الطويل
إهداءٌ إلى أَخواتي
اللائِي لم يتركْنني في مِحنتي
أُخَيَّتَنَا مَا
أَوْحَشَ السِّجْنَ مَطْلَبَا !
إِذَا نَحْنُ
أَوْرَدْنَاهُ رَأْياً وَ مَرْكِبَا
تَسَتَّرْتُ بِالْجُدْرَانِ
أَلْتَحِفُ الْأَسَى
غَدَاةَ عَلاَ صَوْتٌ مِنَ الْأَمْرِ مُكْرِبَا
وَ حُرِّيَتِي
الْحَمْرَاءُ شَمْسٌ تَلَحَّفَتْ
عَلَى جَلَدِي ، حَرْفاً مِنَ الْمَوتِ غَيْهَباَ
أَنَا السِّجْنُ وَ السَّجَّانُ
أَمْراً قَضَيْتُهُ
فَلَا تَفْجَعِي ، خَيْلٌ مِنَ الْجَوِّ قَدْ كَبَا
جَزَاكُنَّ رَبِّي
الْفَضْلَ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ
وَ حَفَّ بِكُنَّ الْحُبُّ أَنْدَى وَ أَعْذَبَا
تَنَكَّرَتِ الأَيَّامُ
لِي بَعْدَ غَفْلَةٍ
وَ قَدْ
كُنْتُ عَنْ صِرْفِ الزَّمَانِ مُغَيَّبَا
فَمَنْ شَاءَ
فَلْيَنْظُرْ إِلَيَّ وَ إِخْوَتِي
فَلِلَّهِ حَالٌ مَا أَمَرَّ وَ أَخْيَبَا
فَلَمَّا تَنَافَرْنَا
الرُّؤَى عَنْ حَقِيقَةٍ
تُرِكْتُ أَسِيراً لِلْهَوَانِ مُنَكَّبَا
فَلاَ يَسْتَوِي حَدَّ
الْحُسَامِ وَ ظُلْمِهِمْ
وَ إِنْ كَفَّ لَمْ يَذْهَبْ بِهِ الْحُزْنُ
مَذْهَبَا
وَ مِنْ دُونِهِمْ
قَلْبَانِ ، قَلْبٌ مِنَ الرِّضَى
وَقَلْبٌ بِرَيْحَانِ الإِخَاءِ مُطَيَّبَا
سَقَى اللهُ عَهْداً مَا
خَلَتْهُ مَوَدَّةٌ
سَجِيَّةُ نَفْسِي أَنْ يَعُودَ وَيَقْرَبَا
وَهَلَ تَنْفَعُ الأَوْطَانُ
لَوْلاَ جُيُوشِهَا ؟
عَصَائِبَ تِيجَانِ الشُّعُوبِ
وَ مِخْلَبَا
وَبِتُّ أُنَاجِي
الْلَيْلَ كَيْفَ مَصِيرُنَا !
وَ غَارَتْ بِيَ
الأَوْهَامُ شَرْقاً وَ مَغْرِبَا
فَوَا أَسَفِي حَتَّامَ وَ
النَّارُ فِي يَدِي
وَ قَصَّرَ جُهْدِي أَنْ أَنَالَ الْكَوَاكِبَا
وَ لَمْ أَرَ مِثْلَ
الْبَحْرِ أَجْلَى لِكُرْبَتِي
تَبَاعَدْتُ عَنْهُ خِشْيَةً وَ تَحَسُّبَا
وَلَنْ أُكْثِرَ الْيَوْمَ
التَّشَكِّي فَإِنَّنِي
صَبُورٌ إِذَا الأَيَّامُ شَآءَتْ تَقَلُّبَا
فَإِنْ قُلْتِ لِي يَا (أُمَّ
أَحْمَدَ) مَرْحَبَا
فَلاَ تَعْذِيلِينِي أَنْ أَثُورَ وَ أَغْضَبَا
وَ مَا زَادَنِي رَجْعُ
الْيَرَاعِ صَبَابَةً
وَ مَا زَارَنِي الْيَوْمَ الْحَمَامُ
لِيُطْرِبَا
وَ ماَ ذَبُلَتْ
بَاكُورةُ الشِّعْرِ بِالْأَسَى
وَ ذُو الْحُبِّ قَوَّالٌ إِذَا مَا تَعَذَّبَا
وَ وَاللهِ مَا ضَاعَتْ
شُجُونٌ كَتَمْتُهَا
وَ مَا خُنْتُ وِدّاً أَرْيَحِيّاً مُهَذَّبَا
وَ أُقْسِمُ لَوْ
كَانَتْ عَلَى الْقَلْبِ تِرْحَةٌ
لَكَانَتْ لِأَقْلاَمِ الصَّبَابَةِ مَلْعَبَا
وَكُنْتُ أَرَى أَنَّ
الْفُؤَادَ الْذِي هَوَى
حَمَاهُ انْفِلاَتُ الْعَيْنِ أَنْ يَتَلَهَّبَا
وَ أَبْدَى لَنَا مِنْ
حُزْنِهِ وَ اشْتِيَاقِهِ
وَ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْحِسَانِ وَ
أَسْهَبَا
وَ آخِرُ عَهْدٍ لِلتَّصَابِي
سَتَرْتُهُ
خَيَالٌ أَخْصَّ النَّوْمَ إلاَّ تَغَيُّبَا
لَقَدْ جِئْتُهَا مِنْ
جَانِبِ الْعِشْقِ مُتْعَباً
فَسِيَّانَ عِنْدِي أَنْ أَرَاهَا وَ تُحْجَبَا
وَ كَانَتْ أَوَاخِي الصَّبْرِ هَمّاً يَشُدُّنِي
فَيَا لُطْفَ مَا أَخْفَى الإِلَهُ وَ مَا حَبَا
***
طرابلس 2014.12.31
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق