23 - وَدَّعْتُ عَمَّانَ
البسيط
وَدَّعْتُ
عَمَّانَ حَبْلاً غَيْرَ مَوْصُولِ
فَلاَ تَسَلْنِ التَّرَوِّي فِي
التَّفَاصِيلِ
يَا
حَبَّذَا وَطَنِي مِنْ رَوْضَةٍ نَفَحَتْ
بَيْنَ الْعِرَاقِ وَ أَرْضَ السُّوسِ
وَ النِّيلِ
أَفَاضِلُ
النَّاسِ بَنْغَازِي وَ أَكْبَرُهُمْ
وَصِيتُهُمْ فِي بِلاَدِي غَيْرِ مَجْهُولِ
كَفَّتْ
يَدَ الشَّرِ إِذْ مُدَّتْ إِلَى وَطَنِي
لَمَّا الْمَحَبَّةُ مَالَتْ بَعْدَ
تَعْدِيلِ
كَأَنَّ
أَبْنَاءَهَا وَ البَذْلُ يَجْمَعُهُمْ
نَهْبٌ تَقَسَّمَهُ جِيلٌ عَلَى جِيلِ
فَمَا
سَلَى القَلْبُ إِلاَّ كَانَ يَذْكُرُهَا
وَ إِنْ غَفَى فَهْوَ مِنْهَا جِدُّ
مَطْلُولِ
كَأَنَّهَا
حِينَ فَلَّ الصُّبْحُ ظُلْمَتَهَا
تُهْدِي إِلَى وَطَنِي نَشْرَ الأَكَالِيلِ
وَ
قَدْ تَحَرَّقَ فِي حَيْزُومِهِ قَلَمِي
فَمَنْ بَلاَهُ بِتَسْهِيدِ
التَّمَاثِيلِ ؟
أَحْبِبْ
إِلَيَّ بِقَلْبٍ ذِي مُشَاغَبَةٍ
لَا أَتَّقِي الحُبَّ مِنْهُ بِالعَرَاقِيلِ
مُسَوَّمٍ
فِي رِدَاءِ الحُبِّ مُخْتَضَبٍ
يُرْضِي الجَلِيسَ بِشْعْرٍ أَوْ بِتَحْلِيلِ
وَ
قَدْ صَبِرْتُ وَثَوْبُ الصَّمْتِ مُخْتَرِقٌ
عَلَى لِسَانِي وَ أَطْرَافِ
التَّرَاتِيلِ
فَهَلْ
نَجَا الحُبُّ أَمْ طَالَ الكُسُوفُ بِهِ ؟
وَ عَارَضَتْ شَمْسُهُ قَوْلِي وَتَأْوِيلِي
أَحَكِي
حُرُوفَكِ لاَ أَدْرِي مَقَاصِدَهَا
أَحْمِي شَرِيعَةَ وَصْلٍ غَيْرِ مَأْمُولِ
بَيْنَ
الغَرَامِ وَبَيْنَ اللَوْمِ مُتَّسَعٌ
فَنَهْتَدِي بِسُكُونٍ فِيهِ مَسْدُولِ
فَهَلْ
كَرِهْتِ يَرَاعِي دُونَ صَفْحَتِهِ ؟
وَ طَيِّبَ القَوْلِ حُلْواً غَيْرَ
مَمْلُولِ
إِنَّ
الغَرَامَ بِخَوْفِ اللهِ عَادَتُنَا
فَلاَ أُضَمِّنُ عِشْقِي بِالأَبَاطِيلِ
وَدَّعْتُ
عَمَّانَ وَ الحُبَّ الذِي زَعَمَتْ
فَالْيَوْمَ أَيُّ اعْتِذَارٍ غَيْرَ
مَقْبُولِ
هَشُ الفُؤَادِ خَفِيُّ البَوْحِ مُبْتَعِدٌ
إِنَّ التَّنائِي بِهِ دِفْئِي وَ تَظْلِيلِي
***
عمَّان
2013.06.15
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق