السبت، 15 سبتمبر 2018

99- أُخَيَّتِي مَا أَوْحَشَ السِّجْنَ !




الطويل
إهداءٌ إلى أَخواتي اللائِي لم يتركْنني في مِحنتي


أُخَيَّتَنَا مَا أَوْحَشَ السِّجْنَ مَطْلَبَا !
إِذَا نَحْنُ أَوْرَدْنَاهُ رَأْياً وَ مَرْكِبَا

تَسَتَّرْتُ بِالْجُدْرَانِ أَلْتَحِفُ الْأَسَى
 غَدَاةَ عَلاَ صَوْتٌ مِنَ الْأَمْرِ مُكْرِبَا

وَ حُرِّيَتِي الْحَمْرَاءُ شَمْسٌ تَلَحَّفَتْ
 عَلَى جَلَدِي ، حَرْفاً مِنَ الْمَوتِ غَيْهَباَ

أَنَا السِّجْنُ وَ السَّجَّانُ أَمْراً قَضَيْتُهُ
 فَلَا تَفْجَعِي ، خَيْلٌ مِنَ الْجَوِّ قَدْ كَبَا

جَزَاكُنَّ رَبِّي الْفَضْلَ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ
 وَ حَفَّ بِكُنَّ الْحُبُّ أَنْدَى وَ أَعْذَبَا

تَنَكَّرَتِ الأَيَّامُ لِي بَعْدَ غَفْلَةٍ  
 وَ  قَدْ كُنْتُ عَنْ صِرْفِ الزَّمَانِ مُغَيَّبَا

فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْظُرْ إِلَيَّ وَ إِخْوَتِي
 فَلِلَّهِ حَالٌ مَا أَمَرَّ وَ أَخْيَبَا

فَلَمَّا تَنَافَرْنَا الرُّؤَى عَنْ حَقِيقَةٍ
 تُرِكْتُ أَسِيراً لِلْهَوَانِ مُنَكَّبَا

فَلاَ يَسْتَوِي حَدَّ الْحُسَامِ وَ ظُلْمِهِمْ
 وَ إِنْ كَفَّ لَمْ يَذْهَبْ بِهِ الْحُزْنُ مَذْهَبَا

وَ مِنْ دُونِهِمْ قَلْبَانِ ، قَلْبٌ مِنَ الرِّضَى
 وَقَلْبٌ بِرَيْحَانِ الإِخَاءِ مُطَيَّبَا

سَقَى اللهُ عَهْداً مَا خَلَتْهُ مَوَدَّةٌ
 سَجِيَّةُ نَفْسِي أَنْ يَعُودَ وَيَقْرَبَا

وَهَلَ تَنْفَعُ الأَوْطَانُ لَوْلاَ جُيُوشِهَا ؟
عَصَائِبَ تِيجَانِ الشُّعُوبِ وَ مِخْلَبَا

وَبِتُّ أُنَاجِي الْلَيْلَ كَيْفَ مَصِيرُنَا !
وَ غَارَتْ بِيَ الأَوْهَامُ شَرْقاً وَ مَغْرِبَا

فَوَا أَسَفِي حَتَّامَ وَ النَّارُ فِي يَدِي
 وَ قَصَّرَ جُهْدِي أَنْ أَنَالَ الْكَوَاكِبَا

وَ لَمْ أَرَ مِثْلَ الْبَحْرِ أَجْلَى لِكُرْبَتِي
 تَبَاعَدْتُ عَنْهُ خِشْيَةً وَ تَحَسُّبَا

وَلَنْ أُكْثِرَ الْيَوْمَ التَّشَكِّي فَإِنَّنِي
 صَبُورٌ إِذَا الأَيَّامُ شَآءَتْ تَقَلُّبَا

فَإِنْ قُلْتِ لِي يَا (أُمَّ أَحْمَدَ) مَرْحَبَا
 فَلاَ تَعْذِيلِينِي أَنْ أَثُورَ وَ أَغْضَبَا

وَ مَا زَادَنِي رَجْعُ الْيَرَاعِ صَبَابَةً
 وَ مَا زَارَنِي الْيَوْمَ الْحَمَامُ لِيُطْرِبَا

وَ ماَ ذَبُلَتْ بَاكُورةُ الشِّعْرِ بِالْأَسَى
 وَ ذُو الْحُبِّ قَوَّالٌ إِذَا مَا تَعَذَّبَا

وَ وَاللهِ مَا ضَاعَتْ شُجُونٌ كَتَمْتُهَا
 وَ مَا خُنْتُ وِدّاً أَرْيَحِيّاً مُهَذَّبَا

وَ أُقْسِمُ لَوْ كَانَتْ عَلَى الْقَلْبِ تِرْحَةٌ
 لَكَانَتْ لِأَقْلاَمِ الصَّبَابَةِ مَلْعَبَا

وَكُنْتُ أَرَى أَنَّ الْفُؤَادَ الْذِي هَوَى
 حَمَاهُ انْفِلاَتُ الْعَيْنِ أَنْ يَتَلَهَّبَا

وَ أَبْدَى لَنَا مِنْ حُزْنِهِ وَ اشْتِيَاقِهِ
 وَ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْحِسَانِ وَ أَسْهَبَا

وَ آخِرُ عَهْدٍ لِلتَّصَابِي سَتَرْتُهُ
 خَيَالٌ أَخْصَّ النَّوْمَ إلاَّ تَغَيُّبَا

لَقَدْ جِئْتُهَا مِنْ جَانِبِ الْعِشْقِ مُتْعَباً
 فَسِيَّانَ عِنْدِي أَنْ أَرَاهَا وَ تُحْجَبَا

وَ كَانَتْ أَوَاخِي الصَّبْرِ هَمّاً يَشُدُّنِي
 فَيَا لُطْفَ مَا أَخْفَى الإِلَهُ وَ مَا حَبَا

***
طرابلس 2014.12.31


ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....