الثلاثاء، 16 يناير 2018

94 - يَا صَاحِبِي


24 - يَا صَاحِبِي
البسيط



حَسْبُ الفُؤَادِ غَرَامٌ غَيْرُ مِعْطَارِ 

 فَهَلْ أَضِنُّ عَلَى وَاشٍ وَ مِغْيَارِ ؟



أَمْ كَانَ لِي مِنْ بَنَاتِ الْوَصْلِ بَارِقَةٌ ؟ 

مَقْسُومَةٌ بَيْنَ أَسْمَاعٍ وَ أَبْصْارِ



إِنِّي رَأَيتُ صُرُوفَ الْحُبِّ فِي عَجَبٍ  

 فَلَنْ أَنَامَ عَلَى وَعْدٍ وَ أَنْظَارِ



وَ صَاحِبٍ قُلْتُ لَمـَّا لَامَنِي كَمَداً 

 يَا بُعْدَ مَنْزِلِ أَوْهَامِي وَ أَعْذَارِي !



فَبِتُّ أُمْسِكُ مِنْ ذَيْلِ الْهَوَى سَبَباً 

 وَ أُشْعِلَتْ فِي فُؤَادِي حُرْقَةُ النَّارِ



كَأَنَّهُ خَارِجاً مِنْ جَنْبِ كَلْكَلِهِ

 رَحْبِ الشَّغَافِ عَلَى الْأَحْبَابِ صَبَّارِ



كَلَّا . وَقَدْ كُنْتُ بَعْدَ الْقُرْبِ مُرْتَحِلاً

 كَالْجِنِّ جَوَّابَ آفَاقٍ وَ أَمْصَارِ



 فَمَنْ يُرَافِقُنِي إِنْ مَسَّنِي لَمَمٌ ؟

 إِمَّا الثُّرَيَّا وَ إِمَّا غَزْلُ بَحَّارِ



أَنَا الذِي كَانَ لَيْلِي لاَ صَبَاحَ لَهُ

 حَتَّى يَكُونَ عَلَى الْجَوْزَاءِ إِفْطَارِي



يَا رُبَّ لَيْلٍ طَوِيلِ الشَّأْوِ أَسْلُكُهُ 

 عَالٍ مَعَ الْجَدْيِ مَحْفُوفٍ بِسُمَّارِ*



يَا صَاحِبِي جَرَتِ الأَقْدَارُ مُسْرِعَةً 

 فَأَبْرَزَتْ عَنْ شَدِيدِ الْعَزْمِ طَيَّارِ



مَا الْعَيْشُ إِلاَّ اصْطِحَابُ الْخِلِّ أَوْ قَلَمٌ 

 بَيْنَ الدَّفَاتِرِ فِي حِلِّي وَ أَسْفَارِي



فَكَمْ كَتَبْتُ إِلَى الْأَحْبَابِ مِنْ بَلَدٍ 

 وَالْقَلْبُ يَخفِقُ طَوْراً بَعْدَ أَطْوَارِ



فَظَلَّ يَنْزِفُ فَوْقَ الرَّقِّ مُنْتَشِياً 

 وَقَدْ تَلَوَّنَ مِنْهُ دَمْعِيَ الْجَارِي



أَرَقْتُ مَاءَ الْلَيَالِي فِي مَحَابِرِهِ 

 حَتَّى تَرَقْرَقَ مِنْهَا فَيْضُ أَفْكَارِي


هَذَا يَرَاعِي تَطِيرُ الطَّائِرَاتُ بِهِ 
وَ قَوْلُهُ فِي الْغَوَانِي سَائِرٌ سَارِي

فَاعْجِبْ بِهِنَّ قَوَافٍ غَيْرَ طَائِشَةٍ 

أُنْسِ الْقَوَارِيرِ مِنْ عَوْنٍ وَ أَبْكَارِ



إِنِّي أُصَاحِبُ قَلْبِي فِي صَبَابَتِهِ

وَ أَحْمَلُ الْعِشْقَ مَسْتُوراً بِأَسْرَارِي



يَا تَارِكَ الرُّوحَ ، إِنَّ الرُّوحَ قَائِلَةٌ

يَا رَحْمَةَ اللهِ حُلِّي بَيْنَ أَوْزَارِي



خَوَاطِرٌ مَلَئَتْ عَقْلِي فَأَكْتُبُهَا 

نَتَاجُ رَأْيٍ عَلَى دِيبَاجِ أَشْعَارِي



فَلِلدَّمَارِ رُكُودٌ فَوْقَ مَوْطِنَنَا

شَرٌ مِنَ النَّاسِ لاَ مِنْ سِحْرِ سَحَّارِ



يَا طَالِبَ الْمَجْدِ لِلأَوْطَانِ مُجْتَهِداً 

قَدِ اسْتَكَنَّ وَ مُجَّ السُّمُّ فِي الدَّارِ



أَلاَ رَأَيْتَ بِعَيْنَيْ شَعْبِنَا أَلَماً

إِلاَّ ذَكَرْتَ رِجَالاً غَيْرَ أَبْرَارِ



كَيْفَ الْمُقَامُ بِأَرْضٍ أَهْلُهَا غَفَلُوا ؟

 مَقْسُومَةٍ بَيْنَ أَحْزَابٍ وَ أَحْبَارِ!



يَا أَيُّهَا الشَّعْبُ قَدْ ضَاعَتْ دُوَيْلَتَكُمْ 

فِي مَحْفَلٍ مِنْ صَنِيعَ الْغَرْبِ خَوَّارِ



حِوَارُ ضِفْدَعَةٍ مَاتَتْ أُخَيَّتُهَا 

وَ السَّيْلُ يَجْرِفُهُمْ فِي مَوْطِنٍ هَارِ



لاَ تُنْكِرَنَّ رَحِيلِي عَنْكَ يَا وَطَنِي

 عَارٌ عَلَيَّ ، وَ مَا بِالْبُعْدِ مِنْ عَارِ



***
طرابلس 2014.04.13


* العرب تسمي النجوم السبعة النيّرة ( بنات نعش الصغرى ) و الأربعة التي على المربع ( نعش ) , و الثلاثة التي على الذنب ( بنات ) .و تسمي النيّرين من المربع ( بيتا ) و ( غاما ) - ( الفرقدين ) . ( بيتا ) أنور الفرقدين و ( غاما ) أخفاهما .   و تسمي النيّر الذي في طرف الذنب ( الجدي ) . ألفا الدب الأصغر , و هو الجدي عند العرب , النجم القطبي حالياً


ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....