الطويل
كَتَمْتُكِ وَجْداً كَانَ
بِالْقَلْبِ مُضْمَرَا
وَ كُنْتُ بِذِكْرّى أُمِّ أَحْمَدَ أَنْضَرَا
وَ
آلَيْتُ أَلاَّ أَشْتَكِي مَا يُصِيبُنِي
فَيَمْنَعُنِي بَرْدُ الْغَرَامِ إِذَا سَرَى
فَبُحْثُ بِمَكْنُونِ
الصَّبَابّةِ وَ الْهَوَى
وَ حَذَّرْتُ قَلْبِي أَنْ
يَذُوبَ تَحَسُّرَا
وَ لَكِنْ بِأَوْتَارِ الْفُؤَادِ
تَمَايَلَتْ
تُسَارِقُ أَلْحَانَ الْغَرَامِ الْمُنَشَّرَا
كَمُسْتَأْنِسٍ بِالْبَدْرِ
يَخْلُو بِفِكْرِهِ
أَحْسَّ بِلَيْلٍ هَمْسَ طَيْفٍ
فَأَنْكَرَا
فَكَفْكَفْتُ مِنَّي عَبْرَةً وَ
سَأَلْتُهُ َ
أَلْقَى بِأَعْذَارٍ لَهُ وَ
تَسَتَّرَا
وَ ذَلِكَ مِنْ وَهْمٍ أَتَانِي
وَ غَفْلَةٍ
وَ مِنْ دَسِّ أَحْلاَمِي
إِلَيْكِ تَسَوُّرَا
لَعَلَّكِ فِي شَكٍ مِنَ الْحُبِّ
بَيْنَنَا
فَمَا رَوَّتِ الأَحْزَانُ
قَلْبَكِ وَ الْكَرَى
فَلَمَّا بَدَا النِّسْيَانُ وَ
الْغَدْرُ دُونَهُ
كَتَبْتُكِ عُنْوَاناً مِنَ
الْعِشْقِ أَحْمَرَا
وَ هَذَا يَرَاعِي حَيْثُ حَلَّتْ
سُطُورُهُ
أَهَلَّ مُنَادٍ لِلْحِسَانِ وَ
كَبَّرَا
فَهَلْ نَسْأَلُ الْقَلْبَيْنِ
مَنْ كَانَ ظَالِماً ؟
فَبُعْداً لَهُ بُعْداً ، فَقَدْ
بَاعَ وَ اشْتَرَى
كَأَنَّ مَدَبَّ الْوَصْلِ
يَتَّبِعُ الْلَظَى
فَأَتْعِسْ بِهِ دَرْباً نَحِيساً
مُسَجَّرَا
فَلاَبُدَّ مِنْ طُولِ
التَّقَادُمِ وَ البِلَى
وَ لاَبُدَّ لِلأَحْشَاءِ أَنْ
تَتَسَعَّرَا
وَ قَدْ كُنْتُ بِالأسْفَارِ
أَنْشَطَ هِمَّةً
أُرَاعِي الثُّرَيَّا ، أَوْ
سَفِيناً مُقَيِّرَا
أَحِنُّ إِلَى عَمَّانَ لَمْ
أَنْسَ ذِكْرَهَا
وَ قَدْ لاَحَ فِي الْقَلْبِ
الْوِدَادُ لِمَنْ يَرَى
وَ شَعْبٌ حَبَاهُ اللهُ مِنْ
جُودِ فَضْلَهِ
فَأَوْرَثَ بُنْيَاناً وَ مَجْداً
مُسَخَّرَا
وَ إِنَّي لَتَحْدُونِي
إِلَيْهِمْ صَدَاقَةٌ
تَسَامَتْ لَهَا نَفْسِي وَ
كُنْتُ مُقَصِّرَا
وَ لَمْ تُنْسِنِي عَمَّانَ
ذِكْرَ أَحِبَّتِي
وَ لَمْ تُنْسِنِي مَنْ خَانَنِي
وَ تَغَيَّرَا
وَ مَا الْعَيْشُ إِلاَّ صَاحِباً
وَ يَرَاعَةً
وَ لَمْ أَطْلُبْ الدُّنْيَا
مَزِيداً وَ أَكْثَرَا
وَ عَاوَدَ قَلْبِي لَوْعَةُ
الْبَيْنِ وَ الأَسَى
فَإِنْ مَرَّ خَفَّاقُ الْغَرَامِ
تَعَطَّرَا
لَقَدْ خَابَ مَا أَمَّلْتُ وَصْلاً مُقَدَّماً
وَ أَيْقَنْتُ أَنَّا عَاشِقَانِ
تَأَخْرَا
وَ حَلَّتْ عَلَى حَالِ الْفُؤَادِ
بِقَسْوَةٍ
وَ هَمَّتْ بِأَفْنَانِ الْهَوَى
حِينَ تَعَذَرَا
كَتَبْتُ عَلَى خَدَّ الْمْسَآءِ
حِكَايَتَي
( فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا غَيْرَ
أَنْ أَتَذَكَّرَا )
***
طرابلس 2016.10.31
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق