الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

109- أَحِنُّ إِلَى عَمَّانَ


الطويل

كَتَمْتُكِ وَجْداً كَانَ بِالْقَلْبِ مُضْمَرَا

 وَ كُنْتُ بِذِكْرّى أُمِّ أَحْمَدَ أَنْضَرَا


وَ آلَيْتُ أَلاَّ أَشْتَكِي مَا يُصِيبُنِي

 فَيَمْنَعُنِي بَرْدُ الْغَرَامِ إِذَا سَرَى



فَبُحْثُ بِمَكْنُونِ الصَّبَابّةِ وَ الْهَوَى

وَ حَذَّرْتُ قَلْبِي أَنْ يَذُوبَ تَحَسُّرَا



وَ لَكِنْ بِأَوْتَارِ الْفُؤَادِ تَمَايَلَتْ

تُسَارِقُ أَلْحَانَ الْغَرَامِ الْمُنَشَّرَا



كَمُسْتَأْنِسٍ بِالْبَدْرِ يَخْلُو بِفِكْرِهِ

أَحْسَّ بِلَيْلٍ هَمْسَ طَيْفٍ فَأَنْكَرَا


فَكَفْكَفْتُ مِنَّي عَبْرَةً وَ سَأَلْتُهُ َ

أَلْقَى بِأَعْذَارٍ لَهُ وَ تَسَتَّرَا



وَ ذَلِكَ مِنْ وَهْمٍ أَتَانِي وَ غَفْلَةٍ

وَ مِنْ دَسِّ أَحْلاَمِي إِلَيْكِ تَسَوُّرَا



لَعَلَّكِ فِي شَكٍ مِنَ الْحُبِّ بَيْنَنَا

فَمَا رَوَّتِ الأَحْزَانُ قَلْبَكِ وَ الْكَرَى



فَلَمَّا بَدَا النِّسْيَانُ وَ الْغَدْرُ دُونَهُ

كَتَبْتُكِ عُنْوَاناً مِنَ الْعِشْقِ أَحْمَرَا



وَ هَذَا يَرَاعِي حَيْثُ حَلَّتْ سُطُورُهُ

أَهَلَّ مُنَادٍ لِلْحِسَانِ وَ كَبَّرَا



فَهَلْ نَسْأَلُ الْقَلْبَيْنِ مَنْ كَانَ ظَالِماً ؟

فَبُعْداً لَهُ بُعْداً ، فَقَدْ بَاعَ وَ اشْتَرَى



كَأَنَّ مَدَبَّ الْوَصْلِ يَتَّبِعُ الْلَظَى

فَأَتْعِسْ بِهِ دَرْباً نَحِيساً مُسَجَّرَا



فَلاَبُدَّ مِنْ طُولِ التَّقَادُمِ وَ البِلَى

وَ لاَبُدَّ لِلأَحْشَاءِ أَنْ تَتَسَعَّرَا



وَ قَدْ كُنْتُ بِالأسْفَارِ أَنْشَطَ هِمَّةً

أُرَاعِي الثُّرَيَّا ، أَوْ سَفِيناً مُقَيِّرَا



أَحِنُّ إِلَى عَمَّانَ لَمْ أَنْسَ ذِكْرَهَا

وَ قَدْ لاَحَ فِي الْقَلْبِ الْوِدَادُ لِمَنْ يَرَى



وَ شَعْبٌ حَبَاهُ اللهُ مِنْ جُودِ فَضْلَهِ

فَأَوْرَثَ بُنْيَاناً وَ مَجْداً مُسَخَّرَا



وَ إِنَّي لَتَحْدُونِي إِلَيْهِمْ صَدَاقَةٌ

تَسَامَتْ لَهَا نَفْسِي وَ كُنْتُ مُقَصِّرَا


وَ لَمْ تُنْسِنِي عَمَّانَ ذِكْرَ أَحِبَّتِي

وَ لَمْ تُنْسِنِي مَنْ خَانَنِي وَ تَغَيَّرَا



وَ مَا الْعَيْشُ إِلاَّ صَاحِباً وَ يَرَاعَةً

وَ لَمْ أَطْلُبْ الدُّنْيَا مَزِيداً وَ أَكْثَرَا



وَ عَاوَدَ قَلْبِي لَوْعَةُ الْبَيْنِ وَ الأَسَى

فَإِنْ مَرَّ خَفَّاقُ الْغَرَامِ تَعَطَّرَا



 لَقَدْ خَابَ مَا أَمَّلْتُ وَصْلاً مُقَدَّماً

وَ أَيْقَنْتُ أَنَّا عَاشِقَانِ تَأَخْرَا



وَ حَلَّتْ عَلَى حَالِ الْفُؤَادِ بِقَسْوَةٍ

وَ هَمَّتْ بِأَفْنَانِ الْهَوَى حِينَ تَعَذَرَا



كَتَبْتُ عَلَى خَدَّ الْمْسَآءِ حِكَايَتَي

( فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا غَيْرَ أَنْ أَتَذَكَّرَا )




***


طرابلس 2016.10.31



ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....