14 – كِسْوَةُ الهَوَى
المنسرح
يَكْتَنُّ فِي الصَّدْرِ مُرْهِفٌ ثَمِلُ
سِتْرٌ عَلَى
العَالَمِينَ مُنْسَدِلُ
وَكَانَ عَقْلِي مُكَاتِماً قَلَمِي
وَأَدْمُعُ
العَيْنِ مَا لَهَا بَدَلُ
سِلاَحُهَا الصَّمْتُ لاَ تُجَرِّدُهُ
تَلُوذُ حُزْناً
بِهِ وَتَنْشَغِلُ
وَ إِنَّمَا نَحْنُ رَهْنُ قَافِيَةٍ
ضَلَّتْ . وَلَمْ
يُثْنِ عَزْمُهَا مَلَلُ
هَزَّتْ بِريحِ الهَوَى قَرِيحَتَنَا
ثُمَّ اخْتَفَتْ
مِنْ دُرُوبِهَا الرُّسُلُ
أَرَقْتُ مَاءَ اليَرَاعِ مِنْ كَمَدِي
وَهَاجَ مِنِّي
الفُؤَادُ وَالمُقَلُ
وَالقَلْبُ يُبْدِي لَنَا مَخَاوِفَهُ
لَمْ تُعْيِهِ
فِي وِصَالِهَا الحِيَلُ
أَمَا كَفَى البَيْنُ قوْلَ مُغْتَرِبٍ
يَجْتَمِعُ
العَذْلُ فِيهِ وَ الغَزَلُ
وَفِي فُؤَادِي لِرَبْعِهَا وَطَنٌ
وَلَيْسَ بَينِي
وَبَيْنَهُ سُبُلُ
كَفَانِيَ الفَخْرُ أَنَّنِي رَجُلٌ
حَفَّتْ بِهِ فِي مَدَارِهَا زُحَلُ
يَسْتَسْهِلُ الصَّعْبَ نُصْبَ أَعْيُنِهِ
وَيَتَّقِي
حَدَّ أَنْفِهِ الأَجَلُ
فَيَا فُؤَادِي وَأَنْتَ يَا قَلَمِي
لَقَدْ جَفَانِي الحَبِيبُ وَ الأَمَلُ !
فَلَمْ
أَلُـمْهَا عَلَى تَأَخُّرِهَا
فَإِنَّ قَلْبِي بِقَلْبِهَا ثَمِلُ
وَأَطْلَقَ العِيدُ سِحْرَ ضِحْكَتِهِ
وَ لِيـبِـيَـا
بِالأَفْرَاحِ تَكْتَحِلُ
فَاحْمَرَّ خَدُّ الصَّبَاحِ مُنْتَشِياً
كَأَنَّهُ
مِنْ ضِيَائِهِا خَجِلُ
فَهَلْ كَسَانِي الهَوَى بِكِسْوَتِهِ
أَمْ لَيْسَ فِي
العَاشقِينَ لِي مَثَلُ
***
عمــَّان 10 ذوالحجة 1433
2012.10.26
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق