الوافر
كتب
لي الشاعر الكبير علي الجمل
هذه الرسالة الأُستاذ
الفاضل فتحي امنيصير :
أخي
فتحي وما هذِي اللَيالِي
سِوى وجعٍ على وجعِ
السؤالِ
أكُنِّا
نثُوقُ في الماضِي لشِيْءٍ
ونَجهَلُهُ كَأَنّا لا
نُبالِي ؟
أكُنّا
نُبدِدُ الأحلامَ هَذْراً
وَتَنْسِفُها مقَالِيدُ
المُحالِ ؟
أكُنّا
نُريدُ للوطنِ اعْتِداداً
بِهَامتِهِ على أيْدِي
الرجَالِ ؟
أَجبْنِي
يَابْنَ تَاجُورَاءَ إِنِّي
لَفِي حَيْصٍ وَ بَيْصٍ
قَد بَدَا لِي
فأجبته
:
كِلِينِي
(أُمَّ أَحْمَدَ) فِي الْخَيَالِ
إِذَا
لاَ تَقْدِرِينَ عَلَى الْوِصَالِ
دُرُوبُ
الْحُبِّ أَسْفَارٌ طِوَالٌ
وَ قَدْ خَانَتْكِ أَرْصِفَةُ
الدَّلاَلِ
فَإِنْ
قَرِحَتْ عَنِ الْوَصْلِ الْمَآقِي
قَرَعْتِ الْكَأْسَ
بِالْأَمَلِ الْمُحَالِ
يَحِيدُ
الْقَلْبُ عَنْكِ وَ فِيهِ رَوْعٌ
طَوَى
الْأَحْلاَمَ فِي بُرْدِ الْلَيَالِي
فَلَيْتَ
تُرَدُّ أَنْفَاسُ (السَّرَايَا)
وَ
قَدْ وَدَّعْتُ ( أُويَا ) غَيْرَ سَالِ
فَمَا
وَطَنِي سِوَى دَمْعِ الْيَتَامَى
وَ
آهَاتِ الثَّكَالَى بِالْحِجَالِ
أَرَى
(الْبِطْنَانَ) تُشْبِهُهَا كَثِيراً
عَلَى (الزِّنْتَانِ)
أَخْلاَقُ الرِّجَالِ
فَلِلْبِطْنَانِ
وَ الزَّنْتَانِ صِيتٌ
هُمُ الْفُرْسَانُ
طُلَّابُ الْمَعَالِي
وُجُودُكَ
يَا (عَلِيُّ) وَلَوْ بَعِيداً
ظِلاَلٌ بِالْيَمِينِ وَ
بِالشِّمَالِ
خَلِيلِي
صَارَ طَعْمُ الْعَيْشِ مُرّاً
بَعِيدُ
الدَّارِ مَجْهُولُ الْمَآلِ
وَ
عَنْ ذِكْرِ الصَّبَابةِ بِي صُدُودٌ
أَيَشْغَلُنِي
الْغَرَامُ عَنِ الْقِتَالِ ؟
وَقَفْنَا
بَيْنَ أَطْرَافِ الثُّرَيَّا
فَكَيْفَ بَهَا إِذَا
قُلْنَا تَعَالِي
فَحَدِّثْنِي
! فَقَدْ غُيِّبْتُ دَهْراً
سَتَجْرِي عَبْرَتِي
حَالاً بِحَالِ
***
طبرق
2015.04.29
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق