الاثنين، 11 ديسمبر 2017

69 - لَيْلَةُ عِيدٍ

34 - لَيْلَةُ عِيدٍ

الطويل




تَحَامَاهُ أَطْرَافُ النَّهَارِ بِإِجْلَالِ 
 وَ حُسْنُ الْلَيَالِي فِي مَوَاكِبِ قُفَّالِ (1)

تَجَاذَبْنَهُ الْآصَالُ حَتَى خَضَبْنَهُ 
 بِعِيدَيْنِ ، بَيْنَ الْفِطْرِ وَالْمَوْعِدُ التَّالِي (2)

يَرِفُّ عَلَى الصُّيَّامِ لُأْلَاءُ أُنْسِهِ 
 مُمِراً عَلَى الْأَيَّامِ حَالاً عَلَى حَالِ (3)

سَلَامٌ عَلَى الْآصَالِ هَلَّ هِلَالُهَا 
 فَذَلِكَ عَامٌ فِي تَمَامٍ وَ إِكْمَالِ


تَبَاهَى سُكُونُ الْعِيدِ فِي نَظَرَاتِهَا 
 وَمَنْ عَاقَرَ الْأَحَاظَ حَسَّ بِأَحْوَالِي (4)

نَظَرْنَ فَأَحْسَنَّ الْلِقَاءَ مُدَامَةً 
 يَطُفْنَ بِأَنْحَاءِ الْفُؤَادِ بِتِسْهَالِ (5)

عَلِيمٌ بِتَصْرِيفِ الْحِسَانِ وَ إِنَّنِي 
 أُعَانِي صُرُوفَ الْحُبِّ مِنْ بَعْدَ إِهْمَالِي

وَلَيْلاً تَوَسَّدْنَا الصَّبَابَةَ بَيْنَنَا 
 وَقَدْ خَنَسَتْ مِنْهُ كَوَاكِبُ مِكْسَالِ (6)

وَ لَمَّا تَدَانَيْنَا وَغَارتْ هُمُومُنَا 
 دَعَتْنِي بِقَلْبٍ ذَي تَبَارِيحَ مَيَّالِ (7)

فَبُحْتُ بِمَا اسْتَوْدَعْتُ وِرْداً مُضَاعَفاً 
 وَبَاحَتْ بِسِرٍّ مِنْ حَدِيثٍ وَ تِسْأَلِ (8)

وَحِينَ تَقَارَعْنَا كُؤُوسَ وِصَالَنَا 
 شَرِبْنَا عَلَى نَخْبِ الْغَرَامِ بِإِمْهَالِ (9)

سَتَرْنَا عَلَى الْأنْظَارِ أَنْـعَمَ لَيْلَةٍ 
 لِنَنْشُرَ فِي الْأَشْوَاقِ مَا سَاءَ عُذَّالِي (10)

سُوَيْعَاتُ عِيدِي لَنْ تَعُودَ بِجَفْوَةٍ 
لأَنَّ الْهَوى يُحْيِي وَلَيْسَ بِقَتَّالِ

وَمَا رَاعَنَا إِلْاَّ الصَّبَاحُ وَقَدْ جَلَى 
 بِسُقْمٍ لأَبْدَانٍ وَ يُسْرٍ لآمَالِي (11)

تُسَاقُ أَفَانِينُ السُّرُورِ حَمِيمَةً 
 إِلَيْكِ ، وَ يَنْقَادُ الْغَرَامُ لِأَمْثَالِي (12)

هَنِيئاً لَنَا الْعِيدُ الَّذِي كَانَ يُرْتَجَي 
 نَشَاوَى الْتَقَيْنَا فِي مَحَارِيبِ عُقَّالِ (13)

***
طرابلس الغرب 2010.09.08
29 رمضان 1431 ه



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-       تحامى : حَمَى : الشيءَ يَحْمِيه حَمْياً وحِمايَةً، بالكسر، ومَحْمِيَةً: مَنَعَهُ. فاحْتَمى وتَحَمَّى : مَحْمِيٌ ، وتَحاماهُ الناسُ: تَوَقَّوْهُ، واجْتَنَبُوهُ. ( مقاييس اللغة ). قُفَّالٌ : القَفْلُ : القُفُول: الرُّجوع من السفر، وقيل: القُفُول رجوع الجُنْد بعد الغَزْوِ، واشتق اسم القافلة من ذلك لأنها ترجع إليهم . 2- خَضَبَ :الخِضَابُ ما يُخْضَبُ به ، مِن حِنَّاءٍ، وكَتَمٍ ونحوه.وفي الصحاحِ: الخِضابُ ما يُخْتَضَبُ به. قال الأَعشى: أَرَى رَجُلاً، منكم، أَسِيفاً، كأَنما * يَضُمُّ، إِلى كَشْحَيْهِ، كفّاً مُخَضَّبا ويقصدُ الشاعر بالعيدين : عيدُ الفطر وعيد زواجهما حيث توافقا في يوم كتابة القصيدة. 3 – لأْلاءُ : تلألاء النجمُ والقَمرُ والنارُ والبَرقُ، ولألاء : أَضاءَ ولَمع.وقيل هو: اضْطَرَب بَرِيقُه. وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: يتلألأُ وجهه تلألُؤَ القمر أَي يَسْتَنِير ويُشْرِقُ، مأْخوذ من اللؤْلؤِ . 4- عاقر : عاقَرَ الشيءَ مُعاقرةً وعِقاراً: لَزِمَه. وفي الحديث: لا يدخل الجنةَ مُعاقر خَمْرٍ؛ هو الذي يُدْمِنُ شربها، الألحاظُ : لَحَظَ إليهِ إِليه: نظره بمؤخِرِ عينِه من أَيّ جانبيه كان، يميناً أَو شمالاً، وهو أَشدّ التفاتاً من الشزْر؛ واللَحاظُ بالفتح: مؤْخِر العين. ( الصحاح في اللغة ) . 5 – مُدَامةً : المُدام : المطر الدائم والخمرُ . 6 – خَنَسَ : الخُنُوسُ الإنقِباضُ ،وفي الحديث: الشيطان يُوَسْوِسُ إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انقبض منه وتأَخر. قال الأَزهري: وكذا قال الفراء في قوله تعالى: من شر الوسواس الخناس؛ قال: إِبليس يوسوس في صدور الناس، فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ . 7 – تباريح : بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً: زال.والبَراحُ: مصدر قولك بَرِحَ مكانَه أَي زال عنه وصار في البَراحِ. والبَراحُ: الظهور والبيان. والبَرْحُ:الشرُوالعذاب الشديد.وبرَّحَ به: عذبه. والتباريحُ الشدائد،وقيل: هي كُلَفُ المعيشة في مشقة. وتباريح الشَّوْق: تَوَهُّجُه. وقال حفصّ الأمويّ: أشحْطة ما يزالُ مفجوها  *  يبدْي  تباريحْ كنتَ تخْبوها . وهذا الأمر أبْرَحُ عليَّ مِن ذَاكَ، أي أشق. قال ذو الرُّمة: أنيناً وشَكْوَى بالنّهارِ كَثيرةً  *  عَلَيَّ وما يأتي به الليلُ أَبْرَحُ ( العباب الزاخر  ) .8- الوِرْدُ : من أَسماءِ الحُمَّى، وقيل: هو يَوْمُها. الأَصمعي: الوِرْدُ يوم الحُمَّى إِذا أَخذت صاحبها لوقت، وقد وَرَدَتْه الحُمَّى، فهو مَوْرُودٌ؛ والوِرد وُوردُ القوم الماء والماء الذي يورد  والعطشُ ، ولها معانٍ كثيرة أنظر اللسان ، والوِرْدُ النصيب من القرآن؛ يقول: قرأْتُ وِرْدِي. والمعنى يقول الشاعر أنه قال لها أضاعف الكلام الذي كان يقوله لها كل يوم فهو كالوِردِ . 9 – النخْبُ : انْتَخَبَ الشيءَ: اختارَه. 10 – عُذَّالِي : العَذْلُ : اللومُ ،ورجُلٌ عَذَّالٌ وامرأَة عَذَّالةٌ: كثيرة العذْلِ وفي المثل: أَنا عُذَله وأَخي خُذَله، وكلانا ليس بابْنِ أَمَه؛ وسبقَ السيفُ العَذَلُ . يضرب لما قد فات، وأَصل ذلك أَن الحرث بن ظالم ضَرَب رجُلاً فَقَتَله، فأُخْبر بعُذْره فقال: سَبَق السَّيْفُ العَذَلُ . 11- رَاعَ : يَريعُ: نَما، وزادَ، وَرَجَعَ، ( القاموس المحيط ) ، وراعَى أَمرهَ : حفِظَه وترقَّبَهُ وراعيْته لاحَظته. فُلان يُراعي  أَمرَ فُلانٍ أَي ينظر إلى ما يصير إليه أَمره. وفي الحديث: كُلُّكُمْ راعٍ وكلُّكُم مسؤول عن رعيَّتهِ أَي حافِظٌ مؤْتَمَنٌ. 12 – أفانين : الأفانينُ : الأَساليب، وهي أَجناس الكلام وطُرُقه. 13 – نشاوى : النَّشا، مقصور: نَسِيم الرِّيح الطيبة، وقد نَشِيَ منه ريحاً طيبة نَشوةً و نِشوةً أَي شَمِمْت؛ عن اللحياني؛ قال أَبو خِراش الهُذلي: ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن تِلْقائِهمْ، وخَشِيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ ، ونشِيَ الرجل من الشراب وتَنَشَّى وانْتَشَى كله: سَكِرَ، فهو نشوانٌ أَنشد ابن الأَعرابي: إِني نَشِيتُ فما أَسْطِيعُ مِن فَلَتٍ، حتى أُشَقِّقَ أَثْوابي وأَبْرادِي وجمعها نَشاوَى كسَكارَى؛ قال زهير: وقد أَغْدُو على ثُبةٍ كِرامٍ نَشاوَى واجِدينَ لِما نَشاء . محاريبٌ : رجلٌ محرابٌ : شَديدُ الحَرْبِ، شُجاعٌ؛ وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما، قال في علي رضي الله عنه : ما رأَيتُ مِحْرَباً مِثلَه. والمِحْرَابُ : صَدْرُ البَيْتِ، وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فيه، والجمع الـمَحارِيبُ، وهو أَيضاً الغُرْفةُ. قال وضَّاحُ اليَمَنِ: رَبَّةُ مِحْرابٍ إِذا جِئْتُها، * لم أَلْقَها، أَو أَرْتَقي سُلَّما وأَنشد الأَزهري قول امرئ القيس: كَغِزلانِ رَمْلٍ في مَحارِيبِ أَقْوال قال: والمحراب عند العامة: الذي يُقِيمُه النّاس اليَوْمَ مَقام الإِمامِ في الـمَسْجد، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهل أَتاكَ نبَأُ الخَصْمِ إِذْ تَسَوَّروا المحرابِ . قال المحرابُ أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدَّارِ، وأَرْفَعُ مَكانٍ في الـمَسْجِد. وفي الحديث: أَنّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، بَعَثَ عُروة بن مَسْعودٍ، رضي اللّه عنه، إِلى قومِه بالطَّائِف، فأَتاهم ودَخَل محراباً لهُ فأَشْرَفَ عليهم عندَ الفَجْر، ثم أَذَّن للصَّلاةِ. قال: وهذا يدل على أَنه غُرْفةٌ يُرْتَقَى إِليها. والـمَحارِيب: صُدُور الـمَجالِس، ومنه سُمّي محراب الـمَسْجِد، ومنه مَحارِيبُ غُمْدانَ باليَمَنِ. والمحراب القِبْلَةُ . ومَحارِيبُ بني إِسرائيلَ: مَسَاجِدُهم التي كانوا يَجلسون فيها؛ وفي التهذيب: التي يَجْتَمِعُون فيها للصلاة.وقولُ الأَعشى: وَتَرَى مَجْلِساً، يَغَصُّ به المِحْـ * ـرابُ، مِلْقَوْمِ، والثِّيابُ رِقاقُ قال: أُراهُ يعني الـمَجْلِسَ.وقال الأَزهري: أَراد مِنَ القوم.وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه، أَنه كان يَكْرَه الـمَحارِيبَ، أَي لم يكن يُحِبُّ أَن يَجْلِسَ في صَدْرِ الـمَجْلِس، ويَترَفَّعَ على الناسِ.








ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....