الكامل
يَا أُمَّ أَحْمَدَ هَلْ بَلَغْتِ
مُنَاكِ ؟
مَا كَانَ أَحْوَجَنِي وَ مَا أَقْسَاكِ
مَا بَالُ قَلْبُكِ لَا يَذُوبُ
جَلِيدُهُ
أَمْ أَنَّ بَعْضَ الصَّحْبِ قَدْ أَفْتَاكِ ؟
لَعِبَتْ بِنَا الْأَهْوَاءُ
بَعْدَ مَسَرَّةٍ
فَكَتَبْتُ بَيْنَ دَفَاتِرِي
ذِكْرَاكِ
هُنَّ الْغَوَانِي حَيْثُ شِئْتُ
تَنَدُّماً
فَكَفَاكِ مِنْ هَذَا الصُّدُودِ
كَفَاكِ
قُولِي ! سَأُصْغِي لِلشِّفَاهِ تَوَدُّداً
بِسَمَاحَةِ الْمُتَحَبِّبِ الضَّحَّاكِ
أَيْنَ الذِينَ مَضَوا
بِأَحْذِيَةِ الرَّدَى
وَ تَعَرَّجُوا فِي صُحْبَةِ
الْأَمْلَاكِ ؟
تَرَكُوا مَنَازِلَهُمْ تَمُوجُ
نَظَارَةً
لِمَوَائِدِ الْإِهْمَالِ وَ
الْإِهْلَاكِ
يَا دَهْرُ قَدْ أَفْجَعْتَنَا
بَفِرَاقِهِمْ
نِعْمَ الصَّدَاقَةُ وَ
الْحَنِينُ الزَّاكِي
كَيْفَ السُّلُّو وَ كُلُّ قَلْبٍ
حَقُّهُ
طُولُ الْبُكَاءِ وَ لَسْتُ
أَوَّلَ بَاكِ
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكِ فَرْطَ تَوَهُّمِي
خَوْفَ الْمَنِيَّةِ أَنْ
تُقَبِّلَ فَاكِ
فَتَأَمَّلِي حَبْلَ الْوِصَالِ
فَإِنَّهُ
أَيْدٍ مُقَيَّدَةٌ وَ زَفْرَةُ
شَاكِ
إِنِّي ذَكَرْتُكِ لِلنُّجُومِ تَوَدُّداً
فَعَسَى خَيَالِي فِي الضُّحَى
يَغْشَاكِ
وَ لَقَدْ أَتُوهُ بِالثُّرِيَّا
وَ السُّهَا
وَ الْفَخْرُ بَيْنَ دَوَائِرِ
الْأَفْلَاكِ
هَلْ تَشْتَكِينَ الْحُبَّ فِي
آهَاتِهِ
أَمْ قَلْبُكِ النَّمَّامُ مَنْ
أَغْرَاكِ ؟
فَلَعَلَّ قَلْبِي أَنْ يَذُوبَ
صَبَابَةً
عَشِقاً يَئِنُّ إِلَيْكِ لَا
يَخْشَاكِ
مَا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ
تَعَلَّقَ قَلْبَهُ
سِحْرُ الْغَرَامِ وَ قِلَّةُ
الْإِدْرَاكِ
عَيْنَاكِ قَدْ مَلَكَتْ زِمَامَ
حِكَايَتِي
فَتَعَطَّفِي بِبَقِيَّةِ
الْأَشْرَاكِ
فَكَأَنَّمَا أَحْشَاءُ قَلْبِي
مَصْيَفٌ
وَ كَأَنَّمَا بِجَوَانِحِي
مَحْيَاكِ
فَلَئِنْ نَطَقْتِ لَكُنْتِ
أَنْتِ طَبِيبَهُ
وَ إِذَا سَكَتِّ فَعِفَّةُ
النُّسَّاكِ
لَا تَتْرُكِينِي أُمَّ أَحْمَدَ
وَ ارْجِعِي
مَا الْحُبُّ غَيْرُ تَشَاكُسٍ وَ
عِرِاكِ
***
طرابلس 2017.04.23
الأبيات المظللة في الصديق المرحوم عبد الرزاق الطاهر صرطي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق