الخميس، 21 ديسمبر 2017

74 - هَبَّتْ تُغَازِلُنِي مِنْ تَحْتِ وَسْنَتِهَا

3 - هَبَّتْ تُغَازِلُنِي مِنْ تَحْتِ وَسْنَتِهَا

البسيط

الْيَوْمَ نَكْتُبُ فِي التَّارِيخِ مَا وَجَبَا 
 فَكُنْ لَنَا صَاحِباً ، أَوْ كُنْ لَنَا ذَنَبَا

فَإِنَّ حَظَّكَ فِي رَايَاتِنَا شَرَفٌ 
 وَحَظُ غَيْرِكَ مَرْهُونٌ بِمَا اكْتَسَبَا

ذَاكَ الْلِوَاءُ مَحَلُّ الشَّمْسِ مَوْضِعَهُ 
عَلَى مَدَى الدَّهْرِ مَنْصُوراً وَ مُنْتَصِبَا(1)

تِلْكَ الْبُنُودُ إِلَى أَرْبَابِهَا انْتَسَبَتْ
 وَ مَا أَظُنُّكَ مِمَّنْ يَجْهَلُ النَّسَبَا(2)

سُودٌ وَحُمْرٌ وَ خُضْرٌ غَيْرُ أَفِلَةٍ
 فَإِنْ دَجَى الدَّهْرُ عَادَتْ أَنْجُماً شُهُبَا(3)

بَيْنِي وَ بَيْنَ الْهَوَى مِنْ ذِكْرَهَا أَرَجٌ
 وَ لَوْعَةٌ قَطَرَتْ أَشْجَانَهَا لَهَبَا(4)

فَبِتُ أَكْتُبُ لِلأَعْلاَمِ أُغْنِيَةً 
حَبِيبَتِي قَدْ هَوَتْ أَلْوَانَكِ الْقُشُبَا(5)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- اللِّواء العَلَم، والجمع أَلْوِيَة وأَلوِياتٌ، الأَخيرة جمع الجمع؛ قال: جُنْحُ النَّواصِي نحوُ أَلْوِياتِها وفي الحديث: لِواءُ الحَمْدِ بيدي يومَ القيامةِ؛ واللِّواء: الرايةُ ولا يمسكها إِلا صاحبُ الجَيْش؛ قال الشاعر: غَداةَ تَسايَلَتْ من كلِّ أَوْب، كَتائبُ عاقِدينَ لهم لِوايا قال: وهي لغة لبعض العرب، تقول: احْتَمَيْتُ احْتِمايا. 2- البَنْدُ: العَلمُ الكبير معروف، فارسي معرّب؛ قال الشاعر: وأَسيافُنَا، تحتَ البُنُودِ، الصَّواعِقُ وفي حديث أَشراط الساعةِ: أَنْ تَغْزو الرومُ فتسير بثمانين بَنْداً؛ البَنْدُ: العَلمُ الكبير، وجمعه بُنُود وليس له جمعُ أَدْنى عَدَدٍ.والبَنْدُ: كل عَلَم من الأَعلام.وفي المحكم: من أَعلام الروم يكون للقائد، يكون تحت كل عَلَمٍ عشرة آلاف رجل أَو أَقل أَو أَكثر.وقال الهجيميّ: البَنْدُ عَلَمُ الفُرْسانِ؛ وأَنشد للمفضل: جاؤُوا يَجُرُّون البُنُودَ جَرَّا قال النضر: سمي العلم الضخم واللواءُ الضخمُ البَنْدَ. 3- سودٌ وحمرٌ وخضرٌ : ألوان العلم الليبي وابتداء الشاعر بالأسود وهو في الوسط لأنه يأخذ نصف المساحة ؛ أفلَ : أَفَلَ أَي غاب.وأَفَلَت الشمسُ تأْفِل وتأْفُل أَفْلاً وأُفولاً: غَرَبت، وفي التهذيب: إِذا غابت فهي آفلة وآفل، وكذلك القمر يأْفِلُ إِذا غاب، وكذلك سائر الكواكب. قال افيفي تعالى: فلما أَفل قال لا أُحب الآفلين.والإِفَال والأَفَائِل: صِغار الإِبل بَنَاتُ المخَاض ونحوُها. 4- أرج : الأَرَجُ: نَفْحَةُ الريحِ الطيبة. ابن سيده: الأَرِيجُ والأَرِيجةُ: الريحُ الطيبة، وجمعها الأَرائِجُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي: كأَنَّ رِيحاً من خُزَامَى عالِجِ، أَو رِيحَ مِسْكٍ طَيِّبِ الأَرائِجِ وأَرِجَ الطِّيبُ، بالكسر، يَأْرَجُ أَرَجاً، فهو أَرِجٌ: فاحَ؛ قال أَبو ذؤيب: كَأَنَّ عليها بَالَةً لَطَمِيَّةً، لها، من خِلالِ الدَّأْيَتَيْنِ، أَرِيجُ وقال: أَرِجَ البيتُ يَأْرَجُ، فهو أَرِجٌ بريح طيبة.والأَرَجُ والأَريجُ: تَوَهُّجُ ريح الطيب. شجن: مرّ شرحُها الشَّجَنُ: الهمّ والحُزْن، والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ.5- القشيب : القَشِبُ والقَشِـيبُ: الجَديدُ والخَلَقُ. وفي الحديث: أَنه مَرَّ وعليه قُشْبَانِـيَّتانِ؛ أَي بُرْدتانِ خَلَقانِ، وقيل: جديدتان.والقَشِـيبُ: من الأَضداد، وكأَنه منسوب إِلى قُشْبانٍ، جمع قَشِـيبٍ، خارجاً عن القياس، لأَنه نسب إِلى الجمع؛ قال الزمخشري: كونه منسوباً إِلى الجمع غير مَرْضِـيٍّ، ولكنه بناء مستطرف للنسب كالأَنْبَجانيّ. ويقال: ثوب قَشِـيبٌ، ورَيْطَةٌ قَشِـيبٌ أَيضاً، والجمع قُشُبٌ؛ قال ذو الرمة: كأَنها حُلَلٌ مَوْشِـيَّةٌ قُشُبُ وقد قَشُبَ قَشابةً. وقال ثعلب: قَشُبَ الثوبُ: جَدَّ ونَظُفَ. وسيف قَشِـيبٌ: حديث عَهْدٍ بالجِلاءِ.وكلُّ شيءٍ جديدٍ: قَشيبٌ؛ قال لبيد: فالماءُ يَجْلُو مُتُونَهُنَّ، كما* يَجْلُو التلاميذُ لُؤْلُؤاً قَشِـبا وقال السِرَّي الرَّفاء يمدح أبا تغلب ابن ناصر الدولة : وأصبح الغيثُ مخلوعَ العِذارِ به * فليس يخلعُ أبراد الحيا القُشُبَا. والعِذَارُ من اللجام: ما سال على خد الفرس، وفي التهذيب: وعِذَارُ اللجام ما وقع منه على خَدي الدابة، وقيل: عذَارُ اللجام السَّيْرانِ اللذان يجتمعان عند القَفا، والجمع عُذُرٌ. والحَيَا، مقصور: الخِصْبُ، والجمع أَحْياء.وقال اللحياني: الحَيَا، مقصورٌ، المَطَر وإذا ثنيت قلت حَيَيان، فتُبَيِّن الياءَ لأَن الحركة غير لازمة.وقال اللحياني مرَّةً: حَيَّاهم الله بِحَياً، مقصور، أَي أَغاثهم، وقد جاء الحَيَا الذي هو المطر والخصب ممدوداً.وحَيَا الربيعِ: ما تَحْيا به الأَرض من الغَيْث.وفي حديث الاستسقاء: اللهم اسْقِنا غَيْثاً مُغيثاً وَحَياً رَبيعاً؛ الحَيَا، مقصور: المَطَر لإحْيائه الأَرضَ، وقيل: الخِصْبُ وما تَحْيا به الأَرضُ والناس.
أَجْرَى الْحَنِينُ عَلَيْهَا جَدْوَلاً شَرَباً
مَا كَانَ يَصْفُو لَهُ وِرْداً وَلاَ شُعُبَا (6)

هَبَّتْ تُغَازِلُنِي مِنْ تَحْتِ وَسْنَتِهَا
 وَقَدْ طَرَقْتُ بِشِعْرٍ مُرْهَفٍ فَنَبَا(7)

خَفَّ الْغَرَامُ عَلَى أَطْرَافِ مَنْطِقِهَا 
فِي سَلْوَةٍ وَشُعَاعُ الصُّبْحِ قَدْ ضَرَبَا(8)

قَالَتْ جِهَاراً وَ أُخْرَى فِي رَسَائِلِهَا
لَبْسٌ مِنْ الظَّنِّ قَدْ رَدَّ الْذِي ذَهَبَا

فَالقَلْبُ عِنَدَكَ لَمْ نُدْرِكْ لَهُ أَمَداً
لاَ يُحْسِنُ الْمَرْءُ رِزْءً مِثْلَهُ طَلَبَا(9)

وَلَيْسَ لِلْجِسْمِ بَعْدَ الْقَلْبِ مُقْتَبَلٌ 
وَأَنْتَ مَحْيَاهُ فِيمَا بَيْنَنَا سَبَبَا

وَالْعَيْنُ عَبْرَى أُرَجِّيهَا فَتُخْلِفُنِي
حَتَى يُرَدُّ هَتُونَ الدَّمْعِ مُخْتَضَبَا(10)
وَ إِنْ يَكُنْ مَسَّنِي مِنْ قَوْلِكُمْ أَلَمٌ
 فَطَلَمَا نَالَكُمْ حِلْمَي وَمَا نَضَبَا(11)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6- الجدول : والجَدْوَل النهر الصغير، وحكى ابن جني جِدْوَل، بكسر الجيم، على مثال خِرْوَع. الليث: الجَدْوَل نهر الحوض ونحو ذلك من الأَنهار الصغار يقال لها الجَداوِل.وفي حديث البراء في قوله عز وجل: قد جعل ربك تحتك سَرِيًّا، قال: جَدْوَلاً وهو النهر الصغير.شَرَبَا : والشَّرَبةُ، بالتحريك: كالـحُوَيْضِ يُحْفَرُ حولَ النخلةِ والشجرة، ويُمْلأُ ماء، فيكون رَيَّها، فَتَتَرَوَّى منه، والجمع شَرَبٌ وشَرَباتٌ؛ قال زهير: يَخْرُجْنَ مِن شَرَباتٍ، ماؤها طَحِلٌ، * على الجُذوعِ، يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقا وأَنشد ابن الأَعرابي: مِثْلُ النَّخِـيلِ يُرَوِّي، فَرْعَها، الشَّرَبُ وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اذْهَبْ إِلى شَرَبةٍ من الشَّرَباتِ، فادْلُكْ رأْسَك حتى تُنَقِّيَه. الشَّرَبة، بفتح الراءِ: حَوْضٌ يكون في أَصل النخلة وحَوْلَها، يُمْلأُ ماء لِتَشْرَبه؛ ومنه حديث جابر، رضي اللّه عنه: أَتانا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فَعَدَلَ إِلى الرَّبِـيع، فتَطَهَّرَ وأَقْبَلَ إِلى الشَّرَبةِ؛ الرَّبِـيعُ:النهرُ .7- الوسن : الوَسَنُ أَول النوم، والهاء في السِّنَةِ عوض من الواو المحذوف. ابن سيده: السِّنَةُ والوَسْنَةُ والوَسَنُ ثَقْلَةُ النوم، وقيل: النُّعاس، وهو أَول النوم.نبا : نَبا بصره عن الشيء نُبُوًّا ونُبِيّاً؛ قال أَبو نخيلة: لمَّا نَبَا بي صاحِبي نُبِيّا ونَبْوة مرة واحدة. ونَبا حَدُّ السيفِ إِذا لم يَقطع. وفي حديث طلحة: قال لعمر أنتَ ولِيُّ ما وَلِيتَ لا نَنْبُو في يديك أَي ننْقاد لك ولا نَمْتَنع عما تريد منا.ونَبَا جَنْبِي عن الفِراش: لم يَطْمئنّ عليه. التهذيب: نَبا الشيء عني يَنْبُو أَي تَجافَى وتَباعَد.وأَنْبَيْتُه أَنا أَي دفعته عن نفسي. 8- المنطق : الكلام ، سلوة :قال الأَصمعي: يقول الرجلُ لصاحبه سقيتني سَلْوَةً وسُلْواناً أي طيبت نفسيَ عنك؛ وأَنشد ابن بري: جعَلْتُ لعَرّافِ اليَمامةِ حُكْمَهُ * وعَرّافِ نجْدٍ إنْ هُما شَفَياني .. فما ترَكا من رُقْيَةٍ يَعْلَمانِها * ولا سَلْوَةٍ إلا بها سَقَياني ؛ ضربَ : ضَرَبَ الليلُ بأَرْواقِه: أَقْبَلَ؛ قال حُمَيد: سَرَى مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ، والليلُ ضارِبٌ * بأَرْواقِه، والصُّبْحُ قد كادَ يَسْطَعُ ، قال: ضَرَبَ الليلُ عليهمْ فَرَكَدْ وقوله تعالى: فَضَرَبنا على آذانهم في الكَهْفِ سنينَ عَدَداً؛ قال الزّجاج: مَنَعْناهم السَّمْعَ أَن يَسْمَعُوا، والمعنى: أَنَمْناهم ومَنَعْناهم أَن يَسْمَعُوا، لأَن النائم إِذا سمع انْـتَبه.والأَصل في ذلك: أَنَّ النائم لا يسمع إِذا نام.
9- الرزء : الرُّزْءُ الـمُصِيبةُ. قال أَبو ذؤَيب: أَعاذِلَ! إِنَّ الرُّزْءَ مِثلُ ابن مالِكٍ، * زُهَيرٍ، وأَمْثالُ ابْن نَضْلَةَ، واقِدِ .. أَراد مثلُ رُزءِ ابن مالِك. والرُّزْءُ الـمُصِيبةُ بفَقْد الأَعِزَّةِ، وهو من الانْتِقاصِ.وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: فنحنُ وَفْدُ التَّهْنِئَة لا وَفْدُ الـمَرْزِئة ، يقول المتنبي : لا يَعرفُ الرُّزْءَ في مالٍ ولا ولدٍ * إلاّ إذا حَفَزَ الضيفانَ تِرْحالُ . 10- عبرى : عينٌ عَبْرى أَي باكية.قال الشاعر يصف القوس : تَئنُّ حين تجذب المخْطُوما  *  أنينَ عَبْرَى أَسلَمَتْ حَميما .هتون : هَتَنَتِ السماء تَهْتِنُ هَتْناً وهتوناً وهَتناناً وتَهْتاناً وتَهاتَنَتْ: صَبَّتْ، وقيل: هو من المطر فوق الهَطْلِ، وقيل: الهَتَنان المطر الضعيف الدائم ويقال: هَتَنَ المطرُ والدمع يَهْتِنُ هَتْناً وهُتُوناً وتَهْتاناً قَطر؛ وعين هَتُونُ الدَّمْع. قال الشاعر :"إذا ما رَحاً مِنْها تحَيّرَ ماؤُها تداعَى لها جَوْنُ الظّلالِ هَتُونُ " رحاً منها: أي الكَثيفُ من الغَمامِ، الجَوْنُ: الأسْودُ، هَتُونٌ: ماطِرٌ. ويُنْسَبُ البيتُ لبَشامَة البجليّ. وقال الشاعر الأندلسي الحداد القيسي : رويدك أيها الدمع الهتونُ * فدون عيان من أهوى عيونُ .مُختضب : الخِضابُ: ما يُخْضَبُ به مِن حِنَّاءٍ، وكَتَمٍ ونحوه. وخَضَبَ الشيءَ يَخْضِبُه خَضْباً، وخَضَّبَه: غيَّر لوْنَه بحُمْرَةٍ، أَو صُفْرةٍ، أَو غيرِهما؛ قال الأَعشى: أَرَى رَجُلاً، منكم، أَسِيفاً، كأَنما * يَضُمُّ، إِلى كَشْحَيْهِ، كفّاً مُخَضَّبا ذَكَّر على إِرادة العُضْوِ، أَو على قوله: فلا مُزْنةٌ ودَقَتْ وَدْقَها، * ولا أَرضَ أَبْقَلَ إِبْقالَها ويجوز أن يكون صفةً لرجلٍ، أَو حالاً من المضْمَر في يَضُمُّ، أَو المخفوضِ في كَشْحَيْهِ. 11 – نضب : نَضَبَ الماءُ يَنْضُبُ، بالضم، نُضوباً، ونَضَّبَ إِذا ذَهَبَ في الأَرض؛ وفي المحكم: غارَ وبَعُدَ؛ أَنشد ثعلب: أَعْدَدْتُ للـحَوْض، إِذا ما نَضَبا، * بَكْرَةَ شِـيزى، ومُطاطاً سَلْهَبا ..وقال المتني يمدح المغيث بن علي بن بشر العجلّي: محمامدٌ نزفت شعري ليملأها * فآل ما امتلأتْ منه ولا نضبا . ونُضُوبُ القوم أَيضاً: بُعْدُهم.والنَّاضِبُ: البعيد.وفي الحديث: ما نَضَبَ عنه البحرُ، وهو حُيٌّ، فمات، فكُلُوه؛ يعني حيوانَ البحر أَي نَزَحَ ماؤُه ونَشِفَ.

فَانْظُرْ إِلَى أَصْلِ دَائِي حِيْن تَذْكُرُنِي
 كَانَ الْهَوَى بِرِدَاءِ الدَّاءِ مُحْتَجِبَا

أَرْتَابُ بِالْبُعْدِ مِمَّا كُنْتُ شَاكِيَةً
جَارَاتُكَ الْخُرْدُ قَدْ يَسْلُبْنَكَ الْأَدَبَا(12)

لاَ تَعْجَلِ الْوَصْلَ أَوْ تُهْمِلْ عِمَارِتَهُ
وَاسْعَدْ بِعِيدِكَ طَالَ الْهَجْرُ أَوْ قَرُبَا(13)

فَقُلْتُ : يَأْنَسُ إِلْفِي إِلْفَ صَاحِبَتِي
فَلاَ يُرَوِّعُهُ مَنْ غَارَ أَوْ كَذِبَا (14)

مَازِلْتُ أَذْكُرُهَا أَيْكاً لِلْهَوَى نَشِبَاً
رَوَّتْ جَدَاوِلَهُ مِنْ لَذَّةٍ  ضَرَبَا(15)

لَكِنَّ فِي الْبُعْدِ تِرْيَاقٌ وَ مَقْتَلَةٌ
فَإنَّمَا هُوَ صَبْرٌ وَهَيَ مُنْتَحَبَا (16)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12- الخُردُ : الخاء والراء والدال أصلٌ واحدٌ، وهو صَوْن الشَّيْء عن المَسِيس.والخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود من النساء: البكر التي لم تُمْسَسْ قط، وقيل: هي الحيية الطويلة السكوت الخافضة الصوت الخَفِرة المتسترة قد جاوزت الإِعْصار ولم تَعنَس، والجمع خرائد وخُرُد وخُرَّد، الأَخيرة نادرة لأَن فعيلة لا تجمع على فُعَّل، وقد خَرِدَت خَرَداً وتَخَرَّدت؛ قال أَوس يذكر بنت فضالة التي وكلها أَبوها بإِكرامه حين وقع من راحلته فانكسر: ولم تُلْهِها تلك التكالِيفُ، إِنها كما شئتَ من أُكْرُومَةٍ وتَخَرُّد ؛ وقال رؤبة: إذْ في الغَواني طَمَعٌ وايْئآسْ   * وعِفَّةٌ في خَرَدٍ واسْتِئْناسْ . 13 – يقول الشاعر كان عيد الأضحى المبارك خارج الوطن والعيدين اللذينِ بعده . 14 – الإلف : والإلْف الأَلِيفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ، وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ؛ قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه، يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ والأُلاَّفِ: جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ. وقد ائتَلَفَ القومُ ائتِلافاً وأَلَّفَ اللّه بينهم تأْليفاً. قال ابن سيده: وعندي أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ، وهو الأَلِيفُ، وجمعه أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإلْفٌ؛ قال: وحَوْراء الـمَدامِعِ إلْف صَخْر وقال: قَفْرُ فَيافٍ، تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بها يَروحُ فَرْداً، وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ وهذا من شاذ البسيط لأَن قوله طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ البسيط لا يأْتي على فاعلن، والذي حكاه أَبو إسحَق وعزاه إلى الأَخفش أن أَعرابيّاً سئل أَن يصنع بيتاً تامـّاً من البسيط فصنع هذا البيت، وهذا ليس بحُجة فيُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً في البسيط، إنما هو في موضوع الدائرة، فأَمـّا المستعمل فهو فعِلن وفَعْلن. الرَّوْعُ والرُّواع والتَّرَوُّع: الفَزَعُ، راعَني الأَمرُ يَرُوعُني رَوْعاً ورُووعاً؛ عن ابن الأَعرابي، كذلك حكاه بغير همز، وإِن شئت همزت، وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: إِذا شَمِطَ الإِنسانُ في عارِضَيْه فذلك الرَّوْعُ، كأَنه أَراد الإِنذار بالموت. قال الليث: كل شيء يَروعُك منه جمال وكَثرة تقول راعني فهو رائع. 15 – الأيكُ : الأَيْكةَ: الشمر الكثير الملتفّ، وقيل: هي الغَيْضة تُنْبِتُ السَّدْر والأَراك ونحوهما من ناعم الشجر، وخص بعضهم به منبت الأَثْل ومُجتَمعه، وقيل: الأَيْكة جماعة الأَراك، وقال أَبو حنيفة: قد تكون الأَيْكة الجماع من كل الشجر حتى من النخل، قال: والأَول أَعرق، والجمع أَيْكٌ. في التهذيب في قوله تعالى: كذَّب أصحابُ الأَيْكة المُرْسَلين؛ وقرئ أصحاب لَيكة، وجاء في التفسير أن اسم المدينة كان لَيْكة، واختار أبو عبيد هذه القراءة وجعل لَيْكة لا تنصرف،قال الأخطل من النّخيل في قوله: يكادُ يَحَارُ المجتَني وَسْطَ أَيْكِهَا  *  إذا ما تنادَى بالعَشِيِّ هديلُها ؛ وقال بن دريد : إذَنْ لَرَفَّتْ شَفَتَـايَ فـاكِ   * رَفَّ الظِّباءِ ثَمَرَ الأراكِ . و رفَ الرجل المرأة يرفها رفاً: إذا قبلها بأطراف شفتيه ، وقال الأصمعي في قول مَعْقِلٍ الهُذلي يصف أسداً ويرثي بالقِطْعَةِ التي منها هذا البيت أخاه عمراً؛ وتُروى القِطْعَةُ للمُعِطَّل الهُذَلي أيضا: له أيكةٌ لا يأمن الناسُ غـيبـهـا   * حَمى رَفْرَفاً منها سِبَاطاً وخروعا . جداوله : الجدول مرت في البيت الثامن ، ضَرَبَ : الضَّرَبُ : الضَّرَبُ، بالتحريك: العَسل الأَبيض الغليظ، يذكر ويؤَنث؛ قال أَبو ذُؤَيْب الـهُذَلي في تأْنيثه : وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ يَـأْوِي مَلِـيكُها * إِلى طُنُفٍ؛ أَعْيا، بِراقٍ ونازِلِ . وخَبَرُ ما في قوله: بأَطْيَبَ مِن فيها، إِذا جِئْتَ طارِقاً، * وأَشْهَى، إِذا نامَتْ كلابُ الأَسافِل . يَـأْوي مَلِـيكُها أَي يَعْسُوبُها؛ ويَعْسوب النحل: أَميره؛ والطُّنُفُ: حَيَدٌ يَنْدُر من الجَبَل، قد أَعْيا بمن يَرْقَى ومن يَنْزِلُ ، وقوله: كلابُ الأَسافل: يريد أَسافلَ الـحَيِّ، لأَن مَواشيَهم لا تَبِـيتُ معهم فرُعاتُها، وأَصحابُها لا ينامون إِلا آخِرَ من يَنامُ، لاشتغالهم بحَلْبها. وقيل: الضَّرَبُ عَسَلُ البَرِّ؛ قال الشَّمَّاخُ: كأَنَّ عُيونَ النَّاظِرينَ يَشُوقُها، * بها ضَرَبٌ طابَتْ يَدا مَنْ يَشُورُها.وقال عمر بن أبي ربيعة : تفترُّ عن ذي غُروبٍ طَعمُهُ ضَرَبٌ * تخَالُهُ بَرَداً من مُزنةٍ مَارَا ، وتفتر تبتسم وغروب هنا كنايةٍ عن ريقها . والضرب بالتحريك العسل والبرد حب الغمام الأبيضِ الصافي ، والمزنة السحابة الممطرة ذات برق ورعد . و مار : جرى . 16 – الترياق : والتِّرياق، بكسر التاء: معروف، فارسي معرّب، هو دَواء السُّموم لغة في الدِّرْياق، والعرب تسمي الخمر تِرياقاً وتِرْياقة لأَنها تذهَب بالهَمَّ؛ ومنه قول الأَعشى، وقيل البيت لابن مُقبل: سَقَتْني بصَهْباءَ تِرْياقةٍ * متى ما تُلَيِّنْ عِظامي تَلِنْ ، وقال حسّان رضي الله عنه : من خمرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها * تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ . ويروى: تُسْرِعُ فَتْرَ العظام.وفي الحديث: إنَّ في عَجْوةِ العاليةِ تِرْياقاً؛ الترياقُ: ما يُستعمل لدَفع السَّمّ من الأَدْوية والمَعاجِين، ويقال دِرْياق، بالدال أَيضاً. والطِّرْياقُ: لغة في التِّرْياقِ . وفي كتاب مجموعة رسائل ابن أبي الدنيا ج1 / ص72 (( حدثنا خالد بن خداش – حدثنا المعلى الوراق ، قال : كنا إذا دخلنا على حبيب أبي محمد ، قال افتح جوفة المسك ، وهات الترياق المجرب )) قال : جوفة المسك : القرآن ، والترياق المجرب : الدعاء . مُنتحبٌ : النَّحْبُ: أشَدُّ البُكاءِ،والانْتِحابُ مثله، وانتَحَبَ انتِحاباً. وقال ابن مَحْكان: زَيَّافَةٌ لا تُضِـيعُ الـحَيَّ مَبْرَكَها، * إِذا نَعَوها لراعي أَهْلِها انْتَحَبا . ويُرْوَى: لما نَعَوْها؛ ذكَر أَنه نَحَر ناقةً كريمةً عليه، قد عُرِفَ مَبرَكُها، كانت تُؤتى مراراً فتُحْلَبُ للضَّيْف والصَّبـيِّ.

مَفَاتِنُ كَثُرَتْ وَالْعَيْنُ تَتْبَعُهَا
فَعَرَّضَ الْقَلْبُ شَطْرَيْهِ لِمَنْ غَلَبَا(17)

يَا جَارَةً نَمْنَمَتْ مِنْهَا مَشَاعِرُنَا
رَدَّتْ حَنِينِي عَلَى أَعْطَافِهِ طَرِبَا(18)

سَدَّتْ مَهَبَّ الْهَوَى مِنْ كُلِّ مُطَّلَعٍ
فَانْسَابَ أَوَّلَهُ فِي الرُّوحِ مُنْسِلِبَا

مَمْشُوقَةٌ قَدْ جَرَى مَاءُ الشَّبَابِ بِهَا
 فَلاَ عَجَائِبُ حُسْنٍ مِثْلُهَا عَجَبَا(19)

 (( لِينْدَا )) رَوَاءٌ إِذَا مَا الْقَلْبُ صَافَحَهَا
 وَ زَوْرَةٌ مِنْ خَيَالٍ طَالَمَا هَرَبَا(20)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
17 – الشطْر : الشَّطْرُ: نِصْفُ الشيء، والجمع أَشْطُرٌ وشُطُورٌ. وفي الحديث: أَن سَعْداً استأْذن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن يتصدَّق بماله، قال: لا، قال: فالشَّطْرَ، قال: لا، قال الثُّلُثَ، فقال: الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ الشَّطْرُ: النصف، ونصبه بفعل مضمر أَي أَهَبُ الشَّطْرَ وكذلك الثلث، وفي حديث عائشة: كان عندنا شَطْرٌ من شَعير. وقصدْتُ شَطْرَهُ، أي نحوه. قال الشاعر: صُدورَ العيسِ شَطْرَ بني تَميم  *  أَقولُ لأمِّ زِنْـبـاعٍ أَقـيمـي ، ومنه قوله تعالى: "فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِ. وقال آخر:وقد أظلَّكُم من شَطْرِ ثَغْرِكُم  *  هَولٌ لـه ظُلَمٌ تغشاكُم قِطَعا ..ولا يكون شطر ثغركم تلقاءه، إلاّ وهو بعيدٌ عنه، مباينٌ له، والله أعلم بالصواب.18 - نمنم : النميمةُ: صوتُ الكتابةِ والكتابةُ، وقيل: هو وَسْواسُ هَمْسِ الكلام؛ قال أَبو ذؤَيب: فشَربْنَ ثمَّ سَمِعْنَ حِسّاً *دُونَه شرف الحجاب، وريبُ قَرْعٍ يَقْرع ونَمِيمة من قانِصٍ مُتَلَبّبٍ، في كفِّه جَشْءٌ أَجَشّ وأَقْطَعُ قال الأَصمعي: معناه أَنه سمع ما نَمَّ على القانص. قال أَبو ذؤيب: برَقْمٍ ووَشْيٍ كما نَمْنَمَتْ بمِشْيَتِها المُزْدهاةُ الهَدِيّ . والهَدِيُّ والهِدِيَّةُ: العَرُوس؛ أعطاف : وعِطْفا الرجل والدابة: جانباه عن يمين وشمال وشِقَّاه من لَدُنْ رأْسه وَرِكه، والجمع أَعْطاف وعِطاف وعُطُوف.وعِطْفا كل شيء: جانباه. قال ذو الرمة: وعـينـاءَ مـبـهـاجٍ كـأن إزارهـا  *  على واضح الأعطاف من رمل عازِفِ ، وعازِفٌ: موضع .19- ممشوقة :جارية مَمْشوقة: حسنة القَوَام قليلة اللحم. قال العُجَير السلوليّ: طَوِي البطن ممشوقُ الذراعين شَرْحَبُ    فقام فـأدنـى مـن وِسـادي وِسـادَةً و قال الأَخطل: على أَنـَّها تَهْدي الـمَطِـيَّ إِذا عَوَى، * من الليل، مَمْشُوقُ الذراعَيْنِ هَبْهَبُ .. أَراد به: الخَفيفَ من الذئاب. ماء الشباب يقال: ما أَحسن مُوهَةَ وجْهِهِ. قال ابن بري: يقال وَجْهٌ مُمَوَّهٌ أَي مُزَيَّنٌ بماء الشَّباب؛ قال رؤبة: لَمَّا رَأْتْني خَلَقَ المُمَوَّهِ والمُوهةُ: تَرَقْرُقُ الماء في وجه المرأَة الشابة. قال الحكم ابن أبي الصلت الأندلسي : خلط الصبا ماء الشباب بناره * من ورد وجنته وآس عذاره ،صنم حوى بدع الجمال بأسرها*ليجوز قلبي في وثاق إساره ، البدر في أزراره والغصن في*زناره والحقف ملء إزاره .20 – ((ليندا)) : يقول الشاعر : إنها شابة ألمانية كانت تجلس بجانبه في صف اللغة الفرنسية في باريس .زورة :يقال ناقة زِوَرَّةُ أَسفار أَي مُهَيَّأَة للأَسفار مُعَدَّة. وزاره يَزُورُه زَوْراً وزِيارَةً وزُوَارَةً وازْدَارَهُ: عاده افْتَعَلَ من الزيارة؛قال أَبو كبير:فدخلتُ بيتاً غيرَ بيتِ سِنَاخَةٍ *وازْدَرْتُ مُزْدَارَ الكَريم المِفْضَلِ. والزَّوْرَةُ: المرَّة الواحدة.


وَ لَمْ تَنَلْنِ بِدَاءٍ كَيْ أُكَفْكِفَهُ
 إِلاَّ سَلاَماً خَبَا فِي الْعِيْنِ مُكْتَئِبَا(21)

وَاهاً لِقَلْبِي وَقَدْ أَخْطَأْتُ وِجْهَتَهُ
 فَمَا أَصَابَ مِنَ الشَّقْرَاءِ مَا طَلَبَا(22)

ثُمَّ اسْتَفَاقَ وَآهَاتُ الْحِسَانِ لَهُ
غِوَايَةً مَلأَتْ أَحْشَاءَهُ ، فَأَبَا(23)

وَ كَانَ يَطْلُبُ فِي جُنْحِ النَّوَى أَمَلاً 
 لَهْفَانَ . لاَ صَاحِباً يُرْجُو وَلاَ كُتُبَا(24)

فَخَلَّفَتْ لِيَ أَحْلاَماً مُبَعْثَرَةً
وَ دُونَهَا مَا يَفُوتُ الْعَقْلَ وَ الْحُجُبَا

لاَ تُوسِعُ الْقَلَمَ الْوَلْهَانَ لَيْلَتَهُ
 إِنَّ الْمَقَالَ إِذَا طَالَ اقْتَضى الكَذِبَا (25)

***
باريس 2011.11.13
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
21 – كفكف : كفّ الشيءَ يكُفُّه كَفّاً: جمعه. ابن الأَعرابي: كَفْكَفَ إذا رَفَق بغرِيمه أَو ردَّ عنه من يؤذيه. وكَفْكَفْتُ الرجل: مثل كَفَفْتُه، ومنه قول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي: ألَمْ تَرَني سَكَّنْتُ لأْياً كِـلابَـكُـمْ  *  وكَفْكَفْتُ عنكم أكْلُبي وهي عُقَّرُ . خبا : خَبَتِ النارُ والحَرْبُ والحِدّةُ تَخْبُو خَبْواً وخُبُوّاً: سَكَنت وطَفِئَت وخَمَدَ لَهَبُها، وهي خابِية، وأَخْبَيْتها أَنا: أَخْمَدْتها؛ قال الكميت: ومِنَّا ضِرارٌ وابْنَماهُ وحاجِبٌ مُؤَجِّجُ نِيرانِ المَكارِمِ، لا المُخْبي وقوله تعالى: كُلَّما خَبَت زِدْناهم سَعِيراً؛ قيل: معناه سَكَن لَهَبُها، وقيل: معناه كلَّما تَمَنَّوا أَن تَخْبُوَ وأَرادوا أَن تَخْبُوَ.مكتئبٌ : الكآبةُ: تَغَيُّر النَّفْس بالانكسار، مِن شِدَّةِ الهمِّ والـحُزْن، وهو كَئِـيبٌ ومُكْتَئِبٌ. وفي الحديث: أَعوذُ بك من كآبةِ الـمُنْقَلَبِ. المعنى: أَنه يرجع من سفره بأَمر يَحْزُنه، إِما أَصابه من سفره وإِما قَدِمَ عليه مثلُ أَن يعودَ غير مَقضِـيِّ الحاجة، أَو أَصابت مالَه آفةٌ، أَو يَقْدَمَ على أَهله فيجدَهم مَرْضَى، أَو فُقِدَ بعضهم. قال الأخطل: بانت سُعادُ فنومُ العين تسهيدُ  *  والقلب مكتئبٌ حرّانُ مَعْمودُ .. ورجل حَرَّانُ: عَطْشَانُ ، والرجل المعمود، الذي لا يستطيع الجلوسَ من مرضه حتى يُعْمَد من جوانبه بالوسائد. والقلب المعمود المشعوف الذي هدّه العِشْق وكَسَرَه . 22 – وآهِ : كلمة معناه التحزُّن.وأَوْهِ من فلان إِذا اشتدَّ عليك فَقْدُه، وأَنشد الفراء في أَوْهِ: فأَوْهِ لِذكْراها إِذا ما ذَكَرتُها * ومن بُعْدِ أَرْضٍ بيننا وسماءٍ . ويروى: فأَوِّ لِذِكراها،آهِ هو حكاية المِتَأَهِّه في صوته، وقد يفعله الإِنسان شفقة وجزعاً؛ وأَنشد الأَزهري : آهِ من تَيَّاكِ آهَا * تَرَكَتْ قلبي مُتاها .23 – غِوايةٌ : الغَيُّ: الضَّلالُ والخَيْبَة. غَوَى، بالفَتح، غَيّاً وغَوِيَ غَوايَةً؛وقال الليث: مصدر غَوَى الغَيُّ، قال: والغَوايةُ الانْهِماكُ في الغَيِّ. وقال تعالى: فأَغْويْناكمْ إِنَّا كُنا غاوِينَ؛وأَنشد المُؤَرِّجُ : وكائِنْ تَرَى منْ جاهِلٍ بعدَ عِلْمِهِ * غَواهُ الهَوَى جَهْلاً عَنِ الحَقِّ فانغَوَى . وقال إمروء القيس : فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ*     وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي . أبا : والإباءُ بالكسر. مصدر قولك: أَبى فلانٌ يَأْبى بالفتح أي امتنع؛ فهو آبٍ وأَبِيٌّ وأَبَيانٌ بالتحريك. قال الشاعر: قد أُوبِيَتْ كُلَّ ماءٍ فهي صادِيَةٌ * مهـمـا تُـصِـبْ أفُـقـاً مـــن بـــارِقٍ تَـــشِـــمِ . 24 – جُنْحُ النوى : جُنْحُ الليل وجِنْحُه: جانِبُه، وقيل: أَوَّله، وقيل: قطعة منه نحو النصف .  قال حاتم: كأنَّ بِصَحْراءِ المُرَيط نَعامَةً  * تَبَادَرها جُنح الظَّلامِ نَعَائمُ ؛والمُرَيْطُ: موضع . وقال طُفيلٌ يصف الفرس: كأنه بعد ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ * سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبُلولُ ، النّوى : النَّوى التحوُّل من مكان إِلى مكان آخر أَو من دار إِلى دار غيرها كما تَنْتَوي الأَعرابُ في باديتها، قال أبو تمام: سعدت غربة النوى بسعاد ... فهي طوع الإتهام والإنجاد . وقال البحتري : إذا قُلتُ أنْسَى دارَ لَيْلَى على النّوَى * تَصَوّرَ، في أقصَى ضَمِيري، مِثَالُها . لهفان : اللَّهْف واللَّهَف: الأَسى والحزن والغَيْظ، وقيل: الأَسى على شيء يفُوتُك بعدما تُشرف عليه؛ ويقال : رجل لَهْفانُ وامرأَة لَهْفَى من قوم ونساء لَهافى ولُهُفٍ. وفي نوادر الأَعراب: أَنا لَهِيفُ القلب ، أَي مُحْتَرِق القلب. وقولهم: يا لَهَفَ فلانٍ: كلمة يُتَحَسَّرُ بها على ما فات.قال الشاعر: بلَهْفَ ولا بَلَيْتَ ولا لَوانِّي  *  فلستُ بمُدْرِكٍ ما فاتَ منِّي . 25 – ولهانُ : الوَلَهُ: الحزن، وقيل: هو ذهاب العقل والتحير من شدّة الوجد أَو الحزن أَو الخوف. ورجل وَلْهانُ ووالِهٌ وآلِهٌ، على البدل: ثَكْلانُ. وفي الحديث: الوَلَهانُ اسم شيطان الماءِ يُولِعَ الناسَ بكثرة استعمال الماء ؛ و قال لسان الدين بن الخطيب : فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها*زحتُ اللثام رأيتُ البدر معتنقِ .













ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....