الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

110- لَسْتُ أَوَّلَ بَاكٍ

الكامل


يَا أُمَّ أَحْمَدَ هَلْ بَلَغْتِ مُنَاكِ ؟
 مَا كَانَ أَحْوَجَنِي وَ مَا أَقْسَاكِ


مَا بَالُ قَلْبُكِ لَا يَذُوبُ جَلِيدُهُ
 أَمْ أَنَّ بَعْضَ الصَّحْبِ قَدْ أَفْتَاكِ ؟


لَعِبَتْ بِنَا الْأَهْوَاءُ بَعْدَ مَسَرَّةٍ
فَكَتَبْتُ بَيْنَ دَفَاتِرِي ذِكْرَاكِ


هُنَّ الْغَوَانِي حَيْثُ شِئْتُ تَنَدُّماً
فَكَفَاكِ مِنْ هَذَا الصُّدُودِ كَفَاكِ


قُولِي ! سَأُصْغِي لِلشِّفَاهِ تَوَدُّداً
 بِسَمَاحَةِ الْمُتَحَبِّبِ الضَّحَّاكِ


أَيْنَ الذِينَ مَضَوا بِأَحْذِيَةِ الرَّدَى

وَ تَعَرَّجُوا فِي صُحْبَةِ الْأَمْلَاكِ ؟


تَرَكُوا مَنَازِلَهُمْ تَمُوجُ نَظَارَةً

لِمَوَائِدِ الْإِهْمَالِ وَ الْإِهْلَاكِ


يَا دَهْرُ قَدْ أَفْجَعْتَنَا بَفِرَاقِهِمْ

نِعْمَ الصَّدَاقَةُ وَ الْحَنِينُ الزَّاكِي


كَيْفَ السُّلُّو وَ كُلُّ قَلْبٍ حَقُّهُ

طُولُ الْبُكَاءِ وَ لَسْتُ أَوَّلَ بَاكِ


إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكِ فَرْطَ تَوَهُّمِي
خَوْفَ الْمَنِيَّةِ أَنْ تُقَبِّلَ فَاكِ


فَتَأَمَّلِي حَبْلَ الْوِصَالِ فَإِنَّهُ
أَيْدٍ مُقَيَّدَةٌ وَ زَفْرَةُ شَاكِ


إِنِّي ذَكَرْتُكِ لِلنُّجُومِ تَوَدُّداً
فَعَسَى خَيَالِي فِي الضُّحَى يَغْشَاكِ


وَ لَقَدْ أَتُوهُ بِالثُّرِيَّا وَ السُّهَا
وَ الْفَخْرُ بَيْنَ دَوَائِرِ الْأَفْلَاكِ


هَلْ تَشْتَكِينَ الْحُبَّ فِي آهَاتِهِ 
أَمْ قَلْبُكِ النَّمَّامُ مَنْ أَغْرَاكِ ؟


فَلَعَلَّ قَلْبِي أَنْ يَذُوبَ صَبَابَةً
عَشِقاً يَئِنُّ إِلَيْكِ لَا يَخْشَاكِ


مَا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَعَلَّقَ قَلْبَهُ
سِحْرُ الْغَرَامِ وَ قِلَّةُ الْإِدْرَاكِ


عَيْنَاكِ قَدْ مَلَكَتْ زِمَامَ حِكَايَتِي
فَتَعَطَّفِي بِبَقِيَّةِ الْأَشْرَاكِ


فَكَأَنَّمَا أَحْشَاءُ قَلْبِي مَصْيَفٌ
وَ كَأَنَّمَا بِجَوَانِحِي مَحْيَاكِ


فَلَئِنْ نَطَقْتِ لَكُنْتِ أَنْتِ طَبِيبَهُ
وَ إِذَا سَكَتِّ فَعِفَّةُ النُّسَّاكِ


لَا تَتْرُكِينِي أُمَّ أَحْمَدَ وَ ارْجِعِي
مَا الْحُبُّ غَيْرُ تَشَاكُسٍ وَ عِرِاكِ


***
طرابلس 2017.04.23
الأبيات المظللة في الصديق المرحوم عبد الرزاق الطاهر صرطي

ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....