رِسَالَةُ حُبٍّ
البسيط
كَمْ فِي
الرَّسَائِلِ مِنْ بَثٍ وَأَشْوَاقِ
كَتَبْتُ فِيهَا سَلَاماً بَعْدَ إِطْرَاقِ
*
أَخُطُّهَا
وَبَقَايَا الْفَجْرِ تَسْتُرُنِي
يَا وَيْحَ نَفْسِي وَنَأْيِي قَائِمٌ بَاقِ
*
وَلَمْ
يَكُنْ مَسَّنِي مِنْ قَوْلِهَا أَلَمٌ
صِدْقُ السَّرِيرَةِ مِنْ قَلْبِي
وَأَعْمَاقِي
*
فَكُلَّمَا
تُهْتُ شَدَّتْنِي مَكَارِمُهَا
حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيْهَا بَعْدَ إِرْهَاقِ
*
إِنْ
تَسْحَبِ الْقَلْبَ ! يَعْرَى مِنْ مَحَاسِنِهِ
وَغَيْرُ نَاظِرَةٍ فِي سُوءِ
أَخْلاَقِي
*
كَالطَّيْفِ
لاَ يَسْلِبُ الْأَحْلاَمَ رَوْعَتُهَا
فَهَلْ أَكُونُ مُحِبّاً غَيْرَ
مِغْدَاقِ؟ (1)
*
فَابْتَعْتُ
وَالْحُبُّ فِي عَلْيَاءِ ذُرْوَتِهِ
بَاقَاتِ وَرْدٍ لِكَسْبِ الْقَلْبِ وَ
السَّاقِ (2)
*
فَكَانَ
آخِرُ عَهْدِ الرَّاحِ حِينَ رَمَتْ
بِالْوَرْدِ ، أَوَّلَ عَهْدِ الرُّوحِ
بِالرَّاقِي
*
مَالِي
وَلِلْوَرْدِ إِذْ تَرْمِينَهُ جَزَعاً
وَقَدْ أَسَرَّ الْهَدَايَا بَيْنَ
عُشَّاقِ
*
فَصَارَ مِنْ
بَعْدِ مَا اسْتَعْذَبْتُ مَنْقَصةً
جَدِيدَةً رَابَهَا بِالْقَلْبِ إِمْلَاقِي (3)
*
أَمَا تَرَيْنَ
إِذَا تَظْمَا حَدَائِقُهُ
بِرِاحَتَيْكِ ؟ فَلاَ يَرْوَى بِرَقْرَاقِي (4)
*
يَكْفِيكِ
أَنَّي أَسُوقُ الْلَيْلَ فِي عَجَلٍ
وَهَمْسُ قَلْبِي عَلَى الْأَقْلاَمِ
طَرَّاقِ
*
وَلَيْسَ فِي
الْوَرْدِ إِلاَّ مَا حَبِيتِ بِهِ
فَلَنْ أُعَنِّفَ نَفْسِي بَعْدَ إِخْفَاقِي
*
ظَلَلْتُ
وَسْطَ بُنَيَّاتِي نُنَسِّقُهُ
فَمَا جَرَى دَمْعُ عَيْنَيْهَا بِمُهْرَاقِ (5)
*
أَقْبَلْنَ
يَحْمِلْنَ أَحْلَاماً مُبَعْثَرَةً
أَثَرْنَ بِالصَّمْتِ عَنْهَا صَمْتَ
أَحْدَاقِي
*
فَهَلْ
يُشِينُكِ وَرْدٌ كُنْتُ أَحْمِلَهُ
وَأَنْتِ وَرْدٌ عَلَى سَرْوٍ وَ طُبَّاقِ ؟
(6)
*
أَنَا
الِّذِي جَاوَرَ الْجَوْزَاءَ مَجْلِسُهُ
وَ أَنْثَنِي وَرِدَاءُ الصُّبْحِ
أَوْرَاقِي (7)
*
حُبَّي
تَجَدَّدَ بِالْأَسْفَارِ رَيَّقَهُ
كَذَاكَ إِنَّ الْهَوَى جَوَّابُ آفَاقِ (8)
*
تِلْكَ
السُّطُورُ الْتِي كَانَتْ مُنّمَّقَةً
خَبَّأْنَ بَيْنَ نُدُوبِ الرُّوحِ
أَشْوَاقِي (9)
*
إِنَّ
الْقَصَائِدَ أَوْلَى مِنْ مُكَاتَبَةٍ
تُرْبِي عَلَى الْقَلْبِ مِنْ رَقٍ وَ
مِيثَاقِ (10)
*
وَ فِي الْخِتَامِ
وَتَحْدِيقاً بِأَسْطُرِهَا
قَبَّلْتُ كَفِّي عَلَى شَوقٍ وَإِشْفَاقِ
****
2010.07.11
طرابلس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-مغداق :الغدق : المطر الكثير العامّ، وقد غَيْدَقَ
المطرُ: كثر؛ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي.و أَيضاً: الماء الكثير وإِن لم يكُ مطراً. وأغدق المطر يُغدِقُ إغداقاً فهو مُغْدِقُ ،
والغَيْداقُ: الكريم الجواد الواسع
الخلق الكثير العطية، وقيل: هو الكثير الواسع من كل شيء، وإِنه لغَيْداق الجري
والعَدْوِ؛ قال تأَبَّط شرّاً: حتى نجَوْتُ، ولمّا يَنزِعُوا سَلَبي، بوالهٍ من
قَنِيصِ الشَّدِّ غَيْداقِ وشدّ غَيْداق: وهو الحُضْر الشديد.
2- الذروة : ذِرْوَةُ كلِّ وذِرْوة السَّنامِ والرأْسِ: أَشْرَفُهُما. 3 – منقصةٌ جديدةٌ : يقصد ما قاله في قصيدة
(( قل للورود )) ، الإملاقُ : الإمْلاق:
الافْتِقار. قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق. وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أَمْلَقٌ من المال
أَي فقير منه قد نَفِد ماله. ويقالُ
تملَّقَهُ وتمَلَّقَ له تَمَلُّقاً وتِملاقاً أي تودَّد إليه وتلطَّف له. قال الشاعر: ثلاثةُ أحبابٍ فحُـبُّ عَـلاقةٍ
*وحُبُّ تِمِلاَّق وحُبٌّ هو القتلُ
.
4 – رقراقٌ : السحاب: ما
ذهَب منه وجاء. والرَّقراقُ
تَرْقْرُق السَّراب. وكل شيء له بَصيص وتلأْلُؤ، فهو رَقْراق ،قال العجاج: ونَسَجَتْ لَوامِعُ
الحَرُورِ بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِ رَقْرقان: ما تَرَقْرَق من السراب أَي
تحرَّك، والمَسْجُور ههنا: المُوقد من شدَّة الحَرّ. وتَرَقرَقَ: جرَى جَرْياً سَهلاً.وترَقْرق الشيءُ:تلأْلأ أَي جاء وذهبَ.ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب، وكذلك الدَّمعُ إِذا
دار في الحِملاق. وترَقْرقَت عينه: دَمَعت، ورَقْرَقَها هو.و رقراقُ الدمع: ما ترَقْرقَ منه؛ قال الشاعر:
فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ، سَريعٍ برقراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها ورَقْرقَ
الخمرَ: مَزَجَها.وتَرْقِيقُ الكلام: تحسينه.
5- مُهراقٌ : الأَزهري: هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهراقٌ ،
ومُهْراقٌ : صَبَّهُ، وأصْلُه: أراقَهُ يُريقُه إراقَةً، وأصْلُ أراقَ: أرْيَقَ،
وأصْلُ يُريقُ: يُرْيِقُ، وأصْلُ يُرْيِقُ: يُؤَرْيِقُ، وقالوا: أُهَرِيقُه، ولم
يقولوا: أُأَرِيقُه، لاسْتِثْقالِ الهمزتين، وزِنَةُ يُهَرِيقُ، بفتح الهاءِ:
يُهَفْعِلُ. 6 – السّرْوُ : شجرٌ ، الواحدةُ سَرْوَةٌ ، والسَّرْوُ سخاءٌ
في مروءةٍ ، قال الشاعر : وابنُ السَرِيِّ إذا سَرى
أَسْراهُما * وتَرى السَرِيَّ من الرجال بنَفْسه ،
الطُبَّاقُ : شجر نحو
القامة ينبت متجاوراً لا يكاد يُرَى منه واحدة منفردة، وله ورق طوال دقاق خضر
تَتَلَزَّجُ إِذا غُمِزَ، وله نَوْرٌ أَصفر مجتمع؛ قال تأَبط شرّاً: كأَنما
حَثْحَثُوا حُصّاًّ قَوَادِمُهُ، أَو أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطباقِ وروي عن محمد بن الحنفية أَنه وَصَفَ
مَنْ يَلي الأَمر بعد السفياني فقال: يكون بين شَثّ وطُبَّاقٍ ، والشتُ شجرٌ معروف
في الحجاز . والمعنى : يقول الشاعر كيف تُشينُكِ ورودي وأنتِ المرأة السخية والجميلة مثل نوار الطباق . 7 –
الجوزاء : ، الجوزاء : من أبرز الكوكبات وألمعها في السماء ، خلال ليالي الشتاء هي
: الجوزاء ويقال لها الجبار بحيث أنك لو جمعت بين نجوم هذه المجموعة الضخمة بخطوط
وهمية ، لتمثل لك فارس جبار عملاق ، ممتشق الحسام فيه نجوم أربعة لامعة جداً ،
تشكل شبه مستطيل كبير ، وهي زوايا الجوزاء . وفي داخله ثلاثة أخر في خط مستيقم ،
تحدد نطاق الجبار أو حزامه . وتخيلوا له قدمين ومرفقين ، وكتفين ويدين . ومعظم
نجوم الجوزاء من القدر الأول في الحجم والإنارة ، بحيث يمكن رؤيتها ومتابعتها حتى
وقت متأخر من الليل ، يمتد إلى ما بعد عمود الفجر بكثير ، وذلك حينما تكون معظم
نجوم السماء آخذة في الإنطماس أ . هـ من كتاب النجوم في الشعر العربي القديم د/
يحي عبد الأمير شامي . وسميت الجوزاء
لأنها تعترض في جوز السماء ( جوز الشيء معظمه ) يقول الشاعر: مجلسي دائما في
الأجواء بالقرب من الجوزاء وأعود إلى بيتي مع بياض الصبح الذي جعلته أوراقي التي
أكتب عليها أشعاري. 8 – رَيِّقُ : ريِّقُ كل شيء أَفضلهُ وأَوَّله، تقول :ريِّق الشباب و ريِّقُ المطرِ . 9 –
المنمق : نَمَق الكتاب يَنْمُقُه ، بالضم نَمْقاً كتبه ونَمَّقَهُ : حسَّنه
وجَوَّدَهُ . وثوبٌ منمَّقٌ : منقوش ، النمق الكتاب الذي يكتب فيه . 10- يقول الشاعر : إن كتابة
قصيدة أفضل من كل قول أو ميثاق يطل على
القلب من ورقة مكتوبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق