الاثنين، 17 سبتمبر 2018

104 – يَالَيْتَنِي كُنْتُ حَدْاداً لَهُ نَشَبٌ


البسيط
القصيدة الأُولى في ديوان أوجاعي


لَقَدْ سَقَى الْبَيْنُ مَا وَارَاكِ مُلْتَهَبَا
 وَ جَادَكِ الْوَصْلُ مُنْهَلًّا وَ مُنْسَكِبَا

وَ نَارُ حُبُّكِ تَخْبُو بَعْدَ وَقْدَتِهَا
 يَا وَيْحَ قَلْبَكِ مَنْ أَغْرَى بِهِ فَكَبَا !

إِنْ كُنْتِ أَنْكَرْتِ قَلْبِي فِي صَبَابَتِهِ
 فَلَنْ تَسَوِّغَهُ الأَيَّامُ مَا وَهَبَا

لَكِنَّمَا الْقَلْبُ مَغْبُوطٌ بِرَوْضَتِهِ
 وَ أَنْتِ أَقْرَبُ خَلْقٍ مِنْهُ مُنْتَسَبَا

أَنَا المـُصَابُ الَّذِي أَوْدَى بِهِ قَلَمٌ
 وَ جَاذَبَ الشِّعْرَ مِنْ أَلْوَانِهِ القُشُبَا

يَالَيْتَنِي كُنْتُ حَدْاداً لَهُ نَشَبٌ
 وَ لَمْ أَكُنْ ذَا يَرَاعٍ صَاحَبَ الْكُتُبَا

وَ لَمْ أَجْعَلِ الْقَلَمَ الْمَوْهُوبَ مُنْتَجَعاً
 وَ الْبُحْتُرِيَّ أَخَاً وَ الْقَسْطَلِيَّ أَبَا

فَلَا تَحَلَّتْ بِهَذَا الشِّعْرِ أُمْسِيَةٌ
 وَ لَا تَذَبْذَبَ نَبْضُ الْقَلْبِ وَ اضْطَرَبَا

وَ لَا شَرِبْتُ بِكَأْسِ الْحُبِّ مُنْتَشِياً
وَ لَا تَنَفَّسَ فُوهَا نَكْهَةً ضَرَبَا

وَ لَا تَعَلَّتْ بِنَا فِي الْجَوِّ طَائِرَةٌ

 وَ لَا طَلَبْتُ  عَلَى أَفْلَاكِهَا الأَدَبَا

لِلَّهِ غَانِيَةٌ هَدَّتْ بِمَنْطِقِهَا
 شَغَافَ قَلْبِيَ حَتَّى صَيِّرَتْهُ هَبَا

إِيهٍ ، فَقَدْ غَدَرَتْ أُمُّ الْبَنَاتِ بِنَا

 لَكِنَّ يَا قَلْبُ لَا وَاهاً وَ لَا عَتَبَا


لَا غَرْوَ فِي فِعْلِهَا يَا قَلْبُ ، مَا كَذَبَتْ

 فَالْحُبُّ قَدْ جَمَعَ الْغُفْرَانَ وَ الْغَضَبَا


قَدْ كُنْتُ فِي غَفْلَةٍ حَتَّى إِذَا انْقَشَعَتْ

 دَاسَتْ بِأَخْمَصِهَا الْأَسْتَارَ وَ الْحُجُبَا


فَأَدْمَتِ الْقَلْبَ فِي أَيَّامِ دَوْلَتِهِ

 أَضْعَافَ مَا أَنْجَزَ الْعُشّاقَ مُكْتَسَبَا


وَأَظْهَرَتْ غَامِضَ الْمَعْنَى نَوَاظِرُهَا

  فَزَعْزَعَتْ مُقْلَتيَّ الدَّمْعَ فَانْسَكَبَا


كَأَنَّ نَفَّاثَةً بَاتَتْ تَطِيفُ بِهِا

 وَ زَادَ جَامِحُهَا فِي غَيِّهِ هَرَبَا


حَتَّى نَأَتْ فَبَدَا لِي مِنْ قَطِيعَتِهَا

 أَنَّ الْلَّحَاقَ بِرَكْبِ الْبَيْنِ قَدْ قَرُبَا


يَا ذَا الْمَلَامَةِ فِيهَا لَا تُعَنِّفَنِي

 فَقَلَّمَا شُكِرَ الْمَغْرُورُ أَوْ طُلِبَا


إِنَّ الصَّبَاحَ لَمَوقُوفٌ لِغُرَّتِهَا

 فَمَا أُبَالِي إِذَا مَا ضَوْؤُهُ ذَهَبَا


فَلَوْ أَحَبَّتْ لَقَالَتْ وَهْيَ صَاغِرَةٌ

 مَنْ غَالَبَ الْقَلْبَ فِي عُشَّاقِهِ غُلِبَا


فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ لَا لَوْحِي بِمَأْمَنِهِ

 وَ لَا أَصَابَ يَرَاعِي ثَرْوَةً عَجَبَا


أَنَا الَّذِي بَلَّغَ الْأَسْفَارَ هِمَّتَهُ

 وَ مَدَّ نَجْمُ الثُّرَيَّا تَحْتَهُ طُنُبَا


وَافَى عُطَارِدَ وَ الْمَرِّيخَ مَجْلِسُهُ

 وَ فُسْحَةً فَوْقَ قَرْنِ الْمُشْتَرِي رُتَبَا


أُمْسِي عَلَى الْمَوْجِ كَالْحَدَّادِ مُرْتَزِقاً

 وَ أَغْتَدِي سَاجِداً لِلَّهِ مُقْتَرِبَا


لِكُلِّ قَوْمٍ وَ مَرْءٍ بَعْضُ مَنْزِلَةٍ

 وَ لَا إِخَالُ مَكَانِي يَخْلِفُ الْجَنَبَا


يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى عُمْرٍ حُبِيتُ بِهِ

 لِلْعِلْمِ مُجتَنِياً لِلْجَهْلِ مُجتَنِبَا


هَذِي حَيَاتِي فَمَا أَنْفَكُّ أَطْرِقُهَا

 وَ ذَاكَ رَأْيٌ إِلَى عَيْنِ الصَّوَابِ صَبَا


فَلَمْ يَرَعْنِ عُلُوُّ الدَّرْبِ مُرْتَحِلاً

 وَ لَا ثَنَانِي جُمُوحُ النَّفْسِ مُغْتَرِبَا


وَ لَمْ أَزَلْ أَدَّعِي صِدْقاً مَحَبَّتَهَا

 مُذَلِّلاً مِنْ صُرُوفِ الْوَصْلِ مَا صَعُبَا


***

طرابلس 2015.08.08




ليست هناك تعليقات:

126 - أخِيراً

وَأَخِيرأً انْتَهَيْتُ مجزوء الرمل  يَا حَمَامَ الدَّوْحِ غَرِّدْ مُنْشِداً لَحْنَ انْشِرَاحِي *** إسلام آباد 2019.06....