الجمعة، 8 ديسمبر 2017

55 - الْعيْنُ تَكْفِينِي

الْعيْنُ تَكْفِينِي
المديد

كُنْتُ  فِي وَهْمٍ  وَفِي كَرَبِ  
لا َرَفِيقَ  الْوَجْدِ وَالْلَعِبِ
*
شَاقَ قَلْبِي مَنْظَرٌ  عَجَبٌ 
خَدَعَ الْأَحْلاَم بِالْحُجُبِ   (1)
*
مَا نَوىً إِلاَّ لَهُ سَبَبٌ 
يَلْطِمُ الْعَيْنَيْنِ بِالرِّيَبِ (2)
*
نَصِبٌ فِي الرُّوحِ يَحْرِقُنِي 
بَرْدُهُ وَصْلاً بِلاَ نَصَبِ  (3)
*
لِلَّتِي  مَازِلْتُ أَعْشِقُهَا 
وَهْيَ تَأْبَى فَوْرَةَ الطَّرَبِ  (4)
*
لَمْ  أَصِفْهَا بِالَّتِي كَرِهَتْ 
 قَدْ خَلَتْ مِنْ سَوْرَةِ الْكَذِبِ (5)
*
فَإِذَا مُجَّ الْهَوَى تَرَكَتْ  
 لِسِوَاهَا الْحُزْنَ بِالْهَرَبِ  (6)
*
وَتَعَايَا الْقَلبُ حِينَ صَبَتْ 
وَدَنَتْ رُوحِي وَلَمْ تَطِبِ  (7)
*
قُدَّ ذَاكَ  الْقَلْبُ مِنْ حَجَرٍ
مِنْ خِلاَفِ الْوَصْلِ وَالطَّلَبِ (8)
*
ثُمَّ قَالَتْ لَنْ يُكَلِّمَنَا 
 وَ كَفَاهُ الْعَيْنُ مِنْ عَتَبِ 
***
طرابلس الغرب 2009.09.16
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- شاق : الشين والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على انصداعٍ في الشيء، ثم يحمل عليه ويشتقُّ منه على معنى الاستعارة. تقول شقَقت الشيء أَشُقه شقَّا، إذا صدعتَه. الشَّوْقُ والاشْتياقُ: نِزاعُ النفس إلى الشيء، والجمع أَشْواقٌ، شاق إليه شَوْقاً وتَشَوَّق واشتاقَ اشْتياقاً.والشَّوْقُ: حركة الهوى. 2- النوى : البُعْد؛ قال الشاعر: عَدَتْهُ نِيَّةٌ عنها قَذوف. 3- النصِب : بكسر الصاد : المريضُ الوَجِـعُ؛ وقد نَصَبه المرض وأَنْصَبه. والنصب بفتحها : الإِعْياءُ من العَناءِ والتعبُ قال النابغة: كِليني لـهَمٍّ، يا أُمَيْمَةَ، ناصِبِ . 4- فورة ٌ : فار الشيء : جاش ، وفور الحرّ :شدته وفار غضبُه، إذا جاشَ.وممَّا قِيس على هذا قولُهم: فَعَله من فورهِ أي في بدء أمرِه، قبل أنْ يسكُن. 5- سورة :  سوْرة ُ الخمر ِ وغيرها وسُوَارُها: حِدَّتُها؛ قال أَبو ذؤيب: تَرى شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُمْ أُسارَى، إِذا ما مَارَ فِيهمْ سُؤَار وفي حديث صفة الجنة: أَخَذَهُ سُوَارُ فَرَحٍ؛ أَي دَبَّ فيه الفرح دبيب الشراب. وسوْرةُ السُّلْطان: سطوته واعتداؤه. 6- مُجّ : مَجَّ الشرابَ والشيءَ مِن فيه يَمُجُّه مَجّاً ومَجَّ به: رَماه؛ قال رَبيعةُ بن الجَحْدَرِ الهُذَليّ: وطَعْنةِ خَلْسٍ، قد طَعَنْتُ، مُرِشّةٍ يَمُجُّ بها عِرْقٌ، من الجَوْفِ، قالِسُ ، أَراد يَمُجُّ بدَمِها؛ وخصَّ بعضهم به الماءَ؛ قال الشاعر: ويَدْعُو بِبَرْدِ الماءِ، وهو بَلاؤُه، وإِنْ ما سَقَوْه الماءَ، مَجَّ وغَرْغَرا هذا يصف رجلاً به الكَلَبُ، والكَلِبُ إِذا نظر إِلى الماء تَخَيَّل له فيه ما يَكْرَهُه فلم يشربه.ومَجَّ بريقه يَمُجُّه إِذا لفَظَه. 7- صَبَتْ : الصَّبْوَة: جَهْلَة الفُتُوَّةِ واللَّهْوِ من الغَزَل، ومنه التَّصابي والصِّبا . 8- قُدّ : القَدُّ: الشقُّ طولاً. والقِدَّة: الطريقةُ والفِرقة من الناس، إذا كان هوَى كلِّ واحدٍ غيرَ هوى صاحِبِه. ثمَّ يستعيرون هذا فيقولون: اقتدَّ فلانٌ الأمورَ، إذا دَبَّرَها ومَيَّزها. وكأن الشاعر يقول : لو شققت قلبها طولا لوجدته من حجر ِ .


ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....