الطويل
سَقَتْنِي
عُيُونٌ مَا لَهُنَّ لِجَامُ
تَرَقْرَقُ فِي كَاسَاتِهَا فَتُرَامُ (1)
*
وَكُلُّ
فُؤَادٍ فِي يَدَيْهِ سِهَامُ
وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الْعُيُونِ ذِمَامُ (2)
*
وَمَا
بِاخْتِيَارِي عَبْرَةٌ قَدْ سَفَحْتُهَا
لِبَيْنٍ ، وَأُخْرَى لِلْغَرَامِ
مُدَامُ
(3)
*
تَوَهَّمَهَا
الأَصْحَابُ سَوْرَةَ مُدْنِفٍ
كَأَنِّي بِهِمْ فِيمَا ذَهَبْتُ حَرَامُ (4)
*
وَإِنَّي
أُغَالِي بِالْغَرَامِ تَوَقُّداً
وَمَا خِلْتُ أَنَّي لِلْحِسَانِ إِمَامُ
*
يُهَيِّجُ
لِي نُورُ الصَّبَاحِ مَحَبَّتِي
وَأَصْدَقُ صُبْحٍ فِي الْحَيَاةِ غَرَامُ
*
وَ
أَيْقَضَ أَشْوِاقِي مِرَاراً عَلَى الْقذَى
سُهَادٌ وَقَلْبٌ ذَابِلٌ وَ
هُيَامُ (5)
*
وَمَا
أَجْمَلَ الْأَسْفَارَ لَوْلاَ شُجُونُهَا
وَحَوْلِيَ بِالْخُرْدِ الْلِطَافِ
زِحَامُ (6)
*
وَأُغْرِي
فُؤَادِي بِالْغَوَانِي تَوَاصُلاً
وَ أَقْتَحِمُ الْآمَالَ وَهْيَ عِظَامُ
*
شَكَوْتُ
مِزِاجاً لِلْرَفِيقِ وَتِرْحَةً
وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ الْحَدِيثِ مَلَامُ (7)
*
وَمَرَّتْ
عَلَى جِسْمِي مَجَسَّةُ رُوحِهَا
وَحَرَّ عَلَى الْقَلْبِ الرَّهِينِ ضِرَامُ) 8)
*
وَكَمْ
أَحْيَتِ الْليْلَ الطَّوِيلَ صَبَابَةً
تُظِّلُّ وَتُرْوِي وَالْعِنَاقُ
كَلاَمُ
(9)
*
وَتُذْكِي
عَلَى الْأحْشَاءِ نَارُ (جَلِيلَةٍ )
وَتَحْمَرُّ مِنْ تِلْكَ الْخُدُودِ وِشَامُ (10)
*
لَقَدْ
لُفَّ فِي أَحْضَانِكِ الدَّفْءُ كُلُّهُ
فَصَلَّى لَهُ رُسْلُ الْوِصَالِ
وَقَامُوا
*
لَكِ الرُّوحُ هَبَّتْ فِي صَفَاءٍ وَرِقَةٍ
كَأَنَّ النُّجُومَ الْغُرَّ عَنْكِ نِيَامُ (11)
*
تَنَامُ
لَدَيْكِ الرُّوحُ حُباً وَفِتْنَةً
وَ أَحْلاَمُ رَبِّ الرُّوحِ لَيْسَ تَنَامُ
*
فَعُودِي
لِيَحْتَلَّ الْهَوَى مِنْ حَيَاتِنَا
وَيَرْحَلَ شَرٌّ حَلَّهَا وَظَلاَمُ
*
فَلَمْ
أَرَ مِثْلَيْنَا جَوىً وَتَشَوُّقاً
وَ عُنْوَانُهُ للِعَاشِقِينَ تَمَامُ (12)
***
باريس 2009.12.21
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – اللجام : لِجامُ الدابة: معروف،
وقال سيبويه: هو فارسي معرب، والجمع أَلْجِمة ولُجُم ولُجْم، وقد أَلَجم الفرس.
واللجامُ حبْلٌ أَو عصاً تُدْخَل في فم الدابة وتُلْزق إِلى
قفاه. 2- الذمام : الذَّمُّ: نقيض المدح. ذَمَّهُ
يَذُمُّهُ ذَمّاً ومَذَمَّةً، فهو مَذْمُومٌ وذَمٌّ. والذَّمامُ : والمَذَمَّةُ: الحق والحُرْمة، والجمع أَذِمَّةٌ.والذِّمَّة:
العهد والكَفالةُ، وجمعها ذِمامٌ.وفلان له ذِمَّة أَي حق.وفي حديث عليّ، كرم الله
وجهه: ذِمَّتي رَهِينُه وأَنا به زعيم أَي ضماني وعهدي رَهْنٌ في الوفاء به.
قال الأَخطل: فلا تَنْشُدُونا من أَخيكم ذِمامةً، ويُسْلِم
أَصْداءَ العَوِير كَفِيلُها . 3 – سفح : أَصل
الجبل؛ وقيل: هو الحضيض الأَسفل، والجمع سُفوح؛ والسُّفوحُ أَيضاً: الصخور اللينة
المتزلقة.و سفح الدمعُ أرسلهُ وسفحتُ : الماءَ:
هَرَقْتُه. 4 – السورة : سَوْرَةُ الخمرِ وغيرها
وسُوَارُها: حِدَّتُها؛ قال أَبو ذؤيب: تَرى شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُمْ
أُسارَى، إِذا ما مَارَ فِيهمْ سُؤَار وفي حديث صفة الجنة: أَخَذَهُ سُوَارُ
فَرَحٍ؛ أَي دَبَّ فيه الفرح دبيب الشراب. والسورةُفي
الشراب: تناول الشراب للرأْس، وقيل: سَوْرَةُ الخمر حُمَيّاً دبيبها في شاربها،
وسَوْرَةُ الشَّرَابِ وُثُوبُه في الرأْس، وكذلك سَوْرَةُ الحُمَةِ وُثُوبُها.وسَوْرَةُ
السُّلْطان: سطوته واعتداؤه.وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها ذكرت زينب
فقالت: كُلُّ خِلاَلِها محمودٌ ما خلا سَوْرَةً من غَرْبٍ أَي سَوْرَةً منْ
حِدَّةٍ؛ ومنه يقال لِلْمُعَرْبِدِ: سَوَّارٌ. المُدْنف: الدنف : المَرَضُ اللازِمُ المُخامِرُ، وقيل: هو المرض ما كان.
ورجلٌ دَنَفٌ ودَنِفٌ ومُدنِفٌ ومُدنَفٌ : براه المرضُ حتى
أَشْفى على الموت .5- القذى :(القاموس المحيط) ما يقعُ في العينِ وفي الشرابِ وما
هَراقَتِ الناقةُ به من ماءٍ ودمٍ قلبل الولدِ وبعدَه ، السُهاد : الليث :
السُّهدُ والسُّهادُ نقيضُ الرُّقاد ، قال الأعشى أرِقتُ وما هذا السّهاد
المُؤَرِقُ ، الجوهري : السُّهاد الأرقُ والسُّهدُ بضم السين والهاء : القليل من
النوم ِ،هيم (لسان العرب ) هامت الناقة تَهِيم : ذهبت على وجهها كهمتْ ،
وقيل هو مقلوب عنه والهُيامُ كالجنون وفي التهذيب كالجنون من العشق . 6–
الشجون : الهمّ والحُزْن، والجمع أَشْجانٌ وشُجُونٌ.
شَجِنَ، بالكسر، شَجَناً وشُجُوناً، فهو شاجِنٌ، وشَجُنَ وتشَجَّنَ، وشَجَنَه
الأَمرُ يَشْجُنُه شَجْناً وشُجُوناً وأَشْجَنهُ: أَحزنه؛ وقوله: يُوَدِّعُ
بالأَمرَاسِ كلَّ عَمَلَّسٍ، من المُطعِماتِ اللَّحْمَ غير الشَّواجِنِ إِنما يريد
أَنهن لا يُحْزِنَّ مُرْسِليها وأَصحابَها لخَيْبَتِها من الصيد بل يَصِدْنَه ما
شاء.وشَجَنتِ الحمامة تشْجُنُ شُجُوناً: ناحت وتَحَزَّنتْ. والشّجنُ : هَوَى
النَّفْس.والشّجنُ الحاجة، والجمع أَشْجان،الخرد :الخريدةُ : الخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود من النساء: البكر التي لم
تُمْسَسْ قط، وقيل: هي الحيية الطويلة السكوت الخافضة الصوت الخَفِرة المتسترة قد
جاوزت الإِعْصار ولم تَعنَس، والجمع خرائد وخُرُدٌ وخرَّدٌ الأَخيرة نادرة لأَن فعيلة لا تجمع على فُعَّل . 7 – الترح :
نقيض الفرح.وقد تَرِحَ تَرَحاً وتَتَرَّح وتَرَّحَه الأَمرُ
تَتْريحاً أَي أَحْزَنه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: شَمْطاء أَعْلى بَزِّها مُطَرَّحُ،
قد طالَ ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعَى؛ والاسم
التَّرحَةُ الأَزهري عن ثعلب؛ ابن الأَعرابي أَنشده:
يَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ، يَقُودُها هادٍ وعَيْنٌ تَلْمَحُ، قد طالَ
ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعى: وروى الأَزهري بإِسناده عن عليّ
بن أَبي طالب، قال: نهاني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن لباس القَسِّيِّ
المُتَرَّحِ، وأَن أَفترِشَ حِلْسَ دابتي الذي يلي ظهرها، وأَن لا أَضع حِلْسَ
دابتي على ظهرها حتى أَذكر اسم الله، فإِنَّ على كلِّ ذِرْوَةٍ شيطاناً، فإِذا ذكرتم
اسم الله ذهب.ويقال: عَقِيبَ كلِّ فَرْحةٍ تَرْحَةٌ؛ وفي الحديث: ما من فَرْحَة
إِلا ومعها تَرْحَةٌ.8 – المجسة : الجَسُّ:
اللَّمْسُ باليد.والمَجَسَّةُ: مَمَسَّةُ ما تَمَسُّ. ابن سيده: جَسَّه بيده
يَجُسُّه جَسّاً واجْتَسَّه أَي مَسَّه ولَمَسَه.والمَجَسَّةُ: الموضع الذي تقع
عليه يده إِذا جَسَّه.وجَسَّ الشخصَ بعينه: أَحَدَّ النظر إِليه ليَسْتَبِينَه
ويَسْتَثْبِتَه؛ قال: وفِتْيَةٍ كالذُّبابِ الطُّلْسِ قلت لهم: إِني أَرى شَبَحاً
قد زالَ أَوْ حالا فاعْصَوْصَبْوا ثم جَسُّوه بأَعْيُنِهم، ثم اخْتَفَوْه وقَرنُ
الشمس قد زالا اختفوه: أَظهروه. الضرام : الضَّرَمُ:
مَصْدَرُ ضَرِمَ ضَرَماً.وضَرِمَت النارُ وتَضَرَّمَتْ واضْطَرَمَت: اشْتَعَلَتْ
والْتَهَبَتْ، واضْطَرَمَ مَشِيبهُ كما قالوا اشْتَعَلَ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأنشد:
وفي الْفَتى، بَعْدَ المَشِيب المُضْطَرِمْ، مَنافِعٌ ومَلْبَسٌ لِمَنْ سَلِمْ وهو
على المثل.وأَضْرَمْتُ النارَ فاضْطَرَمَتْ وضَرَّمْتها فضَرِمَتْ وتَضرَّمَتْ:
شُدِّدَ للمبالغة؛ قال زهير: وتَضْرَ، إذا ضَرَّيْتُموها فَتضْرَم (* وصدر البيت:
متى تبعثوها ذميمةً). 9 – الصبابة : بالضم: بقية
الماء واللبن وغيرهما تبقى في الإِناء والسقاء؛ وبالفتحِ الشَّوْقُ؛ وقيل: رقته وحرارته.وقيل: رقة الهوى. صَبِبْتُ إِليه
صَبَابة، فأَنا صَبٌّ أَي عاشق مشتاق، والأُنثى صَبَّة. سيبويه: وزن صَبَّ فَعِل،
لأَنـَّك تقول: صَبِـبْتَ، بالكسر، يا رجل صَبابة، كما تقول: قَنِعْتَ قناعة.
10 – يُذكِي : ذَكَتِ النارُ تَذْكو ذُكُوّاً وذكاً، مقصور،
واسْتَذْكَتْ، كُلُّه: اشْتَدَّ لهَبُها واشْتَعلت . 11 - وفي الحديث: المؤمِنُ
غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ.
يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، وقد غَرِرْتُ تَغَرُّ
غَرارةً؛ يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ
وتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ ومنه حديث الجنة:
يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو
الشرِّ منقادون، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده ونَبَذَ
أُمور الدنيا فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من الذم؛ وقول طرفة:
أَبا مُنْذِرٍ، كانت غُروراً صَحِيفتي، ولم أُعْطِكم، في الطَّوْعِ، مالي ولا
عِرْضِي إِنما أَراد: ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك. قاله ابن سيده قال: لأَن
الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً. 12 - الجوى : هَوًى باطِنٌ،
والحُزْنُ، والماءُ المُنْتِنُ، والحُرْقَةُ، وشِدَّةُ الوَجْدِ، والسُّـِلُّ،
وتَطاوُلُ المَرَضِ، وداءٌ في الصَّدْرِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق