الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

40 - محجُوبَةٌ

40 - مَـحْجُوبَةٌ

الطويل

رَسُولُ الْهَوَى قَدْ بِتُّ وَهْناً أُسَائِلُهُ
 فَأَبْدَى جَوَاباً يُشْبِهُ الْحَقَّ بَاطِلُهْ (1)

نَبُوحُ بِهَا أَحْلَامُنَا كُلَّمَا بَدَا
 خَيَالٌ عَزِيزٌ هَيَّجَتْهُ عَوَاذِلُهْ (2)

                                     وَذَا قَلَمِي ، مِنْ دُونِهِ الصُّبْحُ سَافِرٌ
لَعَلَّ بِهِ جُرْحاً تَفَلَّقَ فَائِلُهْ (3)

إِذَا مَا سَأَلْتُ النِّيلَ عَزَّ مَشَاعِرِي

 شُجُوناً ، وَ إِذْكَاراً ، وَ هَمّاً  أُطَاوِلُهْ

وَمَا يَفْتَرُ الْمَحْمُولُ يَطْـلُبُهَا لَنَا
 وَ حَاجِبُ  شَمْسِي بِالْعَشِيِّ  أَصَائِلُهْ

سَمِعْتُ عُقُودَ السِّحْرِ فِي كَلِمَاتِهَا
  تُقَطــِّعُ أَنْفَاسَ الْفُؤَادِ تُغَازِلُهْ

تُشَاطِرُنِي فِيهِ الْحَنِينَ كَأَنـَّمَا
 تَرَشـَّفْتُ فَاهَا فَاضْمَحَلَّتْ ثَمَائِلُهْ(4)

وَكَمْ مِنْ  يَدٍ لِلْوَصْلِ عِنْدِي حَمِيدَةٍ 
  إِنِ الْبَيْنُ  أَجْدَى فَيْضُهُ وَ جَدَاوِلُهْ (5)

وَ مَحْجُوبَـةٌ فِي الْقَلْبِ عَنْ كُلِّ نَاظِرٍ
 ثَوَتْ مَا ثَوَى بَيْنَ الْفُؤَادِ خَصَائِلُهْ (6)

كَأَنَّ  عُرَى الْوِجْدَانِ فِينَا تَعَلَّقَتْ 
  وَهَاجَ الْهَوَى مِنـِّي لِجَارٍ أُجَادِلُهْ

وَ مَازِلْتُ أَهْوَى الشَّـرْقَ حُورٌ مَكَاحِلُهْ
 فَأُنْسٌ غَوَانِيهِ ، وَ أُنْسٌ شَمَائِلُهْ  (7)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- وهن : آخر الليل ، 2- العاذل : الائم . 4- الثمائل : البقية من كل شيءأو الماء القليل يبقى في الحوض . 6- الخصائل جمع خصيلة وهي كل لحمة في عصبة . 7- حوراء : الحَوَرُ أَن يكون البياض محدقاً بالسواد كله وإِنما يكون هذا في البقر والظباء ثم يستعار للناس؛ وهذا إِنما حكاه أَبو عبيد في البَرَج غير أَنه لم يقل إِنما يكون في الظباء والبقر.
وقال الأَصمعي: لا أَدري ما الحَوَرُ في العين وقد حَوِرَ حَوَراً واحْوَرَّ، وهو أَحْوَرُ. والحوراء : بينة الحَوَرِ.  ، المكاحل : العيون  ، الغانية المرأة المستغنية بجمالها عن كل زينة ، الشمائل : الصفات الطيبة .


سَقَتْ بَلَدَ (السُّودَانِ) سَحاً وَ وَابِلاً
  وَ حَيْثُ انْتَهَتْ بِالشَاطِئَيْنِ  مَسَائِلُهْ (1)

بِلَادٌ إِذَا زَارَ الْكَرِيمُ  رِيَاضَـهَا
 تُنَـزِّلُ أَطــْرَافَ السَّـمَآءِ تُنَاوِلُهْ

إِلَى دَارِ عَبِسٍ صَبَّـحَتـْنَا رَكَائِبٌ

 تَعَلَّتْ ، إِلَى شَأْوٍ بَعِيدٍ تُنَاضِلُهْ (2)

وَفِي (كَـسَـلَا) لِلْعُرْبِ مِنْهُمْ قَبِيلَـةٌ

 وَ شَعْبٌ مِنَ الْوَادِي طِوَالٌ مَحَامِلُهْ (3)

نَزَلْتُ بِهِمْ ضَيْفاً عَلَى الشَّوْقِ  وَ الْبِلَى
 وَ مَا تُعْطَ مِنْ عَبْسٍ فَإِنـَّكَ قَابِلُهْ

لَهُمْ مِنَنٌ تُحْيِّ الْعِظــَامَ ، وَ سُؤْدُدٌ
  كَمَا فَضَلَتْ مِنْ كُلِّ شَعْبٍ قَبَائِلُهْ (4)

وَ إِنْ تَسْأَلُونِي أَيْنَ قَوْمِي فَإِنــَّهُمْ 
  إِلَى الْعُرْبِ مِنْ قَيِسَ بنِ عَيْلاَنَ بَاجِلُهْ (5)

وَإِنــِّي إِلَى أَعْلَى سُلَيْمٍ أَرُومَتِي
 كَفَانِي بِهَا فَخْراً تُعَدُّ فَوَاضِلُهْ (6)

غَطــَارِفَةٌ نَالُوا مِنَ الْمَجْدِ مَقْعَداً
  فَتَمَّ سَنَاهُ ، وَاسْتَقَرَّتْ مَنَاقِلُهْ (7)

تَنَزَّلَ مِنْ مَجْدِ الْعُرُوبَةِ بَاذِخاً
 وَخَيْرُ الَّذِي يُرْجَى مِنَ الْمَجْدِ شَاغِلُهْ(8)
الخُرطُوم 2008.04.14
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سقت : من المصدر سقياً تستخدم للدعاء بالخير والغيث الوفير  ، ومعنى البيت : اللهم أسقي بلد السودان وكل البلاد بين الشاطئين( شاطيء المحيط الأطلسي وشاطيء الخليج العربي) غيثا نافعاً .2- الشأو : المسافة البعيدة . 3-  كَسَلاَ :  كَسَلا مدينة تقع في شرق السودان على ارتفاع 496 متر فوق سطح البحر، وعلي بعد 480 كيلومتر من العاصمة الخرطوم. وهي عاصمة ولاية كسلا ، محامله : أي حمائل السيف واحده مِحمل ، يريد أنهم طوال عظام وشجعان  . 4- المنة : العطية ، السؤدد : الفضل، يقول الشاعر : أن قبيلة الرشايدة ( بني عبس) أفضل قبيلة في السودان مثلما  في كل بلاد لابد ان تتميز قبيلة ما على باقي القبائل . 5- قيس بن عيلان : قيس عيلان بن مضر بن عدنان تنسب أليه كل القبائل القيسية  ، باجله :  الباجل : عرق في الذراع ويعني أن قومي تمتد عروقهم إلى قيس عيلان . 6-  بني سليم : قبيلة عربية قيسية مشهورة ومنهم الخنساء ذات الصيت وتنسب قبيلة بني سليم إلى سُليم بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس عيلان بن مضر بن عدنان ، وقد أجمع علماء الأنساب إلى كون أغليبية  الشعب الليبي يتكون من بطون هذه القبيلة ، الأرومة : الأصل . 7- الغطريف : هو الشريف السخي الكثير الخير ، المناقل : القوائم . 8-  الباذخ : العالي .




ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....