21 – لَحَى اللهُ قَلْبِي
الطويل
حَنِينُ فُؤَدِي مَا تَقَضَّتْ مَآرِبُه
وَ تَاهَ بِنَا
لَيْلُ النَّوَى وَ كَوَاكِبُه
فَلاَ الهَجْرُ مِنْ أَسْرِ الغَرَامِ أَقَالَنِي
وَ
لاَ القَلْبُ إِنْ عَاتَبْتُهُ لاَنَ جَانِبُه
نَزَلْتُ طَرَابُلْسَ المَحَبَّةَ وَ النَّدَى
وَ
مُهْتَصَراً غَضاً تُرَوَّى سَحَائِبُه
عَلِيلٌ ، وَمَا دَائِي سِوَى هَجْرِ صِبْيَةٍ
فَهَلْ
مِنْ دَوَاءٍ لِلْفُؤَادِ يُنَاسِبُه ؟
وَدَارتْ حِكَايَاتُ الْهَوَى بِدَفَاتِري
فَفَاضَتْ
عَلَى الْقَلْبِ الْعَلِيلِ نَوَائِبُه
لَحَى اللهُ قَلْبِي وَاحِداً لَيْسَ غَيْرَهُ
عَصَانِي ، وَ إِنَّ الْحُبَّ سُقْمٌ عَوَاقِبُه
أَلَمَّتْ وَلَيْلِي بِالْجَوَى مَدَّ طَرْفَهُ
لِرَمْضَاءِ قَلْبِي فَاقْشَعَرَّتْ ذَوَائِبُه
وَصَارَ مِزَاجُ الرُّوحِ بِيْنِي وَ بَيْنِهَا
صَرِيرَ يَرَاعٍ لاَ تَجُفُّ سَوَاكِبُه
وَقَدْ سَفَرَتْ عَنْ حُبِّهَا وَ عَذَابِهَا
يُجَاذِبُهَا مَسُّ الْهَوَى وَ تُجَاذِبُه
رَعَى اللهُ قَلْباً بِالْحِجَازِ أَحَبَّنِي
تَعَلَّتْ عَلَى كُلِّ القُلُوبِ
مَرَاتِبُه
وَ مِنْ دُونِهِ عَمَّانَ سُورٌ مِنَ النَّوَى
تُزَاحِمُ أَرْكَانَ الغَرَامِ مَنَاكِبُه
أَجُرُّ الْهَوَى الْعُذْرِيَّ حَوْلَ فُؤَادِهَا
فَيُزْهِرُ فِي عَيْنِي ، وَ تَصْفُو مِشِارِبُه
هَلِ الْوَجْدُ إِلاَّ أَنْ يَلُوحَ خَيَالُهَا
أَمِ
الْوَجْدُ بِالْأَطْيَافِ حُفَّتْ جَوَانِبُه ؟
وَ كُنْتُ
بِأَسْبَابِ السَّمَاءِ مُرَفَّهاً
وَغَيْرِي بِغَيْرِ الْفَرْقَدَيْنِ
مَلاَعِبُه
فَمَا كُلُّ هَاوٍ لِلْفَضَاءِ بِقَادِرٍ
وَ لاَ كُلُّ
طَيَّارٍ تُعَدُّ مَوَاكِبُه
فَلَمَّا دَنَا الْإِصْبَاحُ يَمْسَحُ وَجْهَهُ
تَبَيَّنْتُ أُمِي لِلصَّلاَةِ تُرَاقِبُه
***
طرابلس 2013.01.24
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق