقَلْبِي لَمْ يَكُنْ وَطَناً
قَلْبِي مُحِبٌّ ، وَ حَسْبِي بَذْلُ
مَجْهُودِي
*
بِالْوَصْلِ
لاَ يَنْتَشِي الْعُشَّاقُ كُلُّهُمُـو
وَ أَصْدَقُ الْحُبِّ عِنْدِي غَيْرُ
مَوجُودِ
*
جَاءَتْ
( جَلِيلَةُ ) مِنْ عُلْوٍ لِتُخْرِجَنِي
بِمُبْرَمٍ مِنْ حِبَالِ الْعِشْقِ
مَمْدُودِ (6)
*
حُسَانَةُ
الْقَدِّ ، لَمْ تَتْرُكْ لَنَا أَثَراً
مِنْ أَجْلِ غِيبَتِهَا ، كَالْغُصْنِ
أُمْلُودِ (7)
*
خَودٌ
مُنَعَّمَةٌ ، حَرّىً مُعَطَّشَةٌ
أَحْيَتْ فُؤَادِي بِأَنْصَافِ الْمَوَاعِيدِ (8)
*
تَمِيلُ
مِنْ سَكَرَاتِ الْحُبِّ مُهْجَتُهَا
وَ لاَ تَلِينُ لِشَيْءٍ غَيْرَ تَفْنِيدِي
(9)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تنضيد :
نَضدْتُ المتاعَ ، أَنْضِدٌهُ بالكسر ، نضـْداً و نَضـَّدْتُهُ : جَعَلْتُ بعضَه على بعض؛ وفي التهذيب: ضَمَمْتُ بَعْضَه إِلى
بعض.والتَّنْضِيدُ: مثله شُدِّد للمبالغة في وضعه مُتراصِفاً. 2- الجلمود :
الصخر، وفي المحكم: الصخرة: وقيل: الجَلْمَد
والجلمود أَصغر من الجَنْدل قدر ما يرمى بالقَذَّاف؛ قال
الشاعر:وَسْط رِجامِ الجَنْدَلِ الجلمودِ . أبن شاميل : الجلمود مثل رأْس الجدي ودون ذلك شيء تحمله بيدك قابضاً على عرضه ولا
يلتقي عليه كفاك جميعاً، يدق به النوى وغيره؛ وقال الفرزدق: فجاءَ بجلمودٍ له مِثل رأْسِهِ، لِيَسْقِي عليه الماءَ بين الصَّرائِم .
3- لا غَرْوَ : الغين والراء والحرف المعتل أصلٌ صحيح، وهو
يدلُّ على الإعجاب والعَجَبِ لحُسْن الشَّيء. من ذلك الغَرِيُّ، وهو الحَسَن. يقال
منه رجلٌ غَرٍ. ثمَّ سمِّي العَجَبُ غَرْواً . ومنه
أغريتُه بالشَّيء الذي تُلصَق به الأشياء.ويقال: غَارَت العينُ بالدَّمع غِراءً،
إذا لجَّت في البكاء.وغَرِيَت بالدَّمع. وقال الشَّاعر :إذا قلتُ أسلُو غارَتِ
العينُ بالبُكا غِراءً ومَدَّتْها مدامعُ حُفَّلُ .
4- ألآل : والهمزة واللام في المضاعف ثلاثة أصول: اللّمعان
في اهتزاز، والصّوت، والسّبَب يحافَظ عليه. قال الخليل وابن دريد: ألّ* الشيءُ،
إذا لمع. قال ابن دريد: وسمِّيت الحربة ألّة للمعانها. وألَّ الفرسُ يئل ألاّ، إذا
اضطرب في مشيه.وألّت فرائصُه إذَا لمَعتْ في عَدْوه. قال:حتّى رَمَيتُ بها يئِلُّ
فريصُها وكأنَّ صَهْوَتَهَا مَدَاكُ رُخامِ ، وقصد
الشاعر هنا بالآل : السراب ، البيد : جمع
بيداء و بادَ يبيدُ
بواداً وبَيْداً وبياداً وبُيوداً وبَيْدُودَةً: ذَهَبَ، وانْقَطَعَ،وبادتِ الشمسُ
بُيوداً: غَرَبَتْ. والبيداءُ الفلاةُ وهي الصحراء لا ماء فيها ولا
عشب ،ج: بِيْدٌ، والقِياسُ:
بَيْدَاواتٌ، وأرضٌ مَلْساءُ بين الحَرَمَيْنِ. 5- تبلّج : بَلَجَ الصُّبْحُ:
أضاءَ وأشْرَقَ، و الباء واللام والجيم أصلٌ واحدٌ
منقاس، وهو وضوحُ الشّيء وإشراقُه. ومنه انبلاج
الصُّبح.:وتقول العرب: "الحقُّ أبلجُ والباطلُ
لَجْلَجٌ". 6- العُلوَةُ : مكان سكن حبيبة الشاعربالحميدية / تاجوراء
، مبرم : وأَبْرَمَ الأَمرَ وبَرَمَه: أَحْكَمه، والأصل فيه
إبْرامُ الفَتْل إذا كان ذا طاقيْن.وأَبْرَمَ الحَبْلَ: أَجادَ فتله.وقال أَبو حنيفة:
أَبْرَمَ الحَبْلَ جعله طاقَيْن ثم فَتَله. والمبرمُ والبَريمُ: الحَبْل الذي جمع بين مَفْتُولَيْن فَفُتِلا حَبْلاً
واحداً مثل ماء مُسْخَنٌ وسَخِينٌ، وعَسَلٌ مُعْقَدٌ وعَقِيدٌ، ومِيزانٌ مُتْرَصٌ
وتَريصٌ. 7- حُسانةٌ : الحاء والسين والنون أصلٌ واحد. فالحُسن ضِدُّ القبح. يقال رجلٌ
حسن وامرَأة حسناءُ وحُسانةٌ ، قال الشماخ: دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقول لها: يا ظَبْيةً
عُطُلاً حُسّانةُ الجيدِ ، والجمعُ حُسَّاناتٌ . القد : القامةُ، والتقطيعُ. يقال: قدَّ فلانٌ قَدَّ السيف، أي جُعِلَ
حَسَنَ التقطيعِ. أملودٌ : المَلَدُ: الشَّبابُ
ونَعْمَتُه. والأُملُودُ من النساءِ : الناعمة
المستويةُ القامةِ؛ وقال شَبانةُ الأَعرابي: غلام أملود وأُفْلُودٌ إِذا كان تَماماً مُحْتلِماً شَطْباً؛ وقول أَبي زبيد:
فإِذا ما اللَّبُونُ شَقَّتْ رَمادَ النَّــارِ، قَفْراً، بالسَّمْلَقِ الإِمْلِيدِ
قال أَبو الهيثم: الإِمْلِيدُ من الصَّحارى الإِمْلِيسُ، واحد، وهو الذي لا شيء
فيه.وشابٌّ أَمْلَدُ وجارية مَلْداءُ بَيِّنا المَلَد. 8- الخود : الفتاة الحسنة الخَلق الشابة ما لم تصر نَصَفاً؛ وقيل: الجارية
الناعمة، منعمة : الناعمة المُناعمة والمنعمة : الحَسنةُ
العيشِ والغِذاءِ المُتْرَفةُ؛ ومنه الحديث: إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ
مُتْرَفةٌ؛ قال وقوله: ما أَنْعَمَ العَيْشَ، لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ، تنْبُو
الحوادِثُ عنه، وهو مَلْمومُ إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم
العيشُ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين
في أَنه استعمل منه فعل التعجب، وإن لم يك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ. حرى :
امرأةٌ حرَّى : من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى: عَطْشى. من الحَرِّ وهي تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة
حَرِّها قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ من العَطَشِ، ثم يقول الشاعر أحيت فؤادي
بأنصاف المواعيد ، فكيف إن كانت المواعيد كاملة ومظبوطة ؟. 9- التفنيد : الفند : الخَرَفُ وإِنكار العقل من الهَرَم أَو المَرضِ، وقد يستعمل في
غير الكِبَر وأَصله في الكبر، والفند : الخطأُ في
الرأْي والقول. والتَفْنيدُ: اللومُ وتضعيف الرأي.
حَتَّى
تَصَدَّتْ بَنَاتَ الْوَصْلِ عَنَ ضَجَرٍ
وَبَانَ لِلسَّائِلِ الْمُحْتَجِّ مَا
عِيدِي (10)
*
تَجْلُو
عَوَاطِفُهَا عَنْ صَادِقٍ ذَبُلَتْ
مِنْهُ طَرَائِقُ لَمْ تُصْرَفْ عَنِ
الْجُودِ
*
بَاتَتْ
تَلُومُ عَلَى ذُعْرٍ تَغَلْغَلَهَا
لَمْ آتِ ذَنْباً ، وَ لَمْ أَزْعُمْ
بِمَحْمُودِ
*
وَتَسْتَجِيرُ
بِعَيْنٍ كُحِّلَتْ أَلَماً
تَسْتَنْطِقُ الرَّوْعَ مِنْ صُمِّ الْجَلاَمِيدِ (11)
*
إِنِّي
رَأَيْتُ قِبَابَ الْحُبِّ قَدِ رُفِعَتْ
مَحْضَ الْعَيَان ِ ، وَمَاءَ
الْقَلْبِ مَطْرُودِي (12)
*
وَ
إِنَّهَا غُصَّةٌ فِي الصَّدْرِ بَاقِيَةٌ
وَ دَائِمُ الْلَوْمِ ، مَذْمُومُ
التَّقَالِيدِ
*
أَبْكِي
وَفَاءً ، وَ هَذَا الشَّهْرُ مُحْتَسَبْي
أَرَحْتُ نَفْسِي رَجَاءً غَيْرَ
مَعْهُودِ (13)
*
ظَلَلْتُ
أَخْفِقُ أَحْلاَمِي عَلَى وَرَقِي
فَقْرُ الدَّوَاةِ إِلَى الأَقْلاَمِ
مَرْدُودِي
*
فَلَنْ
أُسَاوِمَ فِي أَحْلاَمِنَا أَبَداً
إِنَّ الْوَفَاءَ بِجَوْفِ الْقَلْبِ
مَعْمُودِي
*
لَكِنْ
سَأَمْنَحُها حُبِّي ، وَاَحْفَظُهَا
لاَ شَيْءَ يَشْغَلُنِي عَنْ غَادَةٍ رُودِ
(14)
*
إِنِّي
لآمُلُ مِنْ وَصْلٍ يُؤَرِّقُنِي
رَاحاً مْنَ الْعَطْفِ فِي كَاسَاتِ تَجْدِيدِ
*
إِنِّي
إِذاً لَصَبُورٌ أَقْتَفِي أَمَلاً
وَمُنْيَتِي فِي أَنِيسِ الْقَلْبِ
مَنْشُودِي
*
مَا
حَلَّ بِالْعِيدِ ؟ إِنَّ الْعِيدَ مُنْصَرِفٌ
كَأَنَّ رَيَّاهُ رِيحَ الْقَبْرِ
وَ الدُّودِ
*
يَا
(أُمَّ أَحْمَدَ) مَا أَبْقَى الْفِرَاقُ لَنَا ؟
حَتَّى نُجَدِّدَ وَصْلَ
الْبِيضِ بِالسُّودِ ! (15)
*
بِمَ
التَّعَلُّلُ وَ الأَسْفَارُ تَعْصِفُ بِي ؟
مَعْنىً تَرَدَّدَ بَيْنَ
الْيَأْسِ وَ الْعِيدِ
*
هِيَ
الْلَيَالِي ، وَ شَمْلٌ غَيْرُ مُتَّفَقٍ
وَ الْحُزْنُ قَدْ ضَمَّ فِي عَيْنَيْكِ
مَلْحُودِي
*
إِنَّ
الْحَيَاةَ لإِيمَاءٌ مُوَضِّحَةٌ
إِذِ الْمَنِيَةُ إِيمَانٌ بِمَعْقُودِ
***
طرابلس
الغرب 2009.09.05
16
رمضان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10 - الضجرُ : القلق من الغم، ضَجِرَ منه وبه ضَجَراً. 11- الروع : والرُّواع والتَّرَوُّع: الفَزَعُ، راعَني الأَمرُ يَرُوعُني
رَوْعاً ورُووعاً؛ صم : الصاد والميم أصلٌ يدلُّ على
تَضَامِّ الشِّيءِ وزوالِ الخرْق والسَّمّ. من ذلك الصَّمَم في الأُذن. يقال
صَمِمْت، وأنت تَصَمُّ صَمَما. الجلاميد : الجَلْمَدُ
والجُلْمود: الصخر، والجمع جلاميد ، يقول ذو الرمة:
كما تَدَهْدى من العَرْضِ الجلاميدُ . 12 – محض : اللبنُ الخالِصُ بلا رَغْوة. والمحضُ من كل شيء: الخالِصُ. 13 – هذا الشهر : يقصد شهر رمضان وقت
كتابة القصيدة . 14 – غادة : الغادة : الفتاة الناعمة
اللينة؛ وكذلك الغَيْداءُ بَيِّنَةُ الغَيَدِ، الرّوْدُ : المُهْلَة في الشيء.وقالوا: رُؤَيْداً أَي مَهلاً؛ ويقال
ريحٌ رودٌ لينة الهُبوب. قال
الشاعر: كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشي على رودِ ، أي على مهل . 15 – البيض
والسود : يقصد الشاعر النهار والليل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق