35 -
مَازِلْتُ حَيّاً
البسيط
قَدْ
أُشْعِلَ الْحُبُّ مِنْ مَعْنىً لَهُ خُلِقَا
حَتَّى يَعُودَ رَمَاداً كُلَّ
مَنْ عَشِقَا
إِنَّ
الْغَرَامَ عَلَى الْأَنْسَامِ شَيَّعَهَا
فَلَيْسَ يَحْجِبَهُ سِتْرٌ إِذَا
طَرَقَا
إِنِّي
أَرَاهَا وَمَرُّ الطَّيْفِ يَحْجِبُهَا
وَصَوْتُ تَغْرِيدِهِ قَدْ لَوَّنَ الأُفُقَا
مَازِلْتُ
حَيّاً وَلِي قَلْبٌ وَ لِي كَبِدٌ
وَلَسْتُ وَهْماً إِذَا مَا لاَعِجٌ عَلِقَا (1)
لأَرْجِعَنَّ
وبِالْأَقْدَارِ مُهْتَدِياً
فَمَا يُرَدُّ لَهَا حُكْمٌ إِذَا نُـطِقَا
أَمَّا
الْجَوَابُ فَيُعْيِي عَيْنَ قَارِئِهِ
حُلْوَ الْحَدِيثِ بِمُرِّ الصَّدِ
مُتَّسِقَا (2)
لأَ
كْتُبَنَّ لَهَا شِعْراً يُهَدْهِدُهَا
وَ أَشْتَكِي لِلنَّوَى مِنْ قَلْبِهَا
فَرَقَا (3)
فَأُمْنِيَاتُ
الْلِقَاءِ الْيَوْمَ تَجْمَعُنَا
حَتَّى كَأَنَّ لَهَا فِي شِعْرِنَا عَبَقَا (4)
إِنِّي
سَأَلْتُ فُؤَادِي فَانْثَنَى خَجَلاً
مِنَ السُّؤَالِ ، وَ أَبْدَى نَبْضُهُ
حَنَقَا (5)
قَرَأْتُ
حَرْفاً وَحُباً مِنْكِ أَجْمَلُهُ
صَبَابَةً وَ عِنَاقاً خَالَطَا الْوَرَقَا
وَمَا
تَقِرُّ حُرُوفٌ فِي رِسَائِلِهَـا
يَخْطِفْنَ مَا جَالَ فِي الْأَذْهَانِ
وَالْحَدَقَا
هَاتِ
الْفُؤَادَ بِشَجْوِ الْحُبِّ فِي مَهَلٍ
أَضُمُّهُ مَا دَعَتْهُ صَبْوَةٌ
دَفَقَا (6)
يَا
مَنْ غَدَتْ بِضِفَافِ الرُّوحِ نَازِلَةً
إِنَّ السَّلاَمَ عَلَى ذِكْرَاكِ
قَدْ خَفَقَا
ذِكَّرْتِ
قَلْبِي رَحِيلاً لَسْتُ أَذْكُرُهُ
فَاغْتَصَّ ثُمَّ هَوَا ، مِنْ بَعْدِ مَا
شَرِقَا
كَمْ
دَعْوَةً قُلْتُهَا وَالْبَيْتُ يَشْهَدُ لِي
قَدْ أَدْرَكَ الْقَلْبُ فِيهَا
الْحُبَّ فَاحْتَرَقَا (7)
وَ
إِنَّنِي خَلْفَ سِتْرٍ لاَيُبَاعِدُنَا
حَتَّى يُرَدَّ إِلَى (حَاسُوبِكِ)
الْقَلَقَا
تُبْكِينَ
قَلْبِي عَلِى خَضْرَاءَ تُسْهِرُنِي
وَ انْهَلَّ دَمْعِي عَلَى (أَيْقُونَةٍ)
دَلَقَا (8)
رُدَّي
السَّلاَمَ بِأَحْلاَمٍ مُجَدِّدَةً
فَالْحُبُّ رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ إِذَا
نَطَقَا
***
طرابلس
الغرب 2010.09.17
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-
اللاعِجُ :
الهَوى المُحْرِقُ، يقال:
هَوًى لاعِجٌ، لحُرْقَةِ الفُؤَادِ من الحُبّ.ولَعَجَ الحُبُّ والحُزْنُ فُؤَادَهُ
يَلْعَجُ لَعْجاً: اسْتَحَرَّ في القلب. 2- مُتَّسِقاً :
الوُسُوق: ما دخل فيه
الليل وما ضم. وقد وَسَقَ الليلُ واتَّسَقَ وكل ما انضم، فقد اتَّسَقَ والطريق
يأتسِقُ ويتّسق أَي ينضم؛ 3- هدهَدَ : هدهد الطائرُ: قَرْقَر. وفي النوادرُ
يُهدْهِدُ إِليَّ كذا ويُهَدَّى إِليَّ كذا ويُسَوَّلُ إِليَّ كذا ويُهَدى لي كذا
ويُهَوَّلُ إِليَّ كذا ولي ويُوَسْوَسُ إِليَّ كذا ويُخَيَّلُ إِليَّ ولي ويُخالُ
لي كذا: تفسيره إِذا شَبَّه الإِنسان في نفسه بالظن ما لم يُثْبِتْه ولم يَعْقِد
عليه إِلا التشبيه. النّوى : البعد .4 -
عَبَقَ : عبِقَ بهِ لزمهُ وعَبِقَت الرائحةُ في الشيءِ عَبَقاً بقيتْ ،
وعَبِقَ الشيءُ بقلبي : كذلك على المثل. وريحٌ عبِقٌ : لاصقٌ. 5- الحنق : الحنَقُ
: شدّة الاغْتياظِ؛ قال: ولَّى جَمِيعاً يُنادي ظِلَّه طَلَقاً، ثم انْثَنى
مَرِساً قد آدَه الحَنَقُ ، والحنَقُ الغيْظُ، والجمع حِناقٌ مثل جبَل وجِبال.
وفي حديث عمر: لا يَصْلُح
هذا الأَمْرُ إِلا لمن لا يَحْنِقُ على جِرَّتِه أَي لا يَحْقِدُ على رَعِيَّتِه؛
والجِرَّةُ: ما يُخرجه البعير من جوفه ويَمْضَغُه. 6- الشَّجْوُ : الهَمُّ والحُزْنُ، وقيل: شَجاني
طَرَّبَني وهَيَّجَني. التهذيب: شَجاني تَذَكُّرُ إلفِي أَي طَرَّبَني
وهَيَّجَني.وشَجاهُ الغِناءُ إذا هَيَّجَ أَحزانَه وشَوَّقَه. الليث: شَجاهُ
الهَمُّ، وفي لغة أَشْجاهُ؛ وأَنشد: إنِّي أَتاني خَبَرٌ فأَشْجانْ، أَنَّ
الغُواةَ قَتَلُوا ابنَ عَفّانْ وأَشْجاني حَزَنَني وأَغْضَبني.وأَشْجَيْتُ
الرجُلَ: أوْقَعْتهُ في حَزَنٍ.وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي الله عنهما،
قالت: شَجِيُّ النشِيجِ؛والنَّشِيجُ: الصَّوتُ الذي يترَدَّدُ في الحَلْقِ ،
الصَّبْوَةُ : جَهْلَة الفُتُوَّةِ
واللَّهْوِ من الغَزَل، ومنه التَّصابي والصِّبا. صَبا صَبْواً وصُبُوّاً وصِبىً
وصَباءً. 7- البيت : البيت العتيق ( الكعبة المشرفة ) يقول : دعوت الله ان يجمعنا
وأنا أطوف حول البيت فوقع حبكِ في قلبي فاحترق . 8- الدّلق : الانْدِلاقُ:
التقدُّم. والدَّلْقُ : خروج الشيء من مَخْرجه سريعاً. وفي الحديث: أنه، صلى الله
عليه وسلم، قال: يؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار فتَنْدَلِقُ أَقتابُ
بطنه؛ قال أَبو عبيد: الاندلاق خروج الشيء من مكانه، يريد خروج أَمعائه من جَوْفه؛
ودَلَقَ بابَهُ دَلْقاً فتحه فَتْحاً شديداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق