السبت، 9 ديسمبر 2017

64 - رِسَالَةُ حُبٍّ

 رِسَالَةُ حُبٍّ

البسيط


كَمْ فِي الرَّسَائِلِ مِنْ بَثٍ وَأَشْوَاقِ 
 كَتَبْتُ فِيهَا سَلَاماً بَعْدَ إِطْرَاقِ
*
أَخُطُّهَا وَبَقَايَا الْفَجْرِ تَسْتُرُنِي 
يَا وَيْحَ نَفْسِي وَنَأْيِي قَائِمٌ بَاقِ
*
وَلَمْ يَكُنْ مَسَّنِي مِنْ قَوْلِهَا أَلَمٌ 
صِدْقُ السَّرِيرَةِ مِنْ قَلْبِي وَأَعْمَاقِي
*
فَكُلَّمَا تُهْتُ شَدَّتْنِي مَكَارِمُهَا 
حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيْهَا بَعْدَ إِرْهَاقِ
*
إِنْ تَسْحَبِ الْقَلْبَ ! يَعْرَى مِنْ مَحَاسِنِهِ 
وَغَيْرُ نَاظِرَةٍ فِي سُوءِ أَخْلاَقِي
*
كَالطَّيْفِ لاَ يَسْلِبُ الْأَحْلاَمَ رَوْعَتُهَا 
فَهَلْ أَكُونُ مُحِبّاً غَيْرَ مِغْدَاقِ؟ (1)
*
فَابْتَعْتُ وَالْحُبُّ فِي عَلْيَاءِ ذُرْوَتِهِ 
بَاقَاتِ وَرْدٍ لِكَسْبِ الْقَلْبِ وَ السَّاقِ (2)
*
فَكَانَ آخِرُ عَهْدِ الرَّاحِ حِينَ رَمَتْ 
بِالْوَرْدِ ، أَوَّلَ عَهْدِ الرُّوحِ بِالرَّاقِي
*
مَالِي وَلِلْوَرْدِ إِذْ تَرْمِينَهُ جَزَعاً 
وَقَدْ أَسَرَّ الْهَدَايَا بَيْنَ عُشَّاقِ
*
فَصَارَ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتَعْذَبْتُ مَنْقَصةً 
جَدِيدَةً رَابَهَا بِالْقَلْبِ إِمْلَاقِي (3)
*
أَمَا تَرَيْنَ إِذَا تَظْمَا حَدَائِقُهُ 
بِرِاحَتَيْكِ ؟ فَلاَ يَرْوَى بِرَقْرَاقِي (4)
*
يَكْفِيكِ أَنَّي أَسُوقُ الْلَيْلَ فِي عَجَلٍ 
 وَهَمْسُ قَلْبِي عَلَى الْأَقْلاَمِ طَرَّاقِ
*
وَلَيْسَ فِي الْوَرْدِ إِلاَّ مَا حَبِيتِ بِهِ 
فَلَنْ أُعَنِّفَ نَفْسِي بَعْدَ إِخْفَاقِي
*
ظَلَلْتُ وَسْطَ بُنَيَّاتِي نُنَسِّقُهُ 
فَمَا جَرَى دَمْعُ عَيْنَيْهَا بِمُهْرَاقِ (5)
*
أَقْبَلْنَ يَحْمِلْنَ أَحْلَاماً مُبَعْثَرَةً 
أَثَرْنَ بِالصَّمْتِ عَنْهَا صَمْتَ أَحْدَاقِي
*
فَهَلْ يُشِينُكِ وَرْدٌ كُنْتُ أَحْمِلَهُ 
وَأَنْتِ وَرْدٌ عَلَى سَرْوٍ وَ طُبَّاقِ ؟ (6)
*
أَنَا الِّذِي جَاوَرَ الْجَوْزَاءَ مَجْلِسُهُ
وَ أَنْثَنِي وَرِدَاءُ الصُّبْحِ أَوْرَاقِي (7)
*
حُبَّي تَجَدَّدَ بِالْأَسْفَارِ رَيَّقَهُ 
كَذَاكَ إِنَّ الْهَوَى جَوَّابُ آفَاقِ (8)
*
تِلْكَ السُّطُورُ الْتِي كَانَتْ مُنّمَّقَةً 
خَبَّأْنَ بَيْنَ نُدُوبِ الرُّوحِ أَشْوَاقِي (9)
*
إِنَّ الْقَصَائِدَ أَوْلَى مِنْ مُكَاتَبَةٍ 
تُرْبِي عَلَى الْقَلْبِ مِنْ رَقٍ وَ مِيثَاقِ (10)
*
وَ فِي الْخِتَامِ وَتَحْدِيقاً بِأَسْطُرِهَا 
قَبَّلْتُ كَفِّي عَلَى شَوقٍ وَإِشْفَاقِ

****
2010.07.11 طرابلس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-مغداق :الغدق : المطر الكثير العامّ، وقد غَيْدَقَ المطرُ: كثر؛ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي.و أَيضاً: الماء الكثير وإِن لم يكُ مطراً. وأغدق المطر يُغدِقُ إغداقاً فهو مُغْدِقُ ، والغَيْداقُ: الكريم الجواد الواسع الخلق الكثير العطية، وقيل: هو الكثير الواسع من كل شيء، وإِنه لغَيْداق الجري والعَدْوِ؛ قال تأَبَّط شرّاً: حتى نجَوْتُ، ولمّا يَنزِعُوا سَلَبي، بوالهٍ من قَنِيصِ الشَّدِّ غَيْداقِ وشدّ غَيْداق: وهو الحُضْر الشديد. 2- الذروة : ذِرْوَةُ كلِّ وذِرْوة السَّنامِ والرأْسِ: أَشْرَفُهُما. 3 – منقصةٌ جديدةٌ : يقصد ما قاله في قصيدة (( قل للورود )) ، الإملاقُ : الإمْلاق: الافْتِقار. قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق. وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أَمْلَقٌ من المال أَي فقير منه قد نَفِد ماله. ويقالُ تملَّقَهُ وتمَلَّقَ له تَمَلُّقاً وتِملاقاً أي تودَّد إليه وتلطَّف له. قال الشاعر:  ثلاثةُ أحبابٍ فحُـبُّ عَـلاقةٍ *وحُبُّ تِمِلاَّق وحُبٌّ هو القتلُ . 4 – رقراقٌ : السحاب: ما ذهَب منه وجاء.   والرَّقراقُ تَرْقْرُق السَّراب. وكل شيء له بَصيص وتلأْلُؤ، فهو رَقْراق ،قال العجاج: ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِ رَقْرقان: ما تَرَقْرَق من السراب أَي تحرَّك، والمَسْجُور ههنا: المُوقد من شدَّة الحَرّ. وتَرَقرَقَ: جرَى جَرْياً سَهلاً.وترَقْرق الشيءُ:تلأْلأ أَي جاء وذهبَ.ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب، وكذلك الدَّمعُ إِذا دار في الحِملاق. وترَقْرقَت عينه: دَمَعت، ورَقْرَقَها هو.و رقراقُ الدمع: ما ترَقْرقَ منه؛ قال الشاعر: فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ، سَريعٍ برقراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها ورَقْرقَ الخمرَ: مَزَجَها.وتَرْقِيقُ الكلام: تحسينه. 5- مُهراقٌ : الأَزهري: هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهراقٌ ، ومُهْراقٌ : صَبَّهُ، وأصْلُه: أراقَهُ يُريقُه إراقَةً، وأصْلُ أراقَ: أرْيَقَ، وأصْلُ يُريقُ: يُرْيِقُ، وأصْلُ يُرْيِقُ: يُؤَرْيِقُ، وقالوا: أُهَرِيقُه، ولم يقولوا: أُأَرِيقُه، لاسْتِثْقالِ الهمزتين، وزِنَةُ يُهَرِيقُ، بفتح الهاءِ: يُهَفْعِلُ. 6 – السّرْوُ : شجرٌ ، الواحدةُ سَرْوَةٌ ، والسَّرْوُ سخاءٌ في مروءةٍ  ، قال الشاعر : وابنُ السَرِيِّ إذا سَرى أَسْراهُما  *  وتَرى السَرِيَّ من الرجال بنَفْسه ، الطُبَّاقُ : شجر نحو القامة ينبت متجاوراً لا يكاد يُرَى منه واحدة منفردة، وله ورق طوال دقاق خضر تَتَلَزَّجُ إِذا غُمِزَ، وله نَوْرٌ أَصفر مجتمع؛ قال تأَبط شرّاً: كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاًّ قَوَادِمُهُ، أَو أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطباقِ وروي عن محمد بن الحنفية أَنه وَصَفَ مَنْ يَلي الأَمر بعد السفياني فقال: يكون بين شَثّ وطُبَّاقٍ ، والشتُ شجرٌ معروف في الحجاز . والمعنى : يقول الشاعر كيف تُشينُكِ ورودي وأنتِ  المرأة السخية والجميلة مثل نوار الطباق . 7 – الجوزاء : ، الجوزاء : من أبرز الكوكبات وألمعها في السماء ، خلال ليالي الشتاء هي : الجوزاء ويقال لها الجبار بحيث أنك لو جمعت بين نجوم هذه المجموعة الضخمة بخطوط وهمية ، لتمثل لك فارس جبار عملاق ، ممتشق الحسام فيه نجوم أربعة لامعة جداً ، تشكل شبه مستطيل كبير ، وهي زوايا الجوزاء . وفي داخله ثلاثة أخر في خط مستيقم ، تحدد نطاق الجبار أو حزامه . وتخيلوا له قدمين ومرفقين ، وكتفين ويدين . ومعظم نجوم الجوزاء من القدر الأول في الحجم والإنارة ، بحيث يمكن رؤيتها ومتابعتها حتى وقت متأخر من الليل ، يمتد إلى ما بعد عمود الفجر بكثير ، وذلك حينما تكون معظم نجوم السماء آخذة في الإنطماس أ . هـ من كتاب النجوم في الشعر العربي القديم د/ يحي عبد الأمير شامي  . وسميت الجوزاء لأنها تعترض في جوز السماء ( جوز الشيء معظمه ) يقول الشاعر: مجلسي دائما في الأجواء بالقرب من الجوزاء وأعود إلى بيتي مع بياض الصبح الذي جعلته أوراقي التي أكتب عليها أشعاري. 8 – رَيِّقُ : ريِّقُ كل شيء أَفضلهُ وأَوَّله، تقول :ريِّق الشباب و ريِّقُ المطرِ . 9 – المنمق : نَمَق الكتاب يَنْمُقُه ، بالضم نَمْقاً كتبه ونَمَّقَهُ : حسَّنه وجَوَّدَهُ . وثوبٌ منمَّقٌ : منقوش ، النمق الكتاب الذي يكتب فيه . 10- يقول الشاعر : إن كتابة قصيدة أفضل من كل قول  أو ميثاق يطل على القلب من ورقة مكتوبة







ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....