الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

39- (صَفيةٌ) فَتَاتِي الصَّغِيرَةُ
الخفيف

لَوْ تَرَاهَا يَا أَعْذَلَ الْعُذَّالِ 
 فَرْحَةً مِنْ شَقَاوَةِ الْأَطْفَالِ (1)
وَ حَيَاةً تُدَاعِبُ الرُّوحُ فِيهَا
 عُمُـرَ الْوَرْدِ فِي رِيَاضِ الدَّلالِ

إِسْمُهَا (صَاف ٍ) شَفَّـنِي مُبْتَدَاهُ
  طِفْلَةٌ تَلْهُو عُمْرُهَا كَالْهِلاَلِ(2)

مَلَئَتْ مِنْ دَلَالِهَا الْقَلْبَ وَالرُّو 
  حَ وَ عَقْلاً مُعَجِّلَ الْآمَالِ

قَدْ تَحَلَّتْ بِهَا غَدَائِـرُهَا السُّو 
  دُ وَحَالَ الْجَمَالُ دُونَ الْجَمَالِ

وَهْيَ تَجْرِي بِالْبَيْتِ جَرْياً لَطِيفًا
 مِثْلَ نَبْضِ الْحَيَاةِ فِي السِّلْسَالِ (3)

أَلتِي تُنْبِتُ الْفُؤَادَ سُرُوراً
 وَ طَوَتْ أُمُّهَا بِلُـبِّ احْتِمَالِي

وَ الْهَوَى فِي يَدِ الْحَبِيبِ صَرِيحٌ  
  لَذَّةُ الْقَلْبِ ، عُدَّةٌ لِلْوِصَالِ

وَ كَثِيرٌ مِنَ الْحِسَـانِ التـَّوَقـِّي
  فَأَذَاعَتْهُ أَلْسُنُ الْعُذَّالِ

إِنـَّمَا يُحْفَظُ الْحنِينُ بِقَلْبِي  
  فِي شَغَافٍ مِنْ فَوْقِهِنَّ ظِلاَلِي(4)

وَ وَفَائِي إِرَادَةٌ قَدْرَ نَفْسِي  
  وَ الرِّضَى لاَ يَكُونُ دُونَ الْمَعَالِي

عَاذِلِي فِي الْغَرَامِ أَقْصِرْ لُجُوجاً
فَكِلَانَا فِي عِشْقِهِ فِي كَمَالِ

نَبْضُ قَلْبِي ، وَ بَسْمَتِي ، وَيَرَاعِي

كُنَّ عَوْناً لَنَا ، وَ رَسْمُ مَقَالِي

تَشْتَهِي النَّفْسُ فِي رِضَاهَا مَقَاماً
 لَمْ يَكُنْ دُونُهَا مِنَ الْحُبِّ سَالِ(5)

شَغَلَتـْنِي الْأَسْفَارُ عَنْهَا مَعَاشاً 
 وَ قِرَاعُ الْخُطُوبِ فِي الْجَوِ  عَال ِ

وَلَقَدْ كَانَ فِي الْفَضَاءِ وِصَالِي
  وَ لَعُمْر ٍ يَطُولُ فِي الْهَجْر ِ قَال ِ(6)

وَ حْدَهَا مَا تَزَحْزَحَتْ عَنْ يَمِينِي  
 وَ الثُّرَيَّـا قَدْ حُزْتُهَا بِالشِّمَال (7)

نَحْنُ قَوْمٌ نُسَابِقُ الشَّمْسَ حَتَّى

  تَحْسِبُ النُّورَ خِلْقَةً فِي تَوَال ِ(8)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العَذَلُ : اللوم ،وعَذَّله فاعْتَذَل وتَعَذَّلَ: لامَهُ فَقَبِلَ منه وأَعْتَبَ،  ومنه المثل المشهور ( سبق السيفُ العذلَ ) . 2- اسم بنت الشاعر : صفية . 3-  السلسال : الماء العذب الصافي القراح . 4- الشَغاف : وعاء القلب ، غشاء رقيق حوله . 5-  سال : مسلي . 6- قالٍ : ابن الأَعرابي: القَلا والقِلا والقَلاء المَقْلِيةُ. غيره: والقِلَى البغض، فإِن فتحت القاف مددت، تقول قَلاه يَقْلِيه قِلًى وقَلاء، ويَقْلاه لغة طيء؛ وأَنشد ثعلب: أيامَ أُمِّ الغَمْرِ لا نَقْلاها، ولو تَشاءُ قُبِّلَت عَيْناها فادِرُ عُصْمِ الهَضْب لو رآها، مَلاحةً وبَهْجةً، زهاها ، قال ابن بري: شاهد يَقْلِيه قول أَبي محمد الفقعسي: يَقْلِي الغَواني والغَواني تَقْليه وشاهد القَلاء في المصدر بالمد قول نُصَيْب: عَلَيكِ السَّلامُ لا مُلِلْتِ قَرِيبَةً، وما لَكِ عِنْدي، إِنْ نَأَيْتِ، قَلاءُ ابن سيده: قَلَيْتُه قِلًى وقَلاء ومَقْلِيةً أَبغضته وكَرِهْتُه غاية الكَراهة فتركته.7- الثريا : أو النجم كما يطلق عليها أحيانا وهي ستة كواكب متقاربة جدا ومها سابع خافت ، لايعرف مجموعة شاع ذكرها مثلها ونؤوها محمود وغزير ، يستمر 5 أو 7 ليال قال ذو الرمة مشيرا إلى غزارة أمطارها : مجلجل الرعد عرّاصا إذا ارتجزت* نوء الثريا به ، أو نثرة الأسد . 8- يقول الشاعر : نحن الطيارون نسابق الشمس ونسبقها لأن سرعة الطائرة أكبر ولهذا فإننا نرى النور دائما إذا كانت الطائرة تطير في اتجاه الشمس  ولا نرى الظلام فنحسبُ أنه هكذا خلق .


وَبَدَا الْجَدْيُ ذَابِلاً ، سَاكِنُ النـَّبـْ
  ض ِ ، عَلَيْهِ التـَّشْبِيهُ بـِالذُّبَّال ِ (1)

وَاسْتَعَارتْ مِنَ الْمَعَادِنِ نَجْماً

 بَاهِتاً . إِنَّ سِيبَـهُ لَسُؤَالِي (2)

لَيْسَ كُلُّ السُّرَاةِ أَدْرَى بـِفَحْوَا  
 هُ ، وَأَهْدَى مِنْهُ إِلَى التِّرْحَالِ (3)

وَ إِذَا لَمْ تَجِـدْ مِنَ النـَّوءِ كُفـْأً 
 بَشِّـرِ الْفَرْقَدَيْنِ بـِالْإِهْمَالِ  (4)

طرابلس الغرب  2008.03.29

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-  الجديُ : يقصد الشاعرالـجُدَيُ وهو نجم في الكرة الشمالية من السماء يقال له النجم القطبي وهو يبدو للرائي ثابتا في مكانه فيما تدور من حوله وعلى أبعادٍ متفاوته سائر النجوم هذا النجم الشمالي عرفه العرب باسم ( الجدي ) بضم الجيم وفتح الدال وتشديد الياء ، وهو غير الجدي بفتح الجيم وتسكين الدال أحد أبراج السماء ، ولكن من أجل الوزن  كما قال زهير ابن أبي سلمى: فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم * كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم . وأراد بأحمر عاد : أحمر ثمود وهو عاقر الناقة وأسمه قدار بن سالف وقال الأصمعي أخطاء زهير وقال المبرد ليس بغلط لأن ثمود يقال لها عاد الأخيرة ، والقول الصحيح ان زهير نظر الى الوزن فاستبدل ثمود بعاد فلم  تختل موسيقا البيت ، واتخذ العرب من الجُدي دليلا في أسفارهم حيثما كانو ا يعرفون به الجهات قال تعالى في سورة النحل الأية 66 (( وعلامات ، وبالنجم هم يهتدون )) فعن قتادة و مجاهد عن ابن عباس أنه قال سألت رسول الله (ص) عن النجم فقال : (( الجُدي علامة قبلتكم وبه تهتدون في بركم وبحركم )) . أ . هـ  ، الذبال : جمع ذبالة : أي الفتيلة . 2- واستعارت( الطائرة ) من المعادن نجما : أي الأقمار الصناعية فهي نجوم مصنوعة من المعادن ، باهت : لا نور له مثل النجوم الطبيعية ، السيب : العطاء ، إن سيبه لسؤالي : أي إن فائدة القمر الصناعي هي موضوع سؤالي . 3- السُراة : الذين يسيرون ليلاً ، أدرى بفحواه : أدرى بتركيبته الصناعية المعقدة ولكنهم يستفيدون منه اليوم أكثر من النجوم الطبيعية ، فلا يوجد أهدى منه في السفر رغم كوننا لانعرف محتوياته . 4- النوء : تعني سقوط نجم معين أي مغيبه وراء الأفق عند الفجر وطلوع أخر من المشرق حياله وفي الوقت نفسه ، الفرقدان : يلي الجدي في الأهمية وهما نجمان تابعان لكوكبة الدب الأصغر  وقريبان من النجم القطبي والذي يشكل نجمة بارزة من نجمات الكوكبة وهما من نجوم الأهتداء أيضا . أ .هـ من كتاب النجوم في الشعر العربي القديم للدكتور / يحي عبد الأمير شامي . ومعنى البيت الأخير : فإذا أنت أيها الرائي لم تجد في هذه النجوم التي تظهر وتختفي كفأ للأقمار الصناعية فبشرها بالإهمال وخاصة الفرقدين حيث كان العرب يهتديان بهما وأن الناس اليوم لا تهتم بحركتها .








ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....